أحسن معريش يطلق ديوانه الشعري الجديد

سيادة الأسطورة بلغة العقل والمعرفة

سيادة الأسطورة بلغة العقل والمعرفة
  • القراءات: 884
مريم. ن مريم. ن

أصدر الشاعر أحسن معريش ديوانه الجديد باللغة الفرنسية "قلادة أفكار"، والذي ترجمه إلى الأمازيغية الكاتب والفنان إيدير بلالي...

يضم الكتاب 30 قصيدة، بمواضيع مختلفة عن الثقافة والحب، وقصيدة طويلة تضم 128 بيتا حول الشاعر الأسطورة سي محند أو محند، عرفانا لما قدمه للمشهد الأدبي الأمازيغي، إلى جانب قضايا اجتماعية حول التقليد الأعمى والغزو الثقافي. 

معريش سبق له أن قدم الشعر الأمازيغي للعالم بـ13 لغة.

يعكف آحسن معريش على تقديم شعره باللغات المختلفة، حيث عمد إلى الترجمة بالاستناد إلى كوكبة من المترجمين ذوي الكفاءات العالية في هذا المجال، منهم أرزقي كاتب، ويزة إيدير، لوناس أمزيان، دليلة آيت سالم، إيدير بلالي وغيرهم ممن ساهموا في إبراز المعالم الفنيّة المتجليّة في شعر أحسن معريش.

الشاعر من مواليد 1976 بقرية ثالة تلموتس، ارتبط اسمه بالشعر منذ طفولته، حيث تأثر بوسطه العائلي خاصة جده وأمه، ومن جانب آخر بيئته الأمازيغية التي ترعرع فيها، فيكفي أنه ينحدر من منطقة الشاعر الجزائري "سي محند أومحند" الذي يتخذه مثله الأعلى، وإلى جانب كونه شاعرا، استطاع بإرادته وموهبته أن يصقل نفسه باتجاهاته المتعددة، فهو الأستاذ الذي يقدم دروسا في الفيزياء وفي الإعلام الآلي والصحفي المذيع والسينمائي الموهوب.

يحمل الشاعر في نصوصه الكثير من القيم المعرفية والعلمية ويحمل أيضا التراث ويكاد يكون مصلحا اجتماعيا في هيئة شاعر، حيث يرى أن في الشعر رسالة وبالتالي يسترسل في تفسير المعاني والظواهر مما جعله حكيما يقدره أهل منطقة القبائل، كما أنه يجتهد في تطوير الشعر القبائلي وإعطائه أبعادا أشمل وأوسع برؤى وفلسفة جديدة تذهب عبر آفاق لامتناهية تتماشى والعصر ويشبه في منهجه أسلوب التحليل النفسي سواء للفرد أوللمجتمع ككل. 

وجد الشاعر في عائلته التعدد والرقي الثقافي وسمو التعليم، فمنها البروفيسور المختص في الأدب الأمريكي والآخر في الأدب العربي وفي تخصصات أخرى نهل منها الشاعر عن قرب واستفاد من تجاربها رغم تكوينه العلمي المتمثل في الفيزياء.

يعشق الشاعر لغته الأم الأمازيغية لذلك أرادها أن تبلغ الأصقاع وأن تطير بأجنحة عريضة فترجمها إلى الفرنسية والعربية والإيطالية والإنجليزية والألمانية والدانماركية وغيرها بما في ذلك الصينية واليابانية.

بالمقابل، أضاف للأمازيغية أفكارا ورؤى وفلسفات استقاها من ثقافات أخرى عالمية ذات قيم إنسانية سامية.

الفن والشعر متلازمان على مدى الدهر، لذلك احتك بعمالقة الفن القبائلي الذين اعتمدوا على الكلمات الراقية والقوية واستلهموا من قيم التراث من بينهم شريف خدام وآيت منقلات ووغيرهما، فكان لوقع الشعر المغنى أثرا آخر لا يقل حضورا وتأثيرا، علما أن الفنان يرافقه الناي وهو يقرأ شعره أمام الجمهور فيزداد الخيال والوهج والحنين.

للتذكير، فقد طبعت المحافظة السامية للأمازيغية لهذا الشاعر المعروف 40 ديوانا ولا يزال في جعبته الكثير وهو يحرص على أن يقدم دواوينه مزخرفة بالرسومات التي يرسمها بنفسه.