صدور كتاب «عبد الرحمن شيبان»

صلة ود لمن جاهد بالفكر والنضال

صلة ود لمن جاهد بالفكر والنضال
  • القراءات: 2263
 مريم. ن مريم. ن

تم مؤخرا إعادة طبع كتاب «الأستاذ عبد الرحمن شيبان» لمؤلفه الدكتور عبد الله بوخلخال، وهو بمثابة تجديد للعهد والوفاء لهذا العالم والمجاهد والأديب، وتضمّن شهادات وأبحاثا  أرّخت لمسيرة هذا الرجل العملاق الذي ساهم رفقة جيله في تحرير الجزائر، ثم في بنائها.

صدر الكتاب بموافقة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية (عن دار الهدى)، وقد نشره بمناسبة تسمية دفعة التخرّج الـ27 باسم الشيخ شيبان، كونه أحد أعلام الأمة الجزائرية ومن الذين خلّدت مآثرهم وكان له الأثر البارز في البناء والإصلاح، فقد كان رحمة الله عليه عالما فاضلا ومفكّرا لبيبا ومصلحا ورعا ومربيا ماهرا وأديبا ألمعيا ووزيرا حاذقا يتميز بخلق ووقار، كما كان له الفضل في إقامة صرح جامعة الأمير عبد القادر.

يعرض الكتاب ذو 350 صفحة رحلة حياة هذا الرجل المولود بمشدالة في البويرة سنة 1918، وحفظ فيها القرآن العظيم ودرس مبادئ العلوم، ثم شدّ الرحال إلى جامع الزيتونة متحصّلا على شهادات عليا، وترأس هناك جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين، ثم كرّس حياته في التعليم بمعهد ابن باديس والكتابة في الجرائد، ثم انخرط في الثورة التحريرية. كما كان محرّرا في جريدة «المقاومة» التابعة لجبهة التحرير، وعيّن رئيس تحرير مجلة «الشباب الجزائري» ومستشارا لرئيس بعثة الثورة بليبيا.

واصل الراحل رسالته بعد الاستقلال وتقلد عدة مناصب مهمة، حيث كان عضوا في كلّ من المجلس الوطني التأسيسي، ومقررا للجنة التربوية الوطنية، واللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، كما عيّن وزيرا للشؤون الدينية، واستمر في تنظيم ملتقيات الفكر الإسلامي، وساهم في دعم وفتح جامعة الأمير عبد القادر.

نظرا لتمكّن الشيخ شيبان في اللغة والأدب والتربية والفكر والدعوة والإصلاح، فإنّه كان من المؤسّسين لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين كنائب، ثم كرئيس، كما تولى رئاسة مكتب مؤسّسة القدس بالجزائر، وغيرها من الإسهامات.

اجتهدت مجموعة من الأساتذة في هذا المؤلف للكتابة عنه والإدلاء بشهادات حوله، إضافة لموظّفي الجامعة وعائلته، تضمّن الكتاب 7 فصول، أولها عن «حياته وشخصيته» تناولت طفولة الشيخ ودراسته ونضاله داخل وخارج الجزائر، وكذا إسهامه في عملية البناء بعد الاستقلال وأيضا في إعادة بعث تراث جمعية العلماء، وقد أسهب الدكتور عبد الكامل جويبة من جامعة المسيلة في تقديم مسيرة الشيخ في هذا الفصل.

الفصل الثاني بعنوان «جهوده في ميدان التربية والتعليم» وتضمّن عدة أبحاث منها «نهج التعليم عند شيبان وسبل المحافظة على المقوّمات الجزائرية» للدكتور محمد بودبان من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، «شهادات حرة عن جهود الشيخ في ميدان التربية والتعليم والشؤون الدينية» للدكتور لزهر فارس من جامعة تبسة، و«بين شيبان ورضا حوحو» للدكتور عويمر من جامعة الجزائر، وفي فصل «جهوده في ميدان الإصلاح» نجد أيضا العديد من المقالات، منها «شيبان الداعية الأديب والأستاذ المصلح» لمحمد الصديق محمد الطاهر قادري من جامعة باتنة، و«مواقف شجاعة للشيخ» للدكتور بلقاسم شتوان من جامعة قسنطينة، أما فصل «اهتمامه بقضايا الأمة» فهناك العديد من المقالات منها «قضايا الأمة في كتابات شيبان» للدكتور إسماعيل سامعي و«الإسلام في فكر شيبان» للدكتور كمال لدرع، أما فصل «آثاره» فتضمّن أهم أعماله وكتاباته ورحلاته وبعض الفترات التاريخية المهمة التي عاشها منها فترة الثورة، وكذا نشاطه الصحفي والثقافي وغيرها، وفي «الشهادات» كانت هناك العديد من شهادات من عرفوه منهم الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين، والأستاذ حمزة يدوغي مستشار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، والشيخ كمال أبو سنة من المكتب الوطني مكلف بالدعوة والإرشاد والإفتاء.

في فصل «من أقواله»، تمّ عرض نماذج ومقتطفات ومن كتابات الشيخ شيبان في الفكر والأدب والسياسة.

تضمّن الكتاب ملحقا للصور الفوتوغرافية، منها صورة تذكارية لوالده وإخوته وكذا صورا لأساتذته وله تعود للأربعينات وما قبلها ولجمعية العلماء، وكذا صورة له مع الحكومة المؤقتة، وهو يصافح البطل كريم بلقاسم بتونس، وأخرى له مع البشير الإبراهيمي وكذا مع عباس فرحات ومع بن بلة، وفي اليونسكو سنة 1966، وبالحج مع الرئيس الشاذلي ومع الغزالي وياسر عرفات والملك قابوس ومفتي سوريا كفتارو ومفتي القدس عكرمة صبري وإمام المسجد النبوي إبراهيم الأخضر، والإيراني آية الله محمد علي التسخيري، وغيرها من الصور، إضافة للشهادات العلمية والتكريمات (تكريم إسماعيل هنية نظير مساعدة جمعية العلماء لأهل غزة ) وزيارات الوفود الأجنبية له بمقر جمعية العلماء.

في الكتاب أيضا بعض كتب الراحل وأيضا وصيته وكذا رسالة التعزية للرئيس بوتفليقة بعد رحيله.