إطلاق منتدى "الوهج الثقافي" بعين وسارة
شعلة تضيء درب المواهب

- 352

أكد الكاتب عزوز عقيل لـ "المساء" ، أن الحياة الثقافية بمنطقته عين وسارة، ستخطو، قريبا جدا، خطوة أخرى عبر مجموعة من المثقفين الأحرار ، شعارها خدمة الفعل الثقافي في هذه الولاية المنتدبة.
أضاف الأستاذ عزوز عقيل أن هذا السعي هو لاستخراج الكوامن الخفية من المبدعين الموهوبين والمثقفين المنتشرين في كامل تلك الربوع؛ تشكيلاً للحس الجمالي المميز، ونشرا للوعي الثقافي في كل مجالاته؛ من أدب، وتاريخ، وفلسفة، وطب وغيرها؛ خدمة للإنسان حيثما وُجد.
للإشارة، سيتم الإعلان عن إطلاق منتدى الوهج الثقافي في حفل تأسيسه، مع تقديم برنامجه السنوي المتنوع كاملا متكاملا. وستكون مكتبة المطالعة لعين وسارة وبعض مكتبات الولاية، مسرحا حقيقيا لنشاطاته المكثفة والمميزة؛ بعثا لتوهج ثقافي غير مسبوق.
ومن أهداف هذا الوهج الثقافي فتح جسور ثقافية للموهوبين من الوسط التربوي، وتكوينهم حسب ميولاتهم ورغباتهم الفنية (الثانويات أنموذجا)، بمساعدة أساتذة وفنيين مختصين متطوعين في الأدب، والتاريخ، والموسيقى وغيرها.
وهناك، أيضا، مبادرات التوسط من مسؤولي بعض الجرائد والمجلات الورقية، وبعض القنوات التلفزية، والإذاعية؛ لنشر وإذاعة الأعمال الأدبية والبحثية الجادة من طلاب الثانويات؛ قصد تشجيعهم، وتأهيلهم مستقبلا، مع تكريم الأعمال القيّمة في كل ميادين الحياة الثقافية، وكذا إحياء الأعياد الوطنية والدينية الراسخة في المجتمع، وإقامة ندوات على مدار العام للحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري بكل مناطق الولاية، وتحقيق شركات ثقافية محلية ووطنية، تهدف إلى تبادل التجارب والخبرات، والانفتاح على مختلف المدارس الفكرية، وتوسيع أفق المنتدى خارج الحدود الجغرافيه للولاية على المدى القصير، وخارج حدود الوطن على المستوى البعيد.
ويضم منتدى الوهج الثقافي أسماء معروفة محليا ووطنيا، تتعهد برعاية الفعل الثقافي بإخلاص تام؛ خدمة للمنطقة وأهلها. ومن أعضاء المنتدى الشاعر عزوز عقيل رئيسا، والشاعر أبو فادي عماري نائبا. ومن الأعضاء أيضا الدكتور الشاعر خالد لوناس، والقاص إسماعيل دراجي، والشاعر ببوش محمد الوكال.
وتبقى غايات منتدى الوهج الثقافي والقائمين عليه رئاسة ونيابة وأعضاء لا تتوقف عند حدود تنظيم الأنشطة، بل تتطلع إلى ما هو أعمق، أهمها إحداث تحوّل نوعي في وعي الفرد، والمساهمة في تشكيل جيل يقرأ ويفكر ويبدع. ففي كل ندوة تقام وفي كل كلمة تُتلى وفي كل فكرة تناقَش، هناك حجر أساس يوضع في صرح الوعي الجماعي، ليؤكد المنظمون على أن فلسفة المثقف الواعي الحر المتفتح على الثقافات الأخرى، هو شامل الرؤية، بعيد النظر، غير محصور في زاوية معرفية ضيقة؛ ذلك أن الثقافة الحقة تتكئ على الوعي، وتراهن على الإنسان.
كما أشار نائب رئيس المنتدى الأستاذ الشاعر محمد عماري أبو فاديفي، إلى أن زمنا تتسارع فيه وتيرة الحياة وتكاد تنحصر فيه المساحات المخصصة للفكر والحوار، ينبثق النور من قلب العتمة، ويولد الأمل من رحم الحاجة ... "هكذا جاء تأسيس منتدى الوهج الثقافي، ليكون فضاء حيا، نابضا بالكلمة والفكرة منبرا، يعتلي صوته عشاق الأدب والفكر والفن، وجسرا يربط بين الأجيال والاتجاهات؛ إيمانا بأن الثقافة ليست طرفا، بل ضرورة وجودية، تساهم في تشكيل الوعي، وصناعة الإنسان... انطلقت شرارة الفكرة من مجموعة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.. اجتمعوا على حلم واحد؛ إحياء الحياة الثقافية المستدامة في الولاية الفتية، وخلق حراك فكري يعيد للكلمة بريقها، وللإبداع مكانته. ومن هذا الحلم بدأت أولى الخطوات الجادة نحو التأسيس، وسط دعم متزايد، وتطلعات كبيره لهذا الوليد الثقافي الواعد".
«ليس منتدى الوهج الثقافي مجرد مجمع فكري عابر... هو مشروع يحمل رؤية بعيدة المدى، تسعى الى ترسيخ الثقافة كركيزة أساس في بناء المجتمعات الواعية. وقد رسم المنتدى منذ اللحظة الأولى، أهدافا واضحة تتجاوز المألوف، وغايات تصنع الفرق " ، ليضيف : " منتداكم لم يأت من فراغ، بل من حاجة ملحّة، ووعي متّقد، ومن إيمان بأن المجتمعات لا تنهض إلا بالثقافة، ولا تتقدم إلا حين تنصت لصوت العقل، وتفتح نوافدها للفكر والإبداع؛ إنه ليس مشروع نخبة، بل نداء لكل من يحمل في قلبه شغف الكلمة، وحلم التغيير، وعشق المعرفة؛ فالمسؤولية اليوم جماعية، فكل كفٍّ يصفق لقصيدة. وكل عقل يشارك في نقاش. وكل فكرة هي لبنة جديدة تضاف الى هذا الصرح الثقافي الواعد" .