ياسمينة خضرا يعلن على فايسبوك

صدور نسخة جيب لرواية "ملح كل المنسيات"

صدور نسخة جيب لرواية "ملح كل المنسيات"
  • القراءات: 857
لطيفة داريب/الوكالات لطيفة داريب/الوكالات

كشف الروائي الجزائري ياسمينة خضرا في صفحته الفايسبوكية، عن صدور نسخة الجيب لروايته "ملح كل المنسيات" في الثاني من سبتمبر المقبل، عن دار النشر بوكات.

يستضيف الروائي ياسمينة خضرا في روايته الجديدة الموسومة بـ "Sel de tous les oublis" "ملح كل المنسيات"، يستضيف القارئ في رحلة بحث عن الإنسان، لتضميد جروح الروح والقلب، وإعادة بناء الذات بتجاوز المحن.

ويروي هذا العمل الذي يقع في 287 صفحة والذي صدر عن منشورات القصبة، يروي جزءا من حياة آدم نايت قاسم، معلّم يعيش حياة هادئة بدون مشاكل في إحدى قرى منطقة البليدة في بداية ستينات القرن الماضي، وفجأة ينهار كل شيء أمامه، لتتحول حياته إلى جحيم بعد أن قررت زوجته مغادرته.

ويقرر آدم ترك بيته وتلاميذه، والانعزال عن المجتمع، وتقليص التواصل مع الناس، قبل أن يتخلى عن كل شيء، ويتيه في الأرض بدون هدف.

يهوم هذا "البطل السلبي" الكئيب في متاهات الحياة بحثا عن سبب مقنع لذهاب زوجته. وقد حاول في البداية النسيان بالانغماس في شرب الكحول، متنقلا بين حانات البليدة؛ في محاولة يائسة لطي أحزانه. لكن الظروف جعلته يتعود هذا النمط الذي يشبه التشرد رغم كل الأيادي التي امتدت لمساعدته من كل جانب، إلا أنه رفضها حفاظا على عزة نفسه.

وبعد ذلك وجد آدم نايت قاسم نفسه في مصحة للأمراض العقلية بعد أن أصبح فريسة الأحزان والمواجع. وهناك يلتقي بشخص يدعى عيد يعاني من مرض الأمنيزيا (فقدان الذاكرة) ومن الانطواء والكآبة. ويدرك آدم بعد ذلك، أن مثل هذه "الأشباح "التي تدور في حلقة مفرغة، هي التي تعكس الصورة الحقيقية للعالم، والوجه الحقيقي لإنسانية  قاسية وغير عادلة. وبعد خروجه من المستشفى يجد المعلم الذي مازال يرفض البوح بقصته حتى للأطباء، هبّة من التضامن والكرم من قبل كل الذين التقى بهم صدفة، على غرار البقال الذي عرفه في منطقة نائية، وقام بإيوائه، وصاحب العربة الذي كان يقوم بنقله عند الطلب. ومن بين هؤلاء أيضا ميكا، الذي كان يعيش في عزلة بالغابة، وكان بالنسبة له الملاك الحارس. وخلال هذه الأسفار والتنقلات اطلع بطل القصة عن كثب، على تلك الجروح والمعاناة التي بقيت شاهدة على عمق الأضرار التي خلفتها حرب التحرير. كما تعرّف على المآسي الشخصية للذين قاموا بمساعدته رغم تعنّته في الرفض.

ويجد القارئ صعوبة في إدراك الزمن والمكان الذي تجري فيه أحداث هذه الرواية، التي تركز، أساسا، على العلاقات الإنسانية العفوية مهما كانت طبيعتها.

ووُلد الروائي الكبير ياسمينة خضرا ـ واسمه الحقيقي محمد بولسهول ـ بالقنادسة ببشار في 1955. وبدأ مشواره الأدبي في الثمانينات؛ حيث نشر مجموعة قصص منها "أمين" و"حورية" (1984)، واشتهر لاحقا بثلاثية عن سنوات الإرهاب، وهي "موريتوري" (1997) و" خرفان المولى" (1998) و"بما تحلم الذئاب" (1999).

وقد تميز المسار الأدبي للكاتب ياسمينة خضرا بغزارة الإنتاج؛ حيث تقدر أعماله بأكثر من 30 رواية ترجمت إلى العديد من اللغات. كما اقتبس بعضها للسينما، منها "موريتوري"،  و"الاعتداء"، و"فضل الليل على النهار". كما حُولت روايته "سنونو كابول"، إلى فيلم تحريكي.