المعرض الجماعي "همش" بدار عبد اللطيف

شباب يتعلّم من السابقين ويستلهم من المدرسة المستقبلية

شباب يتعلّم من السابقين ويستلهم من المدرسة المستقبلية
  • القراءات: 466
مريم . ن مريم . ن

استقبلت "دار عبد اللطيف"، مؤخرا، المعرض الجماعي الخاص بالطبعة الخامسة عشرة للصالون الوطني للفنون التشكيلية "عبد الحليم همش"، الذي كانت قد احتضنته الشهر الفارط دار الثقافة بتلمسان.

أشار السيد بن عبد الله عامر مدير دار الثقافة بتلمسان خلال حديثه لـ"المساء" إلى أنّ هذا المعرض المقام بالشراكة مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بمشاركة 20 فنانا، تضمن 50 لوحة لفنانين تشكيليين محترفين وشباب سبق لهم وأن أنجزوا لوحاتهم في ورشة أقيمت في طبعة تلمسان.

بدورها، صرحت المشرفة العامة على المعرض السيدة تاج محل معزوز لـ"المساء" أنّ الطبعة الـ15 لمعرض همش انتقلت للعاصمة لتلتقي جمهورها، وهي تجمع جيلين من التشكيليين، وقالت" لأول مرة يتم هذا اللقاء بين أجيال الفنانين، كما تم الحرص على إعطاء معنى للفكر وللفن وهو عنوان ومغزى هذه الفعالية، فالفن ليس مجرد إنجاز لوحة بل هو تعبير عن فكرة ورؤية تساهم في الحفاظ وثراء هويتنا الثقافية الوطنية".

توقّفت محدّثة "المساء" عند الطبعة الـ15 لصالون همش بتلمسان مؤكّدة أنّها احتضنت ورشة فنية أطّرها الفنان المعروف مصطفى نجاعي، حيث تكفّل بالفنانين الشباب وكان التجاوب إلى درجة أنّ هؤلاء المشاركين لم يعودوا يهتمون فقط بجائزة التظاهرة بل كان شغلهم الشاغل هو الاستفادة من هذا التأطير، ما شجّع المنظّمين والمشرفين على الصالون.

من جهة أخرى، أشادت السيدة معزوز بإقامة "دار عبد اللطيف" الفنية المشهود لها والتي يحلم هؤلاء الفنانين بالعرض فيها وبالتالي جاءت الفعالية لتحقيق ذلك. واستعرضت جانبا من هذا المعرض الذي قالت إنّه يضمّ أيضا 17 لوحة تتناول قضية فلسطين والأحداث الدامية التي تجري على أرضها، وهو نوع من التضامن وعرض عميق لهذه المأساة الإنسانية، مع أفكار أخرى علما أن ما تم إنجازه كان تحت إشراف فنانين محترفين.

بالمناسبة، التقت "المساء" ببعض الفنانين المشاركين كان منهم بلال بلعتروس خريج مدرسة الفنون الجميلة بسطيف الذي قال إنّه شارك في ورشة أقيمت بتلمسان وما أنجزه فيها يعرضه من جديد بدار عبد اللطيف، علما أنه شارك بلوحتين إحداهما تتناول آفة السحر والشعوذة، والثانية لوحة فلسفية تعرض فكرة السعي لتحقيق هدف ما، وعندما سألته "المساء" عن هذه المشاركة وما تمثله له أجاب إنّها إضافة لمشواره، موضّحا أنّ الفنان في كلّ معرض يكون قد انتهى من عمله ليترك المجال للجمهور وللنقّاد ليعطوا بعدا وإثراء لتلك الأعمال المنجزة.

أما الفنان خير الدين عثماني من مدينة عين مليلة وخريج مدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة (تخصّص رسم زيتي)، فقال إنّه شارك في صالون الفن التشكيلي بتلمسان بعد اختياره من لجنة الانتقاء، مشاركا بلوحتين أنجزهما خلال تخرّجه، وقد عرض في اللوحة الأولى "تسجيل حركة الخيل" من خلال حركة الألوان معتمدا على قانون نيوتن الفيزيائي وكذلك على المدرسة المستقبلية خاصة من خلال تحليل الألوان، وبالتالي أكّد خلال حديثه مع "المساء" أنّ لوحته يظهر فيها الحصان وكأنّ له 20 رجلا، أما في اللوحة الثانية فعرض "هيجان الخيل" مبرزا  أيضا حركة الخيول.

عن مشاركته في المعرض قال الفنان إنّها فرصة جميلة يلتقي فيها الفنانون، وهي أيضا أمل للفنانين الشباب الذين يقدّمون فنا جديدا يستحق الظهور، مشيرا إلى أنّ الفنان يختلف عن الرسّام فالأوّل له أفكار وتصوّرات ويعكس الواقع والمأمول .

أسماء أخرى تشارك في هذا المعرض منها مصطفى نجاعي ومريم شلال وسعيد شندر وحسنة خدير وناريمان غلام الله وعبد القادر بلخريصات ومحمد أرسلان لراري، بتقنيات مختلفة وبمواضيع ثرية لها علاقة بالقيم الإنسانية وبتحوّلات الراهن وبتجارب فردية أو من خلال البورتريهات.

للإشارة، خصّص المعرض وقفة عرفان وتكريم للفنان التشكيلي الراحل ارزقي العربي الذي يعدّ أحد روّاد الفن التشكيلي عبر مجموعة من البورتريهات بالأسود والأبيض.