عن دار نشر "أدليس بلزمة"

صدور رواية "المهاجر" لوليد بوكلوة

صدور رواية "المهاجر" لوليد بوكلوة
  • القراءات: 609
ل. د ل. د

صدرت، مؤخرا، عن دار النشر أدليس بلزمة، رواية "المهاجر" للكاتب وليد بوكلوة. وجاء في بيان دار النشر "أدليس بلزمة" حول هذا الإصدار والذي تلقت "المساء" نسخة منه، "تضيق على الإنسان نفسه وإن كانت الأرض رحيبة والخسارات المتتالية تزيد على ضيق النفس ضيق المحيط، فتتوق الروح إلى الرحيل، علّها تجد المبتغى في أرض غير الأرض التي قذفتها إلى هذه الحياة. هاجر أحمد لأنه تكبّد من الخسارات ألفا، وزاده الشوق ألفا أخرى، وفقدان حبيبة قلبه جدته، ألفا على ألف، وما بين الألف والألف داعبت الألفة فؤاده لعله وعساه يلتقي بالأخ الذي لم تلده أمه رفيق دربه سمير، الذي كان سبّاقا للرحيل.

شد "أحمد" رحاله باتجاه الشمال إلى أرض الرومان "إيطاليا"، قاطعا مسيرة طويلة ابتدأت من الوطن إلى بلاد الأتراك، ثم الإغريق، مارا بهدوء على دول البلقان، في رحلة شاقة، كانت بمثابة دليل لكل مهاجر غير شرعي. حط أحمد في إيطاليا، فلم تكن أولى محطاته رحيمة به، ولفظته من الشمال، حيث مدينة أوديني إلى الجنوب في فيتوريا، حيث لامس دفء المكان قلب الفتى، فاستقر هناك عاملا في مزرعة "فريدي". وعاش أحمد عاما من الدعة والهدوء، قطعتها رسالة "سمير" المتواجد، هو الآخر، في إيطاليا. ولأن الأخ سند الأخ، لم يتردد أحمد في لمّ شمل صديقه، فودّع فيتوريا. واتجه شمالا، مرة أخرى، وهذه المرة إلى عاصمة الموضة "ميلانو"، حيث عاش التخبط والتيه والغربة. وازداد الأمر مرارة، عندما أدرك أن رفيقه أصبح عضوا في إحدى عصابات الشمال. ولأن النفس مهما كانت صافية، ففي بعدها عن الله تبقى أمارة بالسوء، قرر أحمد خوض نفس السبيل، والغوص في عالم الجريمة المنظمة.

طريق الظلام نهايته مظلمة على الرغم من عيش أحمد أول قصة حب مع آينار. انتهى المطاف برفيقه مقتولا، وبه منتقما له، وقاتلا، وفوق ذلك مقبوضا عليه بتهمة القتل العمدي. وقد ينتهي به الأمر معدما. وإن نجا فالفضل يعود إلى محاميه ماريو، الذي وقعت بين يديه مذكرات زعيمهم دانييل، التي حملت أسرارا، قد تعصف بالعصابة إذا ما قرر أحمد ذلك. للإشارة، حملت الرواية التي تقع في أكثر من 300 صفحة، الكثير من الأحداث التي تحكي الجانب الآخر من حياة المهاجرين غير الشرعيين على اختلاف أسباب هجرتهم. وفي هذا السياق، ذكر وليد أنه كتب روايته في غضون عامين، تحت شعار "الصبر" والمتعة أيضا رغم صعوبة إيجاد بعض المعلومات حول الموضوع، ومحاولة تطويع ما تحصل عليه من بيانات بشكل يخدم البنية السردية للرواية، خاصة في ما يتعلق بالجزء الأول للرواية، حيث إن الكثير من الشباب الذين عرفوا الهجرة، لم يشاءوا البوح بما عاشوه من أحداث قبل وبعد الوصول إلى وجهتهم، وكذا عن الطريق التي سلكوها، حتى إن بعضهم أخفى ذلك حتى لا يستسهل البعض ذاك الدرب.

أما عن الجزء الثاني للرواية، فقد كانت كتابته أيسر من كتابة الجزء الأول بالنسبة لوليد، ومع ذلك خصص له وقتا ومساحة أكبر، لأنه شعر أن ما يود إيصاله يجب أن يرتكز على أحداث تقع في أرض المهجر. وتابع أنه كان للواقع الذي يعيشه، الأثر الأكبر في سبب اختياره موضوع الهجرة، فهو، قبل كل شيء، ابن حي شعبي، أغلب سكانه بسطاء من الطبقة الكادحة، ومن بينهم من هاجر بطرق غير مشروعة، منهم من وصل، ومنهم من قضى نحبه مثل الصادق، وخالد، ورابح، ونيدو، وشوشو وآخرين.

ولأن وليد يزاول عملا تجاريا، فهو على احتكاك دائما بشباب الحي. كما لمس في أغلبهم رغبة في الرحيل. وأيقن أنهم سيواصلون الزحف فرادى وجماعات لتحقيق غايتهم. ولكنه صدم حينما وجد نفس الرغبة في مراهقين لا تتجاوز أعمارهم 16 سنة، لهذا ارتأى  تبيان الكابوس الذي يمكن أن يعيشه من يرتحل بشكل غير شرعي. وبعد أن فشل في تقديم النصح والإرشاد قرر كتابة رواية حول هذا الموضوع، لعلها تنزل بردا وسلاما على قلوبهم، فتطفئ، ولو قليلا، لوعة الرحيل، "فلا طاقة لنا برؤية أب آخر كسير الجناح، ولا بالنظر إلى أم أخرى تبكي فراق فلذة الكبد"، يضيف وليد، ويقول إنه ليس ضد فكرة الهجرة بتعدد أسبابها، ولكنه، بالتأكيد، ضد كل قمّار على النفس، لا يعلم المرء نهايته نجا أم هلك.