رحيل الفنان الكبير محمود عبد العزيز

شخصيات منسوجة في وجدان المشاهد العربي

شخصيات منسوجة في وجدان المشاهد العربي
  • القراءات: 677
 مريم.ن/الوكالات مريم.ن/الوكالات

رحل الفنان الكبير محمود عبد العزيز مخلفا صورة جميلة رسمها عبر عقود في وجدان المشاهد العربي، وقد ارتبط اسمه بأسماء الشخصيات التي أداها في أدواره، فهو، مثلا، رأفت الهجان في الجزائر، والساحر بمصر، وكلها أدوار عكست واقع الإنسان العربي بآماله وآلامه ويومياته، وكل ما يجري من تحولات صادمة، مع قدرة عجيبة من الراحل محمود عبد العزيز في إيجاد بصيص الأمل والتفاؤل المشع من الظلمة بروحه المرحة وبسمته الطفولية التي تضرب كل الأهوال في الصميم، وتجعل منها منعرجا لحياة أخرى وموعدا آخر مع التاريخ.

ووري الثرى بعد وقائع صلاة الجنازة على جثمانه بمسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر، بحضور زملائه الذين ودّعوه إلى مثواه الأخير، علما أن الدفن تم في مقابر الأسرة بمحافظة الإسكندرية مسقط رأسه، وسيُقام العزاء بمسجد الشرطة يوم الأربعاء المقبل.

كان الفنان محمود عبد العزيز وافته المنية مساء أمس السبت عن عمر يناهز 70 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. وتعرّض الفنان الراحل لهبوط حاد في الدورة الدموية وضيق في التنفس، ونُقل إلى مستشفى الصفا في المهندسين. وفى وقت لاحق تم الكشف عن غموض حالته، التي تمثلت في تورم شديد في الأنسجة المحيطة بالفك، وقام باستئصال هذا الورم في فرنسا، ورغم أنه كان ورما حميدا إلا أن حالته الصحية تدهورت سريعا.

للإشارة، فقد تحول مستشفى الصفا تُوفي فيه الفنان القدير محمود عبد العزيز، إلى قبلة للفنانين الذين حضروا لتقديم واجب العزاء لأسرته، بينما انهارت زوجته الإعلامية بوسي شلبي ونجلاه إثر تأكيد خبر الوفاة.

واللافت أن «عبد العزيز» كان محبوباً جداً في الوسط الفني المصري. وقد لقّبه الجمهور بـ «الساحر»؛ حيث تحولت صفحات الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ساحة عزاء كبير لرثائه، فيما شارك بعض الفنانين المقربين منه والذين عرفوه وتعاونوا معه في الأعمال الفنية، شاركوا بمداخلاتٍ هاتفية مؤثرة عبر البرامج التلفزيونية المصرية.

واعتبر الجميع أن السينما المصرية فقدت واحدًا من نجوم الجيل الذهبي، وفنانًا لن يتكرر ومن القلائل جدًا في العالم العربي.

للتذكير، فقد وُلد الفنان محمود عبد العزيز في الرابع من جوان عام 1946 لأسرة متوسطة بحي الورديان غرب محافظة الإسكندرية، ودرس بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، ومارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بالكلية، قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس، ثم درجة الماجستير في تربية النحل.

بدأت مسيرة رأفت الهجان الفنية دراميًا من خلال مسلسل «الدوامة» في بداية السبعينيات بعد أن أسند له المخرج نور الدمرداش، دورًا في المسلسل مع محمود ياسين ونيللي. وانطلق مشواره السينمائي من خلال فيلم «الحفيد» عام 1974، لتبدأ رحلته مع البطولة المطلقة منذ عام 1975 في فيلم «حتى آخر العمر».

قدّم عبد العزيز الأدوار المرتبطة بالشباب والرومانسية والحب والمغامرات لمدة 6 سنوات منذ بداية مسيرته الفنية، قام خلالها ببطولة 25 فيلمًا، منها «مع حبي وأشواقي» عام 1977، و«ابنتي والذئاب»، و«الشياطين». ومنذ عام 1982 بدأ الفنان الراحل بالتنويع في أدواره، فقدّم فيلم «العار»، كما قدّم دور الأب في فيلمي «العذراء والشعر الأبيض» و«تزوير في أوراق رسمية»، ثم دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم «إعدام ميت»، ومثل شخصيات متنوعة وجديدة في أفلام «الصعاليك» و«الكيف» الذي حظي بنجاح جماهيري كبير.

بلغ عدد أفلام الراحل نحو 84 فيلمًا، ومارس تجربة الإخراج السينمائي في فيلم وحيد هو «البنت الحلوة الكدابة»، وتنوعت أدواره السينمائية ما بين الرومانسية والكوميدية والواقعية، وكان فيلم «إبراهيم الأبيض» مع الفنان أحمد السقا آخر ظهور للساحر على شاشة السينما.

وفي منتصف الثمانينيات قدّم دورًا من الأدوار الدرامية الهامة في حياته الفنية بعدما قام ببطولة مسلسل «رأفت الهجان» في المسلسل التلفزيوني الذي يحمل نفس الاسم، وهو من ملف المخابرات المصرية.

من المسلسلات الأخرى «الدوامة»، و«شجرة اللبلاب»، و«البشاير»، و«محمود المصري»، و«أنا الحكومة»، و«باب الخلق»، وأخيرًا «جبل الحلال» عام 2014، كما حاز الراحل على العديد من الجوائز العالمية.