في عددها العاشر

"صوت الصورة" في ضيافة ندوة القراءة

"صوت الصورة" في ضيافة ندوة القراءة
  • القراءات: 576
❊ بوجمعة ذيب ❊ بوجمعة ذيب

استضافت المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية نور الدين صحراوي بسكيكدة مؤخرا، في إطار ندوة القراءة في عددها العاشر الذي خصّص لصوت الصورة، الأخوين بلعابد عبد الرزاق وعلي، وهما وجهان سينمائيان معروفان وطنيا من مدينة شولو غرب سكيكدة، وضعا الأسس الأولى لميلاد سينما الهواة التي قال عنها عبد الرزاق بأنّها المدرسة الحقيقية للسينما المحترفة، معيبا في نفس الوقت الذين ينظرون إليها بنظرات شزراء.

 

هذا وقد استمتع الحضور على مدار أكثر من ساعتين، بالمعلومات المستفيضة التي قدّمها الأخوان عن السينما وعن أسرارها، وعن مفهومها، وتاريخها، ومراحل تطورها عالميا ومحليا، معتبرا ـ أي عبد الرزاق ـ أن السينما ما هي إلا محاكاة للواقع. كما سرد للحضور عشقه اللامتناهي للسينما الذي سكنه منذ صغره، فيما تطرق شقيقه علي إلى فن التصوير وتقنياته المختلفة باختلاف آلات التصوير. وما زاد في جمالية الندوة تمكن الثنائي عبد الرزاق وعلي من خلال طريقة إلقائهما، من شد أنظار الحضور الذين استمتعوا كل الاستمتاع بكل ما جادت به قريحتهما ذات الصلة بالسينما وفن التصوير، وواقع السينما في بلادنا بوجه عام من جهة، وعلى المستوى المحلي بوجه خاص، ليتطرقا لآفاق هذا الفن مستقبلا الذي ربطا تطوره بضرورة إنشاء استيديوهات للتصوير؛ بهدف دفع المنتجين إلى العمل، وخلق شبكة لتوزيع الأفلام الجديدة، مع تأكيدهما على ضرورة تهيئة قاعات السينما الموجودة وإسناد مهمة تسييرها إلى مختصين في السمعي البصري، مع تشديدهما على إعادة بعث النوادي السينمائية على مستوى المؤسسات الشبابية والثقافية، وتشجيع الفائزين في مختلف المهرجانات، بجوائز تتمثل في إنتاج أشرطة جديدة، ليرتفع مستوى الندوة بفتح النقاش مع الحضور، خاصة من قبل أهل الاختصاص كستيتي ومداحي من عنابة، والإعلامي عمار الصافي، والأستاذ الجامعي والمسرحي عبد المالك بن خلاف، ومدير الثقافة للولاية وغيرهم من المتدخلين، والتي تمحورت في مجملها عن واقع السينما في الجزائر وسبل تطويرها، وطرق التسويق وعلاقة المسرح بالسينما بما فيها سينما الهواة، لتنتهي الندوة بإهداء مع التوقيع لآخر عمل الأخوين، وهو عبارة عن فيلم وثائقي تاريخي بعنوان «أطفال في الذاكرة» أخرجه عبد الرزاق بلعابد، وصوّره شقيقه علي بمعاقل الثورة بجبال المصيف القلي، والذي تم عرض مقتطفات منه خلال الندوة، مع الإشارة إلى أن الفيلم الوثائقي المستمد موضوعه من كتاب المجاهد الدكتور محمد تومي المعنون «طبيب في معاقل الثورة،» يتطرق للدور البطولي الذي لعبه الأطفال إبان الثورة التحريرية الكبرى، وكعيّنة عن ذلك، شخصية المجاهد بولكراه السعيد الذي كان يبلغ آنذاك 15 سنة، والذي تمكّن من إنقاذ حياة مجموعة من المجاهدين كانوا محاصَرين من قبل عساكر العدو بعد وشاية وردتهم عن مكان تواجدهم، فبعد أن تمكّن من مغادرة المحتشد متسللا ليخبر المجاهدين بالأمر، تمكّن العدو من إلقاء القبض عليه في كمين نُصب بنفس المكان الذي كان فيه العدو يستعد لقنبلة موقع تواجد المجاهدين، ليتمكن بعد عملية استجواب خضع لها من قبل عساكر العدو، من الإفلات بأعجوبة من قبضتهم.

وخلال فراره في جنح الظلام الدامس وسط الغابة، شرع في الصراخ منبّها المجاهدين على الهروب، وبصراخه ذاك تمكّن من إنقاذ أرواحهم.