سكيكدة تناقش "البلاغة العربية من النظم إلى الأسلوبية"

سكيكدة تناقش "البلاغة العربية من النظم إلى الأسلوبية"
  • القراءات: 5242
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

انطلقت أشغال الملتقى الوطني الثاني حول "البلاغة العربية من النّظم إلى الأسلوبية"، أمس، بالمكتبة الرئيسية لجامعة "20 أوت 55" في سكيكدة، بمشاركة عدد كبير من الأساتذة والدكاترة الذين قدموا من جامعات عنابة، سطيف، غرداية، قسنطينة، الطارف، الجزائر العاصمة، برج بوعريريج وغرداية. حسب رئيس الملتقى الدكتور عبود حميودة، فإن هذا الملتقى العلمي الذي سيدوم يومين، والمنظم من قبل كلية الآداب واللغات، ومخبر التراث الأدبي الرسمي والهامشي، والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، يندرج في إطار التكوين المتواصل لطلبة الدكتورة بالجامعة فيما يخص علمي البلاغة والأسلوبية.

في هذا السياق، تحدث الدكتور محمد مدور من جامعة غرداية، في مداخلته المعنونة "أصول الأسلوبية بين المنظور النحوي والمنظور البلاغي"، بإسهاب كبير عن الأصول الأسلوبي في بداية تشكلها، وفي عملية انتقالها من الملاحظات الانطباعية إلى التحليل النّصي. فمن المنظور النحوي، يرى الدكتور أن النحاة ينظرون إلى الأسلوب الأدبي على أنه عملية اختراق لقواعد اللغة المعيارية، لذا حاولوا تخريج تلك التجاوزات في ضوء القواعد النحوية، فيما يسمى بالتأويل والتقدير والحذف.. أما من منظور بلاغي ـ كما قال ـ فقد اهتم البلغاء بالانزياحات الأسلوبية، مشيرا إلى أنه لا أدب دون انزياح.

أما الدكتور أحمد كامش من جامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية بقسنطينة، فقد تطرق خلال مداخلته المعنونة بـ«تجديد الدرس البلاغي عند علماء المغرب الإسلامي ـ ابن البنّاء نموذجا"، إلى الدور الذي لعبه علماء المغرب الإسلامي فيما يخص تأسيس المنهج الجديد في دراسة البلاغة، والذي اعتبره ثمرة تلاقح الثقافة العربية مع الفكر اليوناني، متجليا ذلك بوضوح، كما أشار إليه، في كتب القرطاجني، وابن البنّاء والسجلماني. مضيفا أن المدرسة المغاربية كان لها إسهام كبير في تطوير الدرس البلاغي العربي، من خلال مساهمات علمائها بشهادة بعض علماء المشرق، كالزركشي.

من جهته، تحدث الدكتور عبد السلام شقروش من جامعة عنابة، في مداخلته "العرفانية والبناء الجمالي للنص الأدبي"، عن الجمالية الموجودة في النص الأدبي من خلال الرؤية الجديدة المسماة بالعرفانية أو الإدراكية، التي تعالج اللغة من زاوية البنيانية الدماغية، مشيرا إلى أن بعض أبواب البلاغة ومنها الاستعارة، ليست مسألة لغوية شكلية بقدر ما هي مسألة بناء تصور قار لدى الإنسان.

في حين تطرّق الدكتور محمد الهادي عطوي من جامعة عنابة في مداخلته "الفكر البلاغي بين التطور اللغوي والرهانات المعرفية الجديدة" إلى علاقة التطور اللغوي بالتواصل البلاغي، وكيفية الاستفادة من البلاغة في تحليل الخطابات المعاصرة. مؤكدا أن الخروج من جدلية الخلافات القائمة بين الاتجاهات البلاغية التي تتراوح بين الميل إلى القديم والتعصب له، أو النزوع إلى الوافد المستحدث، داعيا إلى ضرورة إنجاز مشروع قومي يتوحد فيه الدرس البلاغي من حيث المصطلحات والأفكار، تخطيطا لمواجهة تحديات العصر.

بوجمعة ذيب