إقامة "مدار السرطان"

شراكة إبداع بين الجزائر وهافانا

شراكة إبداع بين الجزائر وهافانا
  • القراءات: 638
مريم. ن مريم. ن

تحتضن "دار عبد اللطيف" إلى غاية الخامس والعشرين ديسمبر الجاري، إقامة إبداع بعنوان "مدار السرطان"، تضمّ فنانين جزائريين وكوبيين، على أن ينظم مباشرة بعد انتهاء الإقامة، معرض تنطلق فعالياته من 26 إلى غاية 16 جانفي القادم، يحمل الكثير من ملامح بلاد "كوبا" ويجسّد الإبداعات التي تحقّقت في إطار هذه الإقامة الجزائر-كوبية. هذه الإقامة رأت النور في جوان الفارط بكوبا، بعد تنقل مجموعة من الفنانين الجزائريين إلى العاصمة هافانا، حيث التقوا بنظرائهم الكوبيين هناك، وها هي اليوم تحطّ في الجزائر التي تفتح ذراعيها لفناني كوبا في إطار هذه الإقامة، لتتوّج هذه المبادرة التي زرعت بذورها الأولى بالعاصمة الكوبية.

تعتبر الإقامة فرصة لاستعراض ملامح وخصوصيات الثقافة الكوبية والجزائرية مع انتهاج أصدق وأدق التعابير، بهدف إيصال هذا الغنى وتجسيده فنيا، كما تدخل هذه الفعالية في إطار ترقية الصداقة والتبادلات الثقافية بين البلدين، إضافة إلى التأسيس والتحضير لمعرض مهم يمزج ويقدّم أنواعا من الفنون، وهي الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والأدب. وتضمّ ورشة الفنانين الجزائريين 8 فنانين هم؛ جودت قسومة، سعاد دويبي، ثيلالي رحمون وكريم نزيم تيدافي في الفن التشكيلي وكريم عبد السلام وبسمة خالفة وحليم زناتي في فن التصوير وغيرهم، أما الفنانون الكوبيون، فيتعلق الأمر بإدواردو ميقال أبيلا توراس ورانكانو فييتاس أرنيستو ماتييو (فنانان تشكيليان) وباربراكويلو (مصور).

للإشارة، فإنّ الفعالية التي تنظمّها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، تمتاز بمشاركة أسماء لامعة، منها الفنان قسومة عاشق الجزائر البيضاء وخريج المدرسة العليا للفنون الجميلة، هذا الفنان الذي ارتبط بالعمل بقضايا المجتمع التي يثيرها عبر أعماله، خاصة تلك المتعلقة بالأطفال، منهم مرضى التوحّد وأطفال السجون، كما ظل الفنان متجوّلا عبر الوطن بحثا عن اللون، كي يقدّمه لهؤلاء الذين لا يرون الحياة سوى بالأبيض والأسود.

تعزّزت خبرة هذا الفنان مع اقتحامه لمهنة الصحافة بالقسم الثقافي، وتميّز باختلاف ظهوره من معرض لآخر متقفيا كلّ جديد، وأصبح عضوا في العديد من الجمعيات والمجموعات الفنية وغيرها، كما اقتحم عالم الديكور في الكثير من الأفلام السينمائية منها "بن بولعيد" و«مسخرة" و«عطور الجزائر" وغيرها. لهذا الفنان خبرة في مجال العروض والتعامل مع الكتابة، حيث قدم بعض المؤلفات، كتلك الخاصة بالتعريف بمناطق الجزائر ورواية "زرنة" وغيرها.

وفيما يتعلق بكوبا، يقدّم الفنان تجربة بعنوان من "المدينة البيضاء إلى الأحياء الملونة" ويقف عند العلاقة بين الجزائر وكوبا، هذان البلدان اللذان يفصلهما الأطلسي، لكنهما قريبان بخط جغرافي خيالي، ويكمن التعاون فيما يخصّ الصور الفوتوغرافية في فضاء "هافانا فييجا"، مرفوقا بمجموعة رسومات أولية قابلة للتطور والتنقيح، ترصد شخصيات التقطت ملامحها في هافانا في جوان الفارط.

يذكر قسومة أنّ بلاد كوبا ظلّت تملأ أحلامه وخياله بشوارعها وكانت تتجلى له من خلال إبداعات الراحل هيمنغواي الذي كان بالنسبة له دليله الأوّل الذي كان ينصحه بتفادي "بوديغيتا دال ميديو" والتي كانت الزبدة التي تجذب الناس من القارات الخمس لاحتساء النبيذ وتدخين السيغار. يتحدّث قسومة بفيض ملحوظ في كلمة كتبها عما سجله في هذا البلد الصديق من كلمات ولقطات ولحظات مهربة وبورتريهات وكلّ ما هو ناس وأماكن، كما أشار الفنان إلى أنّ الصور الملتقطة رافقها بمجموعة رسومات، هي عبارة عن أحاسيس وانطباعات وبورتريهات وسجل فيها هذه المراسلة بين إفريقيا وأمريكا.

بالنسبة للمشاركين الأجانب، هناك الفنان التشكيلي إدواردو ميقال أبيلا توراس المولود بهافانا سنة 1963، والمتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في كوبا، كما تعاطى الفنان مع التصوير نتيجة أسفاره الكثيرة منذ طفولته، علما أنه متحصّل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون، وتحمل أعمال هذا الفنان روح العدالة الاجتماعية وقضايا المرأة، وقد راجت وسوقت أعماله عبر العالم، علما أنه تعامل مع العديد من المؤسسات الدولية، منها البنك الدولي.