تأبينية الراحل عبد العزيز بوباكير بالمكتبة الوطنية

شهادات حية عن مثقف لا يخاف لومة لائم

شهادات حية عن مثقف لا يخاف لومة لائم
  • القراءات: 592
مريم. ن  مريم. ن 

احتضنت القاعة الشرفية للمكتبة الوطنية بالحامة، أول أمس، لقاء تأبينيا للراحل عبد العزيز بوباكير، حضره جمع غفير من المثقفين والإعلامين، يتقدمهم أصدقاء الراحل، الذين توالت شهاداتهم عن مساره وكتاباته ومواقفه. كما أعلن ممثلا "دار خيال" و"الوطن اليوم"، في هذه المناسبة، عن نشر أعمال بوباكير الجديدة، التي هي تحت الطبع.

نشط هذا اللقاء الذي اقترحته المكتبة العمومية بالمحمدية، الإعلامي عبد القادر جمعة. وكان من بين المتدخلين الأستاذ شريف مريبعي، الذي تحدث عن الجانب الإنساني للراحل، وكيف أن بوباكير تنازل له عن عدد من سلسلة كان يكتبها أسبوعيا بجريدة الخبر "هؤلاء زاروا الجزائر"، ثم أعطاه مقابلها مبلغا ماليا. كما تحدث عن تجربة بوباكير في الترجمة، خاصة من الفرنسية والروسية إلى اللغة العربية، مضيفا أنه كان معه في مخبر الترجمة والمصطلح، وأن هناك، اليوم، سعيا لنشر ترجماته.

ومن جانبه، تناول الأستاذ لدرع الشريف علاقة الراحل بالمسرح والرواية، مؤكدا أنه تعرف عليه سنة 1977 في مهرجان مسرح الهواة بالميلية، وكان حينها يحمل الكثير من المشاريع الإبداعية، منها الكتابة الروائية التي لم يكمل مشوارها بسبب ثقافته الأدبية النقدية التي عطلته عن الكتابة.

أما الدكتور مرزاق عميد كلية علوم الإعلام والاتصال، فتناول صلة القرابة الأسرية التي جمعته بالراحل، مشيرا إلى أنه كان يملك قدرة خارقة للعادة في فهم الآخر، والتواصل معه، متوقفا، أيضا، عند إتقانه اللغات، وتمكنه من الجانب البيداغوجي، حيث كان يدرس بمعهد الإعلام، ويؤطر طلبته الذين أصبح الكثير منهم نجوما، وقد بلغت سمعته العلمية بلدانا عربية وأجنبية.

وارتبط الراحل أيضا ـ حسب المتحدث ـ بمواقفه السياسية الثابتة، وكان قوله واحدا لا يتملق ولا يهتم بمصالحه الشخصية ولا بالمناصب التي رفضها. وهذه الشهادة أكملها قريبه الآخر، وهو الكاتب الصحفي محمد عباسة، الذي استعرض مسار الراحل في الجامعة، وكيف سانده الطلبة وطلبوه ليدرسهم نتيجة سمعته العلمية والمهنية في الداخل والخارج.

ووصفت الشاعرة نصيرة محمدي الراحل بفيلسوف الترحال نتيجة تنقله بين المعارف والفنون واللغات. وقالت إنها عرفته في الجامعة المركزية بالعاصمة، رفقة أساتذة آخرين "كانوا من ذهب! وكان بوباكير ذا عقل منير، ورأي سديد فوق كل اعتبارات جهوية، يقول الحق، ولا يخاف لومة لائم. كما كان ينتصر للمرأة في مناقشاته، ويفتح بيته لكل الجزائريين".

وقرأ الإعلامي المعروف بوعلام رمضاني، كلمة بعثها صديق الراحل الروائي سعيد بوطاجين، اعتبره فيها ساكنا للذاكرة، مستعرضا ذكرياته معه منذ مرحلة الثانوية بمدينة جيجل. وقال إنهما كانا معا يمثلان ثنائيا، وهي ظاهرة كانت سائدة في الوسط الأدبي والفني في السبعينيات والثمانينيات، كارتباط الشاعر سليمان جوادي بالراحل محمد بوليفة.

وبالمناسبة، أعلن الأستاذ عبد القادر جمعة أن مكتبة المطالعة العمومية بالمحمدية، كانت طبعت كتابا بعنوان "بوباكير بأقلام الآخرين". وسيتم تنقيحه بشهادات هذا اللقاء.

كما تحدث الأستاذ كمال قرور صاحب دار "الوطن اليوم"، عن مشروعه الضخم مع الراحل، وهو إصدار جديد بعنوان "الجزائر بعيون الآخر"، اعتبره ذاكرة رهيبة، وموسوعة رائدة، وكان باكير متحمسا لها رغم ظروفه الصحية الصعبة.

ومن جهته، أكد ممثل دار "منشورات خيال"، أن الراحل تعامل معه، وهناك في طريق الطبع القريب، عدة أعمال، هي "تداعي المعنى"، و"النخبة الجزائرية"، و"عقيدة الاندماج".

للتذكير، فإن اللقاء شهد تدخلات كثيرة، منها لمثقفين من ولايات أخرى، مثل ما كانت الحال مع السيد بلقاسم ممثلا لولاية تلمسان.