افتتاح الطبعة الـ37 لمهرجان تيمقاد الدولي تحت شعار "شعب واحد ووطن واحد"

سيمفونية الوحدة الوطنية صدحت في المدينة الأثرية

سيمفونية الوحدة الوطنية صدحت في المدينة الأثرية
  • القراءات: 3736
ع/بزاعي ع/بزاعي
دعا الفنانون المشاركون في مهرجان تيمقاد الدولي، إلى رص الصف وتوخي الحذر والاحتياط لكل المحاولات اليائسة التي من شأنها ضرب وحدة واستقرار الوطن، وتغليب الحكمة لإطفاء كل نار للفتنة من أجل سد المنافذ على كل المتربصين بالوطن، في صورة فنية رسمت ديكورها سهرة افتتاح الطبعة السابعة والثلاثين للمهرجان، عزفت فيها سيمفونية الوحدة الوطنية التي أطربت المدينة الأثرية.
ولقيت رسالة المهرجان، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "شعب واحد ووطن واحد" استحسانا كبيرا لدى جمهور تيمقاد الذي دأب على حضور المهرجان على مر18 سنة بعد إعادة بعثه، حيث تميزت سهرة الافتتاح التي أعلن عنها المفتش العام لوزارة الثقافة وحضرتها شخصيات فنية على غرار الحاج رابح درياسة ومحمد لعماري ومحافظ مهرجان الفيلم العربي، إبراهيم صديقي، إلى جانب السلطات المحلية بالولاية، بالإقبال الكبير لجمهور تيمقاد للاستمتاع بنشوة هذا المهرجان.
وفي كلمته، بالمناسبة، ذكر المفتش العام بأهمية مثل هذه التظاهرات الفنية الثقافية في تمرير رسالة الفن الراقي لدعم الجهود المبذولة لترقية مثل هذه المهرجانات للارتقاء بها إلى العالمية، وتوظيف رسالتها الأساسية لدعم المبادرات الداعية للم الشمل وتوحيد الصف.
وتليت بالمناسبة رسالة وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، التي صبت في الاتجاه وعرجت على تاريخ المنطقة التي تستقبل ضيوف المهرجان والتي انطلقت منها أول رصاصة خلال الثورة التحريرية المباركة التي كانت نبراسا لكل الشعوب والحركات التحررية في العالم في غمرة الاحتفالات بالذكرى الستين لاندلاع الثورة المجيدة واصفا الأسرة الإعلامية بالدعامة الأساسية لنقل الرسالة الإعلامية لتقديم الأفضل للثقافة الجزائرية.
ففي أجواء ثقافية مزجت بين التراث الأصيل على وقع أنغام "فرقة الرحابة" التي صنعت الحدث الفني الذي ألفته المنطقة سنويا وقبل أن يستمتع الجمهور بباقة جزائرية متنوعة الطبوع على وقع النغمة الأصيلة لإعطاء دفع قوي للحدث الفني الثقافي في تحفة فنية تواكب الحدث في سهرات ليالي المهرجان التي ستدوم إلى غاية الـ06 من الشهر تفاعل فيها الشباب مع التراث لتختصر الأصالة في سويعات الفرح شكلت فيها فرقة الرحابة المحلية الفصل الثاني لمشهد يروي التاريخ بالألحان التراثية، بعدما أطلق الفنان الشاوي نصر الدين حرة العنان لحنجرته وهو يؤدي رائعة "عين الكرمة" للمرحوم عيسى الجرموني، ومن التراث الأندلسي أبدعت ابنة تلمسان الفنانة ريم حقيقي وأطربت جمهورها.
وعبر مختصون ومهتمون عن ارتياحهم لمستوى التنظيم المتميز باحترافية عالية في تنظيم الجوق الموسيقي بقيادة قائد الأوركسترا الوطنية، المايسترو فريد عوامر، إضافة لتناوب الأصوات على الخشبة في هذه السهرة ومن خلال الظهور المزدوج للفنانين بعد الأداء لتمكين الفنان الموالي بالعودة مجددا للظهور قبل أن يتجسد الديكور في لوحة رائعة في وقفة تكريمية لفقيد الأغنية الشاوية، الراحل كاتشو، المعروف باسم علي ناصري، حيث أدى الرباعي، ندى الريحان، دنيا، نصر الدين حرة، والشاب عزو رائعة "دمي دمي" بامتياز تفاعل معها الجمهور بالمدرجات التي رددها عن ظهر قلب.
تقاطعت الحناجر في الديكور الذي يروي الموروث الحضاري للجزائر وفي هذه المرة القلوب مشدودة للوطن ففي تصريحات كل الفنانين الذين التقيناهم، أكدوا أن العرس الجزائري الذي تصنعه تيمقاد سنويا، لن يفقد بريقه واعتبروا الفن وسيلة نضال ورسالة مترجمة بألوان الموسيقى لمخلف اللغات.
كما استمتع الشباب بروائع الشاب عزو، الذي أوضح أن الفن رسالة سلم وحب ووفاء للوطن، ومن هذا المنطلق غازل الشباب بلون الراب واستدرجه للإحساس بروح المسؤولية وواجب حب الوطن.
وفي هذه الأجواء الخاصة، أطربت سعاد عسلة محبيها، وحضر عبد القادر خالدي وبوزاهر ومحمد بومعراف الذي خاض في اللون الصحراوي واسترجع الأيام الخوالي التي صنع مجدها خليفي أحمد.
كما أطرب معطي الحاج، محبيه، ورسمت فرقة الأمزاد لون الثقافة بعدما اعتلت المنصة فرقة ايثران أمزاب في أغانيها العصرية التي تشكل الامتداد وبعث التراث ليرتسم المشهد في نهاية الحفل ويتبلور، مؤكدا أهمية شعار المهرجان عندما توحدت الحناجر وطوقت المنصة بكل الفنانين المشاركين في السهرة مرددين أغنية جماعية وهي رائعة الحاج رابح درياسة "يا محمد" آملين في جزائر مشرقة سعيدة. كما عادت بنا ندى الريحان لذكريات المرحوم كمال مسعودي في رائعة الشمعة فكانت هي الأخرى مضيئة للمهرجان الذي ألفته فصدحت حنجرتها بركح المسرح الروماني بالمدينة الأثرية.

الحماية المدنية تتجند لمهرجان تيمقاد

سخرت، مصالح الحماية المدنية لولاية باتنة إمكانيات مادية وبشرية هائلة من أجل ضمان تغطية أمنية وصحية شاملة لفعالية مهرجان تيمقاد الدولي، من خلال تجنيد أكثر 100 عون حماية مدنية و22 آلية تدخل، حسبما علم من المكلف بالإعلامي على مستوى المديرة الولائية للحماية المدنية بباتنة. وأوضح المسؤول أن مصالحه أقامت 12 نقطة ثابتة لضمان أمن وسلامة المواطنين والوافدين إلى مدينة تاموقادي موزعين على طول الطريق الرابط بين باتنة وتيمقاد وحتى مخرج المدينة باتجاه ولاية خنشلة.
ولذات الغرض، تم وضع  فرقة للتدخل على مستوى بلدية جرمة، وإقامة مركز طبي متقدم على مستوى المسرح الأثري، يشرف عليه طبيب الحماية المدنية علما أن كل هذه الجهود تمثل دعما آخر لإعطاء أكثر فاعلية وسرعة في التدخل تحسبا لوقوع أي حادث طارئ. وتنطلق التغطية، حسبما ذكر به المصدر بداية من الساعة السادسة مساء إلى غاية عودة الوفود والزوار من المدينة الأثرية.

قالوا عن المهرجان :

ندى الريحان

 رغم الشهرة التي اكتسبها مهرجان تيمقاد الدولي إلا أنه يحتاج لوقت أكثر حتى تكتمل عناصر الإرتقاء به. لقد جئت للمشاركة وربط الوصال مع جمهوري، غاياتي ليست مادية وأنا بدراية تامة بأهمية الوقفة مع الراحل كاتشو تخليدا لروحه، أديت جماعيا رائعته "دمي دمي" فاستذكرت تاريخه الفني الحافل "واستحضرت وطنيته عندما كان يصدح في ثاموقادي عموما السهرة ناجحة وانطلاقة واعدة.
بن ناصر عمار عضو مؤسس فرقة ايثران امزاب:
جئت لأشارك الجمهور أفراحه في هذا الحدث الفني ومهرجان تيمقاد أصبح بالنسبة إلي  أهم محطة لترويج الفن الجزائري. في أول ظهور للفرقة، بادلت الجمهور نفس الشعور ولقد تجاوب معي وهي سمة من سماته.. لقد عودنا على ذلك مما سمعناه عن المهرجان من قبل ولم يخيب ظننا... سهرة الافتتاح فنية كستها روح المسؤولية وجسدت شعار الطبعة. نحن من هذا المنبر نقدم دعوة لإطفاء كل نار للفتنة وسيكون مهرجان تيمقاد فاتحة خير لدفن الأحقاد ودرسا فنيا للروح الوطنية.

سعاد عسلة

مهرجان تيمقاد خطا خطوات جبارة نحو الشهرة العالمية منذ مدة، لقد لاحظت ذلك بعدما دأبت على حضوره سنويا، فهو يشكل البوابة التي يمر بها الفنانون. وأعتبر الصورة المجسدة على ركح المسرح بالداعم للحركة الثقافية والفنية والسياحية بالمنطقة وعنوان بارز للوطنية.

الفنانة دنيا

المهرجان خطا خطوات جبارة نحو الإحترافية واكتساح العالمية وعلى القائمين أن يدعموا مسعاهم للرقي به والمحافظة عليه لأنه أصبح أبو المهرجانات الجزائرية ومن خلاله يمكن التعريف بالفن الجزائري. وأعتبر طبعة هذه السنة من خلال المبادرة الداعية للمّ الشمل ووحدة الوطن، بالحدث المميز الذي تجسد في اللوحات الفنية المعبرة التي ميزت سهرة الإفتتاح.

الشاب عزو

قال مغني الراب، محبوب الشباب عزو إن الموسيقى قوة خارقة تؤدي وظيفة سلطة الرابعة وإن مهرجان تيمقاد وجب استغلاله باعتباره حدثا فنيا يؤدي رسالة حقيقية ويحتاج لدعم إعلامي، مضيفا أنه أصبح أكثر من ضروري في تنشيط الفعل الثقافي.
الفنان الشاوي نصر الدين حرة:
قال الفنان الشاوي، نصر الدين حرة إن مهرجان تيمقاد الدولي يستقطب كل الأصوات الجزائرية وهو بالتالي متفتح على الثقافات العالمية، ويؤدي رسالته بامتياز. وقال بالخصوص لقد تفاجأنا بديكور السيمفونية التي تمجد الوطنية، حيث أكد على أن السهرة كانت وجسدت طموح منظمي المهرجان في استقطاب الشباب وتحسيسه بحب الوطن.

أصداء:

حضور مميز للشخصيات الفنية

لأول مرة يعرف المهرجان توافدا إعلاميا وحضور شخصيات فنية، يتقدمهم الحاج رابح درياسة الذي قال في كلمته عندما اعتلى المنصة لتحية الجمهور، إنه جاء ليزف تحية عطرة للشعب الجزائري من تيمقاد. ودعا بالمناسبة للالتفاف بالوحدة الوطنية والإسهام في إطفاء نار الفتنة، مضيفا أنها صرخة معطرة بحب الوطنية نزفها من تيمقاد. وقد تداول على منصة الركح، كل من المتفش بوزارة الثقافة ممثلا عن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، مدير الثقافة لولاية باتنة، مدير الإعلام بديوان الثقافة والإعلام والملحن قويدر بوزيان، فيما مثل السلطات المحلية بباتنة الأمين العام للولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي ومنتخبون.

دعوة لنبذ العنف وتوحيد الصف

عبر، الفنانون المشاركون في فعاليات الطبعة الـ37 لمهرجان تيمقاد الدولي، عن سعادتهم في تنشيط سهرة الافتتاح، وقدموا بالمناسبة دعوة للشباب لتجسيد صور التضامن بالتوافد على ركح المسرح الجديد الذي يحتض هذه الطبعة بعد تحويل سهراتها من المدينة الأثرية، وذلك لدعم كل المبادرات الفاعلة للتحسيس بأهمية التمسك بالوحدة الوطنية.

فندق شيليا يأوي الضيوف بامتياز

تجند عمال فندق شيليا لخدمة ضيوف المهرجان، حيث خصص لإيواء الصحفيين والفنانين وتنشيط الندوات الصحفية. وحرص مدير الفندق، غالم عبد الوهاب، على الحضور الشخصي للسهر على نوعية الخدمات.
للإشارة، ظهر الفندق مغايرا لسنوات ماضية من حيث التنظيم وتحسين ظروف الإستقبال إذ عرف عمليات ترميم قبل هذه السنة لإعطاء صورة جيدة عن فنادق باتنة رغم قلتها.

نجية لتنشيط سهرات تيمقاد

بعد سنوات، عادت مجددا للعام الثاني الوجه التليفزيوني المعروف المنشطة نجية خثير لتنشيط سهرات الطبعة، وبالمقابل شوهدت أول منشطة لسهرات المهرجان بعد إعادة بعثه سنة 1997 السيدة نسيمة شريط بالصفوف الأمامية للمدعوين ومع ذلك علقت نجية في تقديمها أنها ليست ضيفة المهرجان بالنظر لعدد الطبعات التي نشطتها بثاموقادي.

ريم حقيقي بألوان الراية الوطنية

فضلت، هذه السنة، الفنانة ريم حقيقي لباسا يرمز في ألوانه للراية الوطنية، تجسيدا لشعار الطبعة "شعب واحد ووطن واحد". وعبرت لـ«المساء" عن سعادتها في خامس ظهور لها بمهرجان تيمقاد الدولي، حيث أكدت قبل اعتلائها المنصة أنها ستطرب جمهورها وقياس درجة وطنيته كلما تعلق الأمر بالقضايا الوطنية، مضيفة، أن المهرجان يؤدي دورا رساليا، ملحة على ضرورة دعمه لتحسيس الشباب بأهمية الوحدة الوطنية لتفويت الفرص على المتربصين بالوطن.