مُبادرة تطوعية لإحياء الذكرى الـ30 لاغتياله

شهر كامل لتكريم المسرحي الكبير عبد القادر علولة

شهر كامل لتكريم المسرحي الكبير عبد القادر علولة
  • القراءات: 452
دليلة مالك دليلة مالك

أبدى عدد من الفنانين المسرحيين والأكاديميين الباحثين رغبتهم في المشاركة، شهر مارس الداخل، لإحياء الذكرى الـ30 لاغتيال المسرحي عبد القادر علولة (1939 - 1994)، وذلك بشكل تطوعي، وهي الفكرة التي طرحها مراد سنوسي، مدير مسرح وهران الجهوي في حسابه الخاص على الفايسبوك.

فور نشر مراد سنوسي هذا الإعلان الودي، سارعت العديد من المسارح الجهوية وجمعيات وتعاونيات مسرحية كذلك، ومسرحيون ممارسون وباحثون أكاديميون للانضمام لهذا المشروع التطوعي الهادف، وقد استُقبلت حوالي 30 عرضا مسرحيا، كما يرتقب أن يُنظم يوم دراسي بالخصوص، ومعرض للصور الفوتوغرافية، والرسم كذلك بريشة الفنان عثمان مرسالي بعرض لوحتين مخصّصتين لعلولة.

تكريم عبد القادر علولة سيكون على مدار شهر مارس كاملا، إذ ستتنوّع أوجه التكريم على حسب المشاركة، فحسب مراد سنوسي سيستقبل مسرح وهران الجهوي حوالي ثلاثين عرضا مسرحيا، من جمعيات وتعاونيات، فضلا عن عروض مسرح الشارع. ويقدّم المخرجان المسرحيان تونس آيت علي وعمر فطموش قراءات في نصوص مسرحية، وفي الأخير سيقرأ نص "الوشمة"، كما سيكون لمراد سنوسي قراءة في نصه "حجرة الصبر"

من الناحية الأكاديمية والعلمية، سيقدّم البروفسير فوزي بن حبيب والكاتب الصحفي بوعلام رمضاني مساهمات مكتوبة حول التجربة المسرحية لعبد القادر علولة، وسينشّط البروفيسور عبد الكريم بن عيسى ندوة حول المقاربة المسرحية لعلولة.

من جهة ثانية، تطوّع المخرج مولاي ملياني مراد ليخرج عملا مسرحيا تكريما لشهيد الخشبة. وسيتم ضبط البرنامج لاحقا بشكل منظم، والإعلان عن رزنامته بالتفصيل. وعبد القادر علولة (1939 - 1994) مخرج وكاتب مسرحي جزائري، من مواليد الغزوات بولاية تلمسان، نشأ وعاش بمدينة وهران، درس الدراما في فرنسا، وانضم إلى المسرح الوطني الجزائري وساعد على إنشائه في العام 1963 بعد الاستقلال.

لكن شهرته كانت في توظيف شكل الحلقة في مسرحه غطت على كلّ التجارب الأخرى، كونه صرف كلّ جهوده في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته لبناء مسرح مستلهم من "الحلقة" شكلاً وأداء، بعد أن توصّل من خلال الممارسة العملية إلى قناعة شخصية أنّ القالب المسرحي الأرسطي ليس هو الشكل الملائم الذي يستطيع أن يؤدي به رسالته الاجتماعية، في البيئة التي يتعامل معها، وقدّم خلالها خمسة أعمال فنية ثرية.

عمل مديرًا للمسرح الوطني الجزائري بين الأعوام 1972 و1975، ثم مديرًا للمسرح الجهوي في وهران في العام 1976. وأخرج أوّل مسرحية بعنوان "الغولة" لرويشد في العام 1968. تعرض علولة للاغتيال على يد جماعة مسلحة مساء يوم الخميس 10 مارس 1994 في وهران، لكن ما لبث أن توفي في 14 من الشهر نفسه، أي بعد 4 أيام على اغتياله، متأثرًا بجراحه.