إحياء الذكرى 52 لاغتيال محمد بودية
شهيد الثورتين وحامل القلم والبندقية

- 265

أحيا منتدى الذاكرة بجريدة "المجاهد" أمس الذكرى 52 لاغتيال المناضل محمد بودية هذا الشهيد الذي بقي رمزا ثوريا للشعبين الجزائري والفلسطيني، وبقي اسمه حيا في سجل الفداء وتراثه الأدبي والفني والإعلامي شاهدا على مواهبه العبقرية، حيث أجمع المشاركون في الفعالية على اقتراح إطلاق اسم هذا البطل على مدرسة الفنون الدرامية ببرج الكيفان التي كان بودية وراء تأسيسها بعدما أقنع بها الرئيس الراحل بن بلة.
أشار الدكتور سليم عبادو كاتب رواية "قلب في أقصى اليسار" التي تناول فيها حياة بودية، أن هناك تقصير بحق هذا البطل الذي لم يعط ما يستحقه من عرفان كقامة وطنية وعربية وعالمية، مشيدا بشخصيته الخارقة التي جمعت بين القلم والبندقية، فلقد كان مناضلا سياسيا وعسكريا وصحفيا (حاور الراحل شيغيفارا) وممثلا ومخرجا مسرحيا وشاعرا ، وكان يلقب بأبو الثورتين أي الجزائرية والفلسطينية .
الثورة في العمق الفرنسي
قال المتحدث أيضا إنّ الراحل خاض الثورة في عمق التراب الفرنسي من خلال العمليات الفدائية الناجحة، ليواصل كفاحه بعد استقلال الجزائر دفاعا عن فلسطين (بعد التقائه بوديع حداد) حتى اغتالته الموساد التي دوخها بشخصيته الشبح .
رغم استشهاده في سن 41 سنة لكن بودية ترك تراثا زاخرا في الفكر والنضال والفن، وقد استغل الدكتور عبادو في روايته نصوصا أصلية لبودية ونشرها كما هي كانت –حسبه- خارقة وذات نضج عميق بعضها صدر سنة 63 بجريدة المجاهد قرأ بالمناسبة بعضها كالتي تنبأ بها باغتياله مثل نصّ "الحذاء"، فبودية كان قد اختار طريقه وبالتالي عرف نهايته المحتومة ككل الأحرار ، وصرح المتحدث أن روايته ستتحوّل لعمل سينمائي بتمويل من التلفزيون الجزائري .
فلسطين لا تنسى شهيدها بودية
توالت بعدها تدخلات ممثلي الفصائل الفلسطينية منها تدخل ممثل سفارة فلسطين بالجزائر السيد جهاد الذي أكد تأثر منظمة التحرير لاغتيال بودية سنة 1985 بعملية لارانكا بقبرص باليونان حيث قتل 3 عملاء، ثم كرمت السفارة السيد مراد بودية نجل الراحل الشهيد باسم فلسطين، كما اعتبر السيد نادر من الجبهة الشعبية، بودية شبحا طارد العدو الإسرائيلي في كل مكان في أوروبا، معتبرا أن فلسطين لا تنسى شهداءها وبالتالي وجدت العشرات من الخلايا المسلحة تحمل اسم بودية، كما أطلق اسمه على عدة عمليات فدائية بجنوب لبنان، وبدوره أكد السيد نادر ممثل الجبهة الشعبية، أنه حين تحرير فلسطين فأول شارع في جنين سيحمل اسم بودية، مستحضرا بالمناسبة جهاد المئات من المناضلين من أصول جزائرية بفلسطين، ليحيي بالمناسبة كل من الرئيس عبد المجيد على مواقفه الشجاعة وكذلك السيد عمار بن جامع وبطولته في أروقة مجلس الأمن .
بالنسبة للشهادات فقد تقدّم المجاهد محمد ميري من فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا الذي عرف بودية بباريس الذي كان له مقهى بها ترتادها الجالية، كما وقف عند ذكريات السجن معه في باريس وكيف كان ينجز المسرحيات للمساجين منها مسرحية "المشحاح" ليتمكن بودية بعدها من الفرار ويدخل الجزائر ويعمل مع ديدوش مراد، وبعد الاستقلال التحق بودية ببن بلة وظل معه حتى 65، ليرجع الزمن ويلتقي ميري بودية 10 أيام قبل اغتياله، وبعدها بـ6 أشهر يتعرض بيت ميري بباريس للتخريب من جهة مجهولة .
تمت الإشارة أيضا إلى العمليات التي قام بها بودية إبان الثورة منها عملية تدمير ميناء مورديان بماسيليا، وكذا علاقته بشيغيفارا وبالنخب الفكرية المرموقة في العالم خاصة بفرنسا وكذا تأسيسه للكثير من العنوانين الصحفية بالجزائر وكذا مساهمته في تأسيس الفرقة المغربية الشهيرة "ناس الغيوان"، ليتم في الأخير الدعوة إلى اطلاق اسمه على معهد برج الكيفان وكذا توثيق أعماله وإعادة نشرها.