يقدم المخرج حيدر بن حسين سهرة الأحد المقبل العرض العام لمسرحية "عدو الشعب" التي اقتبسها عن نص يحمل العنوان نفسه للكاتب النرويجي هنريك أبسن، وذلك بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، ومدته 90 دقيقة. قال مخرج المسرحية، حيدر بن حسين، أمس في ندوة صحفية عقدها على خشبة المسرح الوطني الجزائري، محي الدين بشطارزي، أن اختياره لهذا النص راجع لكونه يتميز بمقاربة واقعية محددة، وأن أسئلة المسرحية مستمدة من صلب الواقع، كذلك البناء الدرامي والحوار واقعان. ويتناول موضوع مفاده جدلية المال والقيم ومن يملك الحق هل فعلا الأغلبية أم أصحاب المال وهم الأقلية، ويخوض في صراعات أرباب المال، ويخوض حتى في سؤال كيف يغير المال الأشخاص ويبدل قناعاتهم؟.

العمل أنتجه المسرح الوطني الجزائري باللغة العربية الفصحى، وحسب البطاقة الفنية لمسرحية "عدو الشعب"، فإن العمل الإخراجي يستند على منهج بسيط في تركيب الأحداث والشخصيات وسط مواقف مختلفة في لونها وإيقاعها وتراكيبها وتصادمها، تقترح المتعة والمنطق في تركيب قصة تحمل الكثير من الخيال. وأعطى المخرج نبذة عن قصة المسرحية، إذ يكتشف الدكتور توماس ستوكمان أن مياه الحمامات التي يعيش من خدماتها جميع أهل القرية ملوثة، فيحمل على عاتقه مسؤولية إخبار أهله وإعلان ذلك، ولكنه لا يدري أن الأمر سيكلف البلدية أشغالا ومالا كثيرا، الأمر الذي يثير حفيظة أعضاء البلدية وجمعيات المال والأعمال وعلى رأسهم عمدة البلدية بيتر ستوكمان، وهو شقيق الدكتور، الذي يرفض الأمر جملة وتفصيلا ويدفع أهل البلدة إلى رفض اقتراح الدكتور بالاستعانة على شائعة مغرضة، فيقف الجميع ضده ويجد نفسه محاصرا إلى أن يفقد كل شيء ويصبح في الأخير عدوا للشعب.

وخاض المخرج في الندوة الصحفية للحديث مطولا عن ظروف العمل، وأسهب في شرح تقنيات العمل المسرحي على غرار الإضاءة وأداء الممثلين، التي يراها الركيزة الأساسية في نجاح أي عمل مسرحي. وأعد سينوغرافيا المسرحية رحموني عبد الحليم، ونفذ الديكور رارابو رابح، وتكفل لعمامرة حسان بالموسيقى، وأسند التمثيل لكل من صفراني مصطفى، وائل بوزيدة، مداح أحمد، نميش عبد الله، جوزي ياسين، قادري رابح وروبحي منيرة. بالمناسبة، دعا الصحفيين لمشاهدة التمرينات الخاصة بالمسرحيات التي ينتجها المسرح الوطني، وذلك حتى يأخذوا نظرة شاملة عن العرض، وتكون هناك قيمة مضافة من لدن الإعلاميين المتتبعين للمشهد المسرحي في الجزائر.