جناح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف
شهادة حيّة عن المسيرة الدينية والوطنية للجزائر
- 231
ن. ج
يشكّل جناح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الطبعة الثامنة والعشرين من المعرض الدولي للكتاب، فضاءً مميزاً يجمع بين التاريخ والدين والثقافة، ليقدّم للزائرين بانوراما غنية عن المسار الديني والروحي للشعب الجزائري عبر العصور.
يضمّ الجناح عرضاً واسعاً لمطبوعات الوزارة والمركز الثقافي الإسلامي، التي تجسّد رسالة القطاع في نشر الفكر الوسطي وترسيخ المرجعية الدينية الوطنية، إلى جانب التعريف بالمؤسّسات التابعة له، على غرار الديوان الوطني للحج والعمرة، والديوان الوطني للأوقاف والزكاة، ومؤسّسة العصر للمنشورات الإسلامية، وما تضطلع به من أدوار علمية وتربوية في خدمة المجتمع.
بمناسبة الذكرى السبعين لثورة التحرير المباركة، أطلقت الوزارة إصدارين جديدين يثريان المكتبة الدينية والتاريخية الجزائرية، هما "وثائق مختارة من الأرشيف الديني والتاريخي خلال الفترة الاستعمارية"، و"الحياة الروحية في الثورة التحريرية المباركة" لمؤلّفه الأستاذ محمد زروال، ويكشف هذان العملان عن عمق الارتباط بين الدين والوطن، وعن البعد الإيماني الذي ألهم المجاهدين في مسيرتهم نحو الحرية.
كما يسلّط الجناح الضوء على مصحف رودوسي التاريخي، أوّل مصحف طُبع في الجزائر خلال ثلاثينيات القرن الماضي إبان الاحتلال الفرنسي، والذي أعادت الوزارة طباعته في حلة فاخرة برعاية سامية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ليبقى شاهداً على تمسّك الجزائريين بدينهم وهويتهم رغم محاولات الطمس والاستلاب الثقافي.
من أبرز محطات الجناح أيضاً معرض أرشيف الحج في العهد الاستعماري، الذي يوثّق بالصورة والوثيقة معاناة الحجاج الجزائريين آنذاك، وما واجهوه من عراقيل استعمارية لمنعهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، غير أنّ عزيمتهم الراسخة وإيمانهم العميق ظلا أقوى من كل القيود. ويواصل الجناح استقبال زواره من مختلف الفئات، مقدّماً نسخاً من المصحف الشريف، وشروحات وافية حول جهود الوزارة في خدمة القرآن الكريم والعناية بالجانب الديني والثقافي للأمة الجزائرية. جناح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في المعرض الدولي للكتاب ليس مجرّد فضاء للعرض، بل هو شهادة حيّة على المسيرة الدينية والوطنية للجزائر، ورسالة متجددة تُبرز التلاحم العميق بين الإسلام والوطنية، بين الماضي الأصيل والمستقبل الواعد.