السهرة الثالثة من مهرجان جميلة

صايب وفريكلاين يمتعان جمهور كويكول

صايب وفريكلاين يمتعان جمهور كويكول
السهرة الثالثة من مهرجان جميلة
  • القراءات: 1357

حط الفنان موك صايب القادم من عاصمة الضباب لندن، رحاله على خشبة مهرجان جميلة في سهرته الثالثة، وكان شريكه في السهرة الفنان شمسو فريكلاين، حيث خطف كلاهما الأضواء والجمهور، واستحقا معا العلامة الكاملة.

لم تخالف السهرة الثالثة من مهرجان جميلة توقعات المنظمين والجمهور؛ على اعتبار أن من ينشطها أسماء لامعة في سماء الأغنية العصرية.

كما احتضنت السهرة أسماء فنانين من أجيال مختلفة، قدم كل منهم طبقه الخاص للجمهور، وكان منهم فنان الأغنية البدوية الشيخ كمال القالمي، الذي افتتح السهرة مدويا بصوته المكان، لينشر الفلكلور على أصوله، ترافقه في ذلك القصبة والبندير بشذى الألحان، لتدفع من حضر في المدرجات إلى الرقص والانطلاق.

وقدّم القالمي باقة منوعة من أغانيه القديمة وأخرى من التراث الشاوي العريق، على غرار أغنية "اركب وارواح"، "طالع نشكي للمير" "و"لسوّد مقروني"، قبل أن يغادر الركح على موال شاوي أصيل لنجم الأغنية الشاوية المرحوم عيسى الجرموني، فاسحا المجال بعد ذلك لنجم آخر من نجوم الأغنية السطايفية، الذين كانوا أحسن سفراء للأغنية الجزائرية، ويتعلق الأمر بابن مدينة بئر العرش الشاب عرّاس، الذي عرف هو الآخر كيف يلهب الساحة بمجموعة من أغانيه التي فتحت له أبواب النجومية، أعاد بها الجمهور إلى الزمن الجميل، وأهدى الحضور أغاني "نجوى، نوال ولميمة".

احتضن الركح بعدها الشاب وحيد الذي عرف كيف يحافظ على هذه الأجواء الفنية وبنفس درجة التناغم مع الجمهور، ليمتع عشاقه بمجموعة من الأغاني الرايوية، على غرار "واش تسوا الدنيا بلا بيك"، و«شكون يعطيك لحنانة" و«قايم وافر"، ليغادر بعد ذلك الخشبة على أنغام أغاني الطابع السطايفي، منها "حكمني باراج".

الطلة الرابعة كانت مع النجم الأشقر القادم من عاصمة الضباب لندن موك صايب، الذي استقبله الجمهور الغفير على طريقة الكبار، فرد سريعا التحية بتقدير وحب لهذا الجمهور الوفي، وحرص خلال مجيئه إلى هذا الفضاء التاريخي والفني الجميل، على أن يقوم بتكريم أحد عمالقة الأغنية الرومانسية، فغنى للراحل حسني أغنية "طال غيابك يا غزالي"، قبل أن يطلق العنان لحنجرته القوية لتؤدي باقة من أغانيه المعروفة. كما أضفى على الخشبة أجواء من الفرح والحركات الخفيفة هنا وهناك، تتماشى وذوق الشباب الحاضرين. واستهل البرنامج بأغنية "جومونفو" وأغان أخرى من رصيده الفني، ليختتم فقرته بأغنية "يا الزينة ديري لا تاي" لفرقة راينا راي، فاسحا المجال لشمسو من فرقة فريكلاين، الذي عرف هو الآخر كيف يترك بصمته فوق خشبة مهرجان جميلة، ما عكسه التجاوب الكبير للجمهور، الذي ردد معه جل أغانيه، حيث دشنها بأغنية "يا بنت السلطان" و« اللا ميرة" بالإضافة إلى أغان أخرى من ألبوم نوماد "يا دنيا"، وأغنية سينعل نوع راي بعنوان "العشق اللي فات"، وأغنية "طوني مونتانا"، ليودع عشاقه على أغنيته الشهيرة "خويا المداني".

منصور حليتيم

تصريحات نجوم السهرة الثالثة

الشاب عراسلا أمة بدون ثقافة

قبل اعتلائه المنصة لإمتاع جمهوره الذي كان حاضرا في السهرة الثالثة من مهرجان جميلة الدولي، التقت "المساء" بصاحب أغنية "كولي يا دودة" ابن عاصمة الهضاب العليا الشاب عرّاس، الذي أكد أن هذه المشاركة هي 13 له في المهرجان، وأنه سعيد بلقاء جمهوره في كل مرة. وبخصوص جديده أكد أنه بصدد التحضير لألبوم جديد بعنوان "بلادي"، يضم عدة أغاني في الطابع السطايفي، من بينها أغنية عن الأب.

أما عن فكرة أداء ديو غنائي فصرح بأنه لا توجد لديه أي فكرة في هذا الشأن، ويرفضها جملة وتفصيلا، خاصة أنه هو من يكتب كلمات أغانيه.

وعن طبعة المهرجان التي كانت جزائرية أكد الشاب عرّاس أن ذلك امتيازا للفنان الجزائري وللثقافة بصفة عامة؛ لأن الأولوية للفنان الجزائري قبل الأجنبي.

وفيما يتعلق بحملة مقاطعة المهرجانات بعدة ولايات صرح بأن هذه الحملات يقوم بها أشخاص لأغراض خاصة، مؤكدا أنه "لا ثقافة بدون أمة، ولا أمة بدون ثقافة".

كمال القالميهموم الجزائريين واحدة ولا يجب أن نخلط الأمور

 هو أحد الأصوات التي سطعت في سماء كويكول في السهرة الثالثة من مهرجان جميلة. أبدع وغنى ورقص له كل من كان حاضرا، إنه صاحب العيطة الشاوية الشيخ كمال القالمي، الذي أكد لـ "المساء" مدى سعادته بلقاء جمهوره للمرة الرابعة بمهرجان جميلة.

وعن جديده أكد القالمي أنه بصدد التحضير لألبوم جديد في الطابع الشاوي، مضيفا أن أغلب أغانيه التي يؤديها لا تخرج عن الطابع الشاوي والتراث القديم الذي يحمل معاني راقية وكلمات نظيفة، وتدخل البيوت الجزائرية بدون حرج.

وعن أدائه على الركح أشار إلى أن من عادته أنه لا يختار الأغاني بل يلبي مباشرة طلبات الجمهور الحاضر، كاشفا عن مشاركته هذه السنة في إحياء عدة حفلات وسهرات ومهرجانات.

وعن مهرجان جميلة الذي كان هذه السنة بحلة جزائرية أكد كمال القالمي أن ذلك كان مطلبه في السنة الفارطة بتيمقاد، مؤكدا أنها فرصة لالتقاء جيلين من المهرجان وتبادل الأفكار والشراكة. كما دعا فناني الجيل الجديد إلى التزام الكلمة النظيفة من أجل دخول البيوت الجزائرية.

وبخصوص حملات مقاطعة المهرجانات رد كمال: "لي دا يما نروح معاه ربيب"، وهو مثل شعبي معروف، معناه أن هموم الجزائريين كلها واحدة، وهو واحد من هذا الشعب، لكن لا يجب خلط الأمور، وركوب كل سفينة تمر لا يعلم راكبها إلى حيث ستقوده.

موك صايبالوصاية دعمت الفنان الجزائري

 على هامش مهرجان جميلة الدولي في طبعته 14، عقد فنان الجيل الصاعد الذي أطرب وألهب الجمهور والذي كان حاضرا في السهرة الثالثة من المهرجان موك صايب، ندوة صحفية بفندق البشير، أكد من خلالها أنها أول مشاركة له في المهرجان، ولم يكن يتوقع أن يجد هذا التجاوب الكبير، وهذا دليل على أنه جمهور ذواق للفن، مضيفا أن اسمه الحقيقي هو مختار صايب، واسم الشهرة موك، من مواليد 1986.

وعن طبعة الموسم التي كانت جزائرية صرح موك بأنها فكرة جميلة، كما أنها فرصة لالتقاء الفنان بجمهوره، هذا الأخير الذي من حقه أن يكتشف كل الأذواق والطبوع التي كانت غائبة في الطبعات الماضية، مضيفا أنه في وقت مضى كان الفنان يبرز في الأماكن غير الرسمية. أما الآن فإن مثل هذه التظاهرات هي التي تسمح ببروزه وتعريفه لجمهوره، بالإضافة إلى أنها فرصة لإبراز المواهب وتفجير الطاقات، متسائلا: "إذا أُغلقت الأبواب في وجه الفنان فكيف سيبرز؟ وكيف سيصل إلى العالمية؟". وأضاف أن وزارة الثقافة منحت الفرصة للفنان الجزائري.

وعن ولوجه عالم التمثيل أكد صايب أنها فكرة ناجحة أضافت لمسيرته الفنية، كما أنه سيوافق مستقبلا على عروض تتناسب مع شخصيته.

شمسو فريكلانجميلة أعادت زمن الفن الجزائري

صرح فنان الجيل الصاعد شمسو فريكلان الذي كان ختم السهرة الثالثة من مهرجان جميلة الدولي، بأنها أول مرة يكون فيها متواجدا أمام جمهوره في مهرجان جميلة، الذي كان هذه السنة جزائريا خالصا، وهو ما سيسمح بإعادة أمجاد الفنان الجزائري والأغنية الجزائرية بصفة عامة، حيث تم منح الفرصة للكثير من الأسماء المحلية لكي تلتقي بجمهورها على ركح كبريات الفعاليات كمهرجان جميلة، معرجا في حديثه على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، التي قال بشأنها: "إن كبار الفنانين مثل الشاب خالد ومامي وغيرهما ممن بلغوا العالمية، تم اكتشافهم من طرف وسائل إعلام أجنبية ومن طرف الجمهور في الخارج"، مشيرا إلى أن الكثير من الأسماء المحلية تعمل من أجل بلوغ العالمية. ومثل هذه المبادرات الحسنة التي تبنتها الوزارة الوصية دفعت الفنان الجزائري إلى العالمية، مسترسلا في حديثه أنه آن الأوان لعودة الفنان المحلي إلى الساحة والبروز على المستوى العالمي، موضحا أن غيابه كان بسبب المحيط الذي لم يسمح له بالبروز في ظل تهميشه من طرف المؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام.

وعن الومضات الإشهارية التي يقوم بها أكد شمسو أنه من أبناء هذا الشعب، ومن حقه القيام بومضات إشهارية لأي منتوج له فائدة عامة.

جمعتها : آسيا شلبي

أصداء المهرجان:

أثنى كل من كان حاضرا في السهرة الثالثة من المهرجان، على التنظيم المحكم، والدور الذي لعبه رجال الأمن والدرك الوطنيين في توفير الأمن.

على عكس الطبعات الماضية حيث غابت محافظة المهرجان، عرفت هذه الطبعة حضورا يوميا وآنيا لمحافظ المهرجان خالد مهناوي، الذي وقف على كل صغيرة وكبيرة.

ألهب وأرقص الفنان المغترب موك صايب، الجمهور الذي كان حاضرا، خاصة بعدما نزل من على المنصة وتوجه إلى جمهوره الذي احتضنه بكل حب.

رقص الجمهور الذي كان حاضرا في السهرة الثالثة وخاصة العائلات، على أغاني الشيخ كمال القالمي بدون كلل أو ملل.

آسيا عوفي