عن دار نشر أدليس بلزمة

صدور رواية "مينيسوتا" لعماد الدين زناف

صدور رواية "مينيسوتا" لعماد الدين زناف
  • القراءات: 635
ل. د ل. د

رواية "مينيسوتا" للكاتب عماد الدين زناف صدرت حديثا عن دار أدليس بلزمة، من صنف روايات الخيال السّياسي، كتِبت في نحو من ثمانية أشهر، وعولجت لأكثر من مرّة بعد ذلك، ذلك أن الرّواية تحملُ كما لا بأس به من المعلومات في المجال الحيواني، وكذا الثقافي بتفرّعاته الدينية واللّغوية والعرفية، عند العرب وعند الأمريكيين، وصولا إلى تفاصيل مثيرة للجدل مثل عملية استخراج الذهب في أقاصي جبال تلك الولاية الأمريكيّة!.

وقبل أن ترسل لدارِ أدليس الجزائرية، التي بدورها لم توفر جُهدا في صناعة طبق يليق بالطرفين، وبالقراء أيضا، قرأ عماد الدين أكثر من كتاب عام ومتخصص في الأدب الأمريكي، وفي التخصصات العلمية مثل البيطرة، وعلوم التربة، هذا لكي يضع تلك المعلومات التي تخدم النص والهدف في قالب روائي بلغة عالية، يلتمس بها القارئ التزاوج بين الأدب والعلوم والتدين. وأشار عماد الدين الى صعوبة هذه العملية في بداية الأمر، ذلك أن الفكرة كانت في ربط ثقافتين لتحليلهما واستنتاجِ ما يجب استنتاجه، وعلى إثر ذلك وضع أمامه كتبا عديدة من الأدب الأمريكي مثل رواية "فئران ورجال" لجون ستينبك، "الشيخ والبحر" لارنست هيمنغواي، "موبي ديك" لهرمان مالفل، "الحارس في حقل الشوفان" لجيروم سالينجر، "مارتن ايدن" لجاك لوندون، "نادي القتال" لتشاك بولانيك، "البريق" لستيفان كينغ، و"مغامرات توم سوير" لمارك تواين، وكلها كانت عبارة عن استقراءات للإحاطة بشكل مكثف بمميزات الأدب الأمريكي، ثم درس ثقافة مينيسوتا بكل تفاصلها، انطلاقا من بحيراتها إلى حدائقها وعادات شعبها وأدبها، وكذا الاحتكاك الافتراضي بشوارعها، حيث تدور فيها معظم الرواية.

وانتقل عماد الدين بعد ذلك لدراسة أساسيات البيطرة، وقد أخذ هذا نصيب الأسد من الوقت، ذلك أنه تخصص علمي مستقل وصعب، والروائي خريج كلية العلوم السياسية، بذلك بالغ في البحث عن المواد التي تدرس لاستنباط رؤوس الأقلام الصحيحة، وهذا لكي يحاكي تلك الظروف العلمية في المدرج بتفاصيلها، فالرواية لا تكتفي بقصة بطلها معاذ، بل تحاول إعطاء معلومات علمية مفيدة.

لم يكتف عماد الدين بذلك، فكيف عليه الحديث عن مينيسوتا دون دراسة أصل التسمية، وأصول شعبها من هنود حمر ونازحين من كندا وأوروبا وغيرهم؟ ولهذا وضع طريقا متناسقا بين المعرفة والأدب، للوصول إلى نقاط جوهرية أراد أن تترسخ في ذهن القارئ الجزائري والعربي والمسلم بالعموم. وعلى ذكر الدين، لم يتوانَ عماء الدين في ذكر قصص الفقهاء قصا لطيفا سريعا، ليُسقطه على واقعنا، وليستنبط منه السبل في الأدب والتهذيب. كما لم تخلِ الرواية من الخيال، فقد جالت كثيرا دون مللٍ قبل أن تحط في الواقع الذي يعتبر صدر الروايـة. للإشارة، عماد الدين زناف؛ روائي ومُدون مقالات فكريـة في عديدِ المواقع والجرائد العربية، وصانع محتوى فكري على منصة يوتيوب.