"الكلمة" تنظّم أربعينية مرزاق بقطاش

شهادات حية للرفقاء وردٌّ للجميل

شهادات حية للرفقاء وردٌّ للجميل
  • القراءات: 847
مريم. ن مريم. ن

تنظم جمعية "الكلمة" للثقافة والإعلام هذا الأربعاء ابتداء من الثانية زوالا بالقاعة الزرقاء بالمكتبة الوطنية، أربعينية فقيد الأدب الجزائري الكاتب القدير مرزاق بقطاش. وبالمناسبة، وجهت الجمعية دعوة مفتوحة لكل رفقاء الراحل وأصدقائه، للحضور وتقديم شهاداتهم عن الراحل بقطاش.

أكد الأستاذ أحمد بوشيخي رئيس جمعية "الكلمة" خلال حديثه إلـى "المساء"، أن الدعوة وُجهت للكثير ممن عرفوا الراحل، وكان منهم، على سبيل المثال، السيدة زهور ونيسي وأمين الزاوي وخليفة بن قارة والفنان إبراهيم رزوق وتوفيق وفؤاد ومان وإسماعيل يبرير ومحمد يعقوبي وغيرهم، مشيرا إلى أن الفعالية كانت ستنظم هذا الثلاثاء الذي يتزامن ومرور 40 يوما على رحيل الروائي بقطاش، لكن لظروف خاصة بالقاعة، تم تأجيلها إلى اليوم الموالي. وأضاف الأستاذ بوشيخي: "طلبنا من المدعوين أن يقدموا شهاداتهم وذكرياتهم مع الراحل الذي تميز في شتى الفنون الأدبية، ومنها الرواية والترجمة. كما ستكون الفعالية مناسبة للترحم على روحه الطاهرة". وفي سؤال طرحته "المساء" عن الدافع الذي جعل "الكلمة" تبادر قبل غيرها بتنظيم هذه الأربعينية، رد الأستاذ بوشيخي قائلا: "الجمعية قريبة من الساحة الأدبية والإعلامية ومن شؤونها، وبالتالي فإن المبادرة مسعى طبيعي للترحم واستحضار روح هذا الكاتب الجزائري المعروف. أضف إلى ذلك أن الراحل كان، دوما، قريبا من الجمعية ولا ينقطع عنها ويشجعها، ونزل ضيفا عليها ليحكي عن مشواره وأعماله، ولاقى ذلك الترحيبَ والإقبال المكثف، وبالتالي من واجبنا، اليوم، إحياء ذكراه كمثقف ومبدع، وهو الذي كثيرا ما لبّى دعواتنا". للإشارة، كان الراحل تَسلم في سنة 2013 "وسام خادم اللغة العربية" من طرف جمعية "الكلمة" للثقافة والإعلام؛ عرفانا له بما قدمه طيلة مشواره الحافل، للغة الضاد بالجزائر، إضافة إلى جمعه بين الأدب والصحافة، كما كان، دوما، قريبا من الفعل الثقافي في عافيته وأثناء مرضه.

الراحل بقطاش الذي رأى نور الحياة في سنة 1945 بالعاصمة، من أسرة جزائرية تعشق العربية الفصحى وتتكلمها. حرصت على تعليم أبنائها لغة الضاد في زمن كانت فيه هذه اللغة أجنبية بقرار رسمي استعماري. وتمر الأحداث والسنون ليصبح بقطاش روائيا وقاصا ومترجما وصحفيا؛ حيث التحق بجريدة "الشعب" في 11 ديسمبر  1962، وظل مدافعا عن مواقفه وعن الجزائر، ورفض أن يغادر ترابها حتى بعد تعرضه لرصاصة غدر، كادت تكلفه حياته في العشرية السوداء. كان حضور الراحل في تكريم جمعية "الكلمة" له، بارزا؛ فرغم التعب الذي كان ظاهرا على جسده وصوته، إلا أنه ملأ المكان كعادته، وشد الانتباه، وأسهب، بكل عفوية، في الحديث عن ذكرياته منذ أن كان في الثالثة من العمر (1948). استعرض بقطاش الفترة التي عاشها كتلميذ في مدارس الجمعية، منها مدرسة "التهذيب" العربية، التي كانت تحفة في الجمال المعماري وفي الأداء التربوي؛ الأمر الذي أثار حسد بعض المدارس الفرنسية، ناهيك عن تعرض بعض أبنائها للضرب في المراكز الفرنسية إبان معركة الجزائر، من طرف القبعات الحمراء. أحداث وأحداث تذكّرها بقطاش، لينقطع صوته وهو يبكي تأثرا، وليختم حديثه بالترحم على أخته المؤرخة السيدة خديجة، تلميذة سعد الله، وعلى إخوته الذين رحلوا، وهكذا كان الراحل، دوما، متواضعا مع قرائه، ومع جمهور المثقفين، بشوشا وطيبا وصاحب مواقف.