لترويج وتسويق الأفلام الجزائرية في الخارج
سينمائيون يرافعون لاستراتيجية واضحة
- 306
لطيفة داريب
دعا سينمائيون جزائريون إلى وضع استراتيجية واضحة لترويج وتسويق الأفلام الجزائرية بغية إنشاء فن سابع جزائري في الخارج، مع التأكيد على أهمية إبراز البصمة السينمائية الجزائرية. كما حثوا طلبة الفن السابع في الجزائر بصنع الأفلام بدون تردّد.
الجلسة الثانية لليوم الثالث للمداخلات الأكاديمية الخاصة بمهرجان الجزائر الدولي للفيلم التي نظّمت أوّل أمس بالمسرح الصغير، تمحورت حول موضوع "سينما المهجر"، وشاركت فيها عدة أسماء، والبداية بالسينمائية حياة بن قارة التي أكّدت بالمناسبة، أهمية الجانب الإنساني في صنع الأفلام، معتبرة أنّ السينما هي الحياة وليس العكس. كما طالبت السينمائيين الجزائريين بتقديم رؤاهم حول شتى المواضيع بدون تردّد خاصة وأنّها مميّزة بحكم تاريخ بلدنا العريق، وكذا الاعتزاز بفردانيتهم.
وتحدّثت بن قارة عن تجربتها في مهرجانات عالمية بتورنتو وبرلين وكان والدوحة وغيرها، من خلال تقديم الاستشارة حول مشاركة الأفلام وعرضها وتوزيعها، مؤكدة أهمية أن يكون للسينمائي استراتيجية يتبعها وأن يبدع بدون تقليد للآخرين. ودعت طلبة معاهد السينما إلى استغلال التكنولوجيا لصالحهم خاصة في عملية تسويق الأفلام، والتكّيف مع التغيّرات السريعة الحاصلة في هذا المجال. بالمقابل، تأسفت على عدم حضور مؤسسة ثقافية جزائرية تهتم بترويج وتسويق الأفلام الجزائرية في المهرجانات الدولية.
من جهته، أشار السينمائي حكيم طرايدية إلى سهولة صنع أفلام في الوقت الحالي، حيث يمكن تحقيق ذلك بواسطة "أيفون"، إلا أنّ المشكل يتمثّل في صعوبة عرض الأفلام، لهذا نظّم رفقة أخيه كريم، مهرجان الفيلم المغاربي بهولندا حيث يقيمان، بهدف تسليط الضوء على الأفلام التي تنتج في منطقة المغرب العربي. علما أنّه تمّ تنظيم الطبعة السادسة للفعالية هذه السنة بمشاركة 9 أفلام جزائرية.
أما كريم طرايدية فقال إنّه من الضروري مشاركة الأفلام الجزائرية في المهرجانات الدولية حتى يكتشفها السينمائيون ومحبو الفن السابع من مختلف دول العالم، مضيفا أنّ هولندا مستعدة لاستقبال الفن السابع الجزائري أحسن بكثير من فرنسا مثلا، وأنه رفقة أخيه يحاولان استضافة الكثير من السينمائيين الجزائريين في مهرجانهم رغم ضعف التمويل ليطالب وزارة الثقافة والفنون بمساعدة المهرجان في مسألة تذاكر السفر. وتابع أنّ كلّ الأفلام التي صنعها بها رائحة جزائرية حتى ولو كان موضوعه هولنديا محضا، فطفولته دائما حاضرة في أعماله.
أما رئيس مهرجان الفيلم المشرقي بجنيف، طاهر حوشي فقال إنّ تأثير الفيلم على أحاسيس الجمهور هو أساس نجاحه، مشيرا إلى أهمية أن يكون الفيلم ساحرا وأن يترك أثرا في قلوب المشاهدين وهو ما يجب أن تتّصف به الأفلام الجزائرية سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وأضاف أنّ نجاح الفيلم يتطلّب أيضا وجود شبكة التوزيع والترويج، علاوة على إلزامية الاستفادة من الخبرات الجزائرية والأجنبية المختصة في الفن السابع، من بينهم السينمائيون الذين يحبون الجزائر أو من أصول جزائرية الذين سيقدّمون حتما، الإضافة للسينما المحلية.
الجلسة الثالثة لهذا اليوم نشطها المخرج السينمائي رابح سليماني والفنان البصري وليد عيدود. حيث تحدث سليماني مخرج فيلم "ون وي بيك"، عن ظروف صناعته للفيلم الوثائقي فقال إنّه في عام 2016 اكتشف عن طريق وليد عيدود، المهرجان الدولي "ارتيفاريتي" وإمكانية المشاركة فيه عن طريق كتابة مشروع، فأنجز المطلوب في المخيمات، وتم قبوله، لتنطلق مغامرة صنع فيلم وثائقي قصير، قبل أن ينتقل إلى تجربة إخراج فيلم وثائقي طويل بعنوان "ون وي بيك" تحصّل على العديد من الجوائز. وتحدّث سليماني عن تعلّمه لتقنيات انجاز الفيلم رويدا رويدا، حيث استعان بالعديد من التقنيين الدين أصبحوا اليوم مختصين عالميين، ليطالب طلبة السينما بولوج صنع الأفلام وتعلم أبجدياته بشكل مسترسل.
بالمقابل، ذكر سليماني حاجته في الحديث بل تصوير مشاهد وصنع فيلم عن القضية الصحراوية، معبّرا في ذلك عن انبهاره بصمود هذا الشعب وكذا لاهتمامه بالفنون والدليل وجود مدرسة للسينما في المخيمات، لتنطلق مغامرة صنع فيلم "ون وي بيك" من خلال بحثه عن الدعم وكتابته لسيناريو الفيلم الذي استمر إنجازه ست سنوات كاملة.
بدوره، قدّم وليد عيدود، تفاصيل عن المشاريع التي أنجزها، فقال إنّه خريج مدرسة الفنون الجميلة، أنشأ منصة "بوكس 24"، تهتم بالإبداع، ليواصل مسيرته الفنية في مهرجان "ارتيفاريتي" حول الفنون في الصحراء الغربية، ويوّسع اهتمامه من الفن البصري إلى السينما، كما يهتم بالتواصل مع الفنانين للمشاركة في الفعالية. واعتبر عيدود أنّ انجاز مشاريع فنية تتطلّب مشاركة العديد من الأطراف في فضاءات مفتوحة، كما حث عن أهمية أن يكون الفنان ملتزما لتجسيد ابداعه.