محبوب باتي

صانع نجاح نجوم أغنية الشعبي

صانع نجاح نجوم أغنية الشعبي
وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي
  • القراءات: 567
ق. ث ق. ث

يعدّ الفنان محبوب سفر باتي، الموسيقي الموهوب والمؤلف والملحن، الذي ساهمت أعماله في نجاح عديد نجوم أغنية الشعبي، من أوائل المبادرين للأغنية القصيرة التي لقيت رواجا كبيرا في سنوات السبعينات، حيث ترك الفنان إرثا واسما مقرونا بالموسيقى الجزائرية. فلقد قدّم هذا الفنان الموهوب، للجمهور الجزائري والساحة الفنية في سنوات 1970، أصواتا واعدة على غرار الفنانين اللامعين، الهاشمي قروابي وعمر الزاهي وبوجمعة العنقيس، وكذلك عبد القادر شاعو، حيث ساهم في نجاحهم الباهر وترسيخ أسمائهم إلى الأبد.

في هذا الصدد، ارتأى المهرجان الوطني للأغنية الشعبية، أن يكرّم، في سنة عودته إلى الساحة الموسيقية، العبقرية الإبداعية لمحبوب سفر باتي، وإسهامه في نجاح أغنية الشعبي عبر برنامج موسيقي خصّص له، من خلال أصوات معروفة في هذا النوع الغنائي مثل عبد الرحمن القبي وعبد القادر شرشام وعبد القادر شاعو وأيضا كمال عزيزوولد الفنان واسمه الحقيقي، سفر باتي محمد المحبوب، في سنة 1919 بالمدية، وبدأ العمل في سن مبكرة بعد أن قضى أشهرا قليلة في المدرسة القرآنية، وقد مكّنه حبه للموسيقى وقدرته الكبيرة على التعلم من الالتحاق بفرقة مسرح محيي الدين باشطارزي في سنة 1937. كما تم في تلك الفترة اكتشاف محبوب العازف على آلة الساكسوفون المقترن بموسيقى الجاز، مع أولى الفرق من نوعها في الجزائر، والتي أسّسها ابن عمه محبوب سطامبولي، قبل أن يؤسّس فرقته الخاصة بحي باب الواد.

كما تعلّم كثيرا من الوجوه البارزة للأغنية الجزائرية في تلك الحقبة، على غرار الحاج مريزق والحاج امحمد العنقى وخليفة بلقاسم والإخوان فخارجي، محمد وعبد الرحمن، قبل أن يلتحق في أواخر سنوات 1940 بالأوركسترا الحديثة لمحطة اذاعة الجزائر، كعازف على آلة الكلاريناتواستطاع مجبوب باتي أن ينتقل بأريحية كبيرة من عازف عود في الأوركسترا التقليدية لخليفة بلقاسم إلى الآلات الحديثة في الفرقة التي كان يشرف عليها الموسيقي العبقري مصطفى اسكندراني، وبعد استرجاع السيادة الوطنية، اكتشف وجهته ككاتب للكلمات وملحن، حيث ألّف في أوّل الأمر لعبد الرحمان عزيزكما كثف نشاطاته ومشاريعه الموسيقية الى غاية 1970، عندما واجه انتقادات المحافظين في اغنية الشعبي، إلاّ أنّه ظلّ ثابتا ومقتنعا بمشروعه المتمثل في عصرنة فن الشعبي، حيث ألف ولحن حوالي مائة أغنية، وساهم اسهاما كبيرا في إبراز جيل جديد من الفنانين على الساحة الفنية الجزائرية.

وبفضل أغانيه المشهورة وعديد الأصوات اللامعة، يكون محبوب باتي قد استطاع استقطاب جمهور الشباب سنوات السبعينات، سيما بفضل اغاني حققت نجاحا باهرا على غرار "البارح" التي اداها الهاشمي قروابي و"راح الغالي" لبوجمعة العنقيس و"نستهل الكية" لعمر العشاب،  و"جاه ربي يا جيراني" التي حملت عبد القادر شاعو الى النجومية وكذا "مالي حاجة" التي اداها عمر الزاهيوفي نهاية سنوات السبعينات يكون محبوب باتي قد وقع على ما لا يقل عن 500 اغنية، يطلق عليها المحافظون اسم "الأغاني القصيرة"، قبل ان يغادر الحياة ذات 21 فبراير 2000، تاركا ارثا فنيا هائلا، ظل جزء منه غير معروف لدى الجمهور.