جامعة "صالح بوبنيدر" بقسنطينة

"صحافة جمعية العلماء" محور ملتقى وطني

"صحافة جمعية العلماء" محور ملتقى وطني
  • القراءات: 3670
❊ز.الزبير ❊ز.الزبير

شكل موضوع "صحافة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها في الحراك الثقافي الجزائري"، محور ملتقى وطني احتضنته كلية الإعلام والاتصال بجامعة "صالح بوبنيدر" بقسنطينة، مؤخرا، بحضور رئيس الجمعية الدكتور عبد الرزاق قسوم وكوكبة من الأساتذة الجامعيين من ولايات العاصمة، قسنطينة، خنشلة، أم البواقي، سوق أهراس وباتنة.

اغتنم الأستاذ عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين، افتتاح الملتقى للدعوة إلى اعتماد منهاج الجمعية ودورها الإصلاحي في تنشئة الشباب الجزائري، وحمايته من الغزو الثقافي وحتى من مظاهر الانحراف الثقافي والاجتماعي، وبعض المظاهر التي انتشرت في الفترة الأخيرة، على غرار ظاهرة "الحرقة" التي باتت تنخر المجتمع الجزائري، خاصة فئة الشباب.

من جهته، اعتبر الدكتور نصر الدين بوزيان من كلية الإعلام والاتصال بجامعة "صالح بوبنيدر"، وخلال المداخلة التي ألقاها، أنّ صحافة جمعية العلماء المسلمين نجحت في تمرير رسائلها رغم تضييق المستعمر بفضل إصرار رجالها وعلمائها على خدمة مشروع الأمة ومحاربة مختلف مظاهر الطرقية والتخلف، حيث تطرق في مداخلته إلى مواقف صحافة الجمعية من العديد من المواقف، على غرار قضية تعليم المرأة. وتساءل عن قضية تغييب دور صحافة جمعية العلماء المسلمين من المناهج الجامعية، وخص مناهج كليات الإعلام والاتصال، معتبرا أنّ ابن باديس كان يعتمد على مرجعية دينية ووطنية احترمت العمق الحضاري للجزائر، وقال بأن صحافة جمعية العلماء المسلمين ساهمت بشكل كبير في محاربة مشاهد الانحراف التي عرفها وقتها المجتمع الجزائري. كما تناولت العديد من القضايا السياسية.

أما الدكتورة ليلى لعوير من كلية الإعلام والاتصال بجامعة "الأمير عبد القادر"، فقد تطرقت إلى جهود جمعية العلماء المسلمين في تحريك المشهد الأدبي وعلاقة الصحافة بالأدب، مستدلة بذلك إلى الصفحة الأدبية بجريدة "الشهاب" على مدار أربع سنوات، وقالت بأن الجمعية صدّرت العديد من الشعراء على غرار محمد العيد آل خليفة، الأخضر السائحي وأحمد رضا حوحو إضافة إلى رمضان حمود الذي كان رائد الشعر الحر بالجزائر، مضيفة أنّ هذه الصفحة الأدبية لم تهمل الاهتمام بالمشهد الأدبي العربي، ونشرت العديد من المقتطفات لفطاحل الأدب على غرار طه حسين، محمود عباس العقاد وإليا أبو ماضي ونالت حتى اهتمام وإعجاب حسن البنا في المشرق العربي.

أما مديرة الملتقى الدكتورة سكينة العابد، وخلال مداخلتها، فقد تحدثت عن علاقة فكر مالك بن نبي وعبد الحميد ابن باديس، حيث أشارت إلى اعتراف صاحب المنهج الفكري الإصلاحي في العالم الإسلامي قبل وفاته، بنظرته الخاطئة عن رئيس جمعية العلماء المسلمين، بسبب حالة عائلته الميسورة ماليا، والتي كانت تعد من بين أكبر العائلات بقسنطينة وقتها، مضيفة أن بن نبي توافق في نظرته مع جمعية العلماء ونشر في جرائدها ومجلاتها ولم يكن بينهما خلاف أبدا كما كان يشاع، بقدر ما كان اختلافا في الآراء، وقالت بأن الجمعية كانت متفتحة على كل الآراء، بما فيها أراء المفكرين الذين يكتبون باللغة الفرنسية ونشرت لهم في مجلة "الشاب المسلم".

حاول بعض المتدخلين تحويل النقاش إلى قضية الفكر السلفي بين الماضي والحاضر في نظرة جمعية العلماء المسلمين، كما تطرق البعض إلى قضية موقف الجمعية من بعض المذاهب، على غرار الصوفية والزوايا، في حين اعتبر أكثر المتدخلين أن مشروع الجمعية متكامل ونموذج، نسج على غراره نموذج لعدة جمعيات، كون رجال هذه الجمعية استماتوا في الدفاع عن الهوية وصحافتها أحدثت حراكا كبيرا داخل المجتمع.

ز.الزبير