مدير نشر «الأجواد» الإماراتية، طارق معارك لـ «المساء»:

صدِّروا أدبكم فأنتم أرض للثقافة والحضارة

صدِّروا أدبكم فأنتم أرض للثقافة والحضارة
  • القراءات: 647
حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

دعا المدير العام للمؤسسة الإماراتية «الأجواد لتجارة الورق والنشر والتوزيع»، إلى تسهيل مشاركة الناشرين الجزائريين في المحافل الأدبية الدولية، لتسليط الضوء على الثقافة الجزائرية، مؤكّدا في دردشته مع «المساء»، على ضم الجزائر أسماء ثقافية عظيمة يجب أن يُنفض الغبار عنها.

إلامَ تعود مشاركاتك العديدة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر؟

أولا أعرّف بنفسي: أنا السيد طارق معارك المدير العام لمؤسسة الأجواد للطباعة والنشر من الإمارات، وهذه المرة السابعة التي نشارك فيها، فأنا حريص سنويا على المشاركة في المعرض، لأنه من أنجح المعارض العربية، والشعب الجزائري من الشعوب المثقفة الحريصة على القراءة. وهنا أتوقف وأقول إن المرأة الجزائرية أكثر حرصا على القراءة من الرجل.. نعم هي ملاحظة يمكن أن تغضب الرجال، لكنها الحقيقة.

ما فحوى المشاركة السابعة لمؤسسة الأجواد؟

مشاركتي هذه السنة متميزة، فقد أكرمني الله بطباعة المصحف الشريف بورق غير قابل للقطع، وهو أول مصحف من هذا النوع، وأتشرف بهذا الابتكار، حتى اسمي مكتوب على المصحف الشريف، كما أنجزته بنظام الفهرسة «١١٤» سورة، يمكن أن تفتحي المصحف من الخارج من ثلاثين جزءا، وقدمت نسخة منه للوزير الأول أثناء الافتتاح الرسمي للصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته الثانية والعشرين.. وأعتقد أنه لا أفضل من إهداء المصحف.

ماذا عن الكتب الأخرى التي تشاركون بها في المعرض؟

لدينا أيضا ثلاثة كتب مهتمة بالأسرة العربية والمسلمة بشكل عام، الأول يعنى بتربية أبنائنا على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو منهج مستنير وواضح المعالم، ليس فيه لبس أو شك. ثاني كتاب عن السيدة عائشة أم المؤمنين، التي تعرضت لمحنة كبيرة، وهي حادثة الإفك الشهيرة، لكن بإيمانها وثقتها في نفسها خرجت من الأزمة بتأييد رباني. ثالث كتاب أعتبره مهمّا جدا حول أثر الحوار في حل الخلافات الأسرية، فنحن لا ندير الحوار بين الزوج وزوجته، إذ إن الزوج يتفاعل والزوجة تتفاعل ويتعاملان مع بعضهما بنديّة رغم أن المسألة ليست هكذا، ولهذا فحتى نربي أطفالنا ولكي تستمر الحياة بشكل جيد يجب أن يكون هناك حوار، ولهذا أشارك أيضا بهذا الكتاب المتخصص في كيفية إدارة الحوار بين الزوج وزوجته، مثلا، كيف نبعد الأطفال عن المشاكل؟ وكيف لا يتدخل أهل الزوجين في حياتهما، وما إلى ذلك من تفاصيل.

جديدي هذه السنة أيضا رواية لشابة جزائرية واعدة حتى إنني كتبت لها بعض الكلمات على ظهر الكتاب الذي يحمل عنوان «لن يمس قلبي بشر». ولدى الشابة الجامعية قدرة على الكتابة بأسلوب راق، وكتبت لها: «أنت تسيرين على خطى العظام»، وأنا أؤكد أنه بعد سنتين أو ثلاثة سيكون لها اسم كبير. ولدي مجموعة أخرى من الكتب، فأنا أهتم كثيرا بمعرض الجزائر.. نعم، أنا سعيد جدا بتواجدي هنا، وأحرص على المشاركة في كل دورة من هذا الصالون.

بماذا يتميز معرض الجزائر عن بقية المعارض الأخرى؟

بالإقبال الشديد، فحينما تكون في الجزائر تحضّر نفسك ثقافيا لأنك ستتحدث إلى الناس. الجزائري لا يشتري الكتاب وكفى، بل يتناقش أيضا حوله، كما أنني لست بائعا للكتب وحسب، بل ناشرا، أجد نفسي أتناقش، أستفيد وأفيد. كل الكتب التي هي عندي طالعتها بدون استثناء، ولهذا فأي شخص يسأل عن كتاب أقول له: افتح صفحة كذا ستجد كذا، هذه مهمة الناشر ومهمة المثقفين أن ينشروا الثقافة بشكل راق. فما يميّز معرض الجزائر أننا نجد من يشتري الكتاب من أهل الثقافة، وهذا شيء جميل جدا، ولهذا أجدد سعادتي بهذه المشاركة رغم أنها ماديا لا تجازينا، فهي لا تغطي تكلفة المصاريف والتنقلات وشحن الكتب، ولكنني لا أهتم لأنني أنشر الثقافة والعلم.

تؤكد بذلك حضور الناشرين في المعارض الدولية بدلا عن الممثلين التجاريين؟

أكيد؛ فالناشر يستفيد ويفيد، كما يمكن أن تفتح لي أبواب رزق، حيث يمكن أن أوقّع عقد نشر كتاب لدكتور جزائري مثلا أو كاتب أو كاتبة، وبالتالي يفتح لي سوق في بلد كبير كالجزائر.

خاصة في ظل وجود مشكلة كبيرة متعلقة بنشر الكتب على مستوى العالم العربي، أليس كذلك؟

لقد فتحت نقطة مهمة جدا، وأقول: «خذوها مني يا أهل الثقافة في الجزائر بدون غضب من فضلكم». أنتم مقصرون في حق ثقافتكم وكتبكم وأدبائكم في الخارج، يجب أن تسهلوا مشاركة دور النشر في المحافل الدولية. يجب على المسؤولين في الثقافة، المشاركة في المعارض العربية.. صحيح هم يشاركون لكن بعدد ضئيل من الكتب لا يليق بالجزائر. أصر على المشاركة في معرض الجزائر؛ نظرا لما للجزائر من أهمية ثقافية، فمن المهم جدا أن تسهل الدولة على الناشر الجزائري الخروج، أنتم شعب مثقف، لديكم كُتاب في قمة الروعة، ولديكم حضارة وثقافة تحترم والعالم كله يعرفها. أذكر الأمير عبد القادر ومالك بن نبي وأحلام مستغانمي، لهذا يجب أن يخرج كل هذا الأدب والعلم إلى الخارج.