صدور ”وثائق مالك بن نبي في الأرشيف الفرنسي”

شخصية ظلت تحت مجهر الاحتلال

شخصية ظلت تحت مجهر الاحتلال
  • القراءات: 1152
مريم. ن مريم. ن

صدر عن مؤسسة الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس بقسنطينة مؤخرا، كتاب جديد بعنوان وثائق مالك بن نبي في الأرشيف الوطني الفرنسي، من إعداد وتقديم وعرض الباحثين علاوة عمارة، أستاذ التاريخ بجامعة الأمير عبد القادر، وهو أشهر من نار على علم في ميدانه ومجاله وطنيا ودوليا، وكان برفقته، الباحث وطالب الدكتوراه بجامعة السوربون، الأستاذ رياض شروانة.

الكتاب عبارة عن عمل توثيقي وتجميعي لمجموعة كبيرة من الوثائق الأرشيفية، سواء مراسلات أو تقارير أو عرض حال، وغيرها من الوثائق حول المفكر الجزائري مالك بن نبي ـ عليه رحمة الله ـ خاصة خلال مرحلة فترة الحرب العالمية الثانية، وما قبلها بقليل. يتميز الكتاب بالمتعة، كما أنه مفيد وجديد في مادته، ويفتح نقاشا عن رؤية الاستعمار لمالك بن نبي، ورؤية مالك بن نبي للاستعمار، وعن الكثير من القضايا في حياة المفكر الراحل.

مالك بن نبي الذي ألف 3 كتب عن مدينة قسنطينة، فضل المؤلفان الغوص في تراثه وأعماله ومسيرة نضاله، من خلال تأليف هذا الكتاب، بالاعتماد على أرشيف استعماري وبحوث أخرى، حيث وجدا في مصالح التواصل شمال الإفريقي ( S.L.N.A 2)، وهو جهاز مراقبة استعماري 60 وثيقة في عمالة قسنطينة، و4 وثائق في وهران، و13 في العاصمة، والملف الأكثر أهمية هو ذاك الذي يتكون من 125 وثيقة، بمجموع 194 صفحة، وهنا تكمن أهمية مالك بن نبي في عيون الاستعمار الفرنسي، الذي كان يتابع نشاطه. كما أسهب المؤلفان في إعطاء المزيد من الضوء على حياة هذا المفكر، الذي يعتبره البعض مضاهيا لابن خلدون، مالك الذي تحصل على الشهادة الابتدائية وعمره 14 سنة، دخل التحضيري لمدة سنتين بغية الالتحاق بالمدرسة التابعة لجمعية العلماء المسلمين، الكائنة بشارع العربي بن مهيدي (طريق جديدة)، والمطلة على وادي الرمال وجسر ملاح سليمان، ليواصل مسارا فكريا ونضاليا جعله من الرواد في الداخل والخارج.

يتولى الدكتور عمارة رئاسة قسم النشر بمؤسسة بن باديس، ونشر العديد من المؤلفات، علما أن فكرة هذا الكتاب تعود إلى سنة 2015، حيث سعى إلى تقديم حياة هذا المفكر، بالاعتماد على وثائق تكمل وتفصل وتصحح حياة ومسيرة مالك بن نبي ذي الشهرة الكبيرة، وبالنسبة للدكتور شروانة، فهو مقيم بباريس ويعتبر الكتاب بمثابة ورشة بحث معمقة في الأرشيف الفرنسي منذ 2017، وبعد جهد كلل العمل بتأليف هذا الكتاب. للإشارة، فإن مؤسسة بن باديس التي تهتم بالفكر الباديسي، التي يترأسها الدكتور عبد العزيز فيلالي، تسعى إلى نفض الغبار عن المفكرين والمثقفين الذين رفعوا من إسهامات الجزائر في الحضارة الإنسانية.