اليوم الدراسي “ينّاير يجمعنا في جزائر واحدة موحدة”

سعيٌ لفهم ينّاير وتفسيره بصبغة البحث والمعرفة

سعيٌ لفهم ينّاير وتفسيره بصبغة البحث والمعرفة
  • القراءات: 558
نوال جاوت نوال جاوت

أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أمس، السعي لفهم ينّاير، وتفسيره بكل أبعاده بصبغة البحث والمعرفة. وقالت: هناك مقاربات مختلفة للموعد والحدث من الناحية الرمزية والدلالية لممارساته، وطقوسه، ومن الناحية المشهدية من حيث الفولكلور، والعادات، ومن الناحية الاقتصادية والاجتماعية، ووجب المبادرة، والالتزام بالمكوّن المعرفي في مقاربة الأحداث، والتاريخ والأنثروبولوجيا.

وأضافت الوزيرة في الكلمة التي وجهتها للمشاركين في اليوم الدراسي ينّاير يجمعنا في جزائر واحدة موحدة الذي نُظم أمس بقصر الثقافة، أن المنتظر من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، هو الانخراط في عملية البحث، وإنتاج البحوث ونشرها، خاصة وهو يحوز نخبة من الباحثين البارزين، وأدوات بحثية معتبرة، بالإضافة إلى رصيده البحثي والنشاطي المشرّف.

وقالت مولوجي على لسان مدير ديوانها محمد سيدي موسى: لا شكّ في أن ترسيم احتفالية ينّاير يسمح لنا بتسجيل أيامنا الوطنية والتاريخية المختلفة، والمميزة بكل ما لها من رمزية واختلاف. وأشارت: في هذا اليوم، يستعد الجزائريون للاحتفاء بالأرض، وبخبراتهم في مواجهة الصعاب، وتغيير الواقع عبر الزراعة، التي كانت وماتزال ثروة للجزائريين. وتقيم العائلات عشاء ينّاير باختلاف المناطق وممارساتها، لكنها تطعم وتكرم الجميع. وقد تأصّل الكثير من الممارسات الجماعية النبيلة عبر سنواتٍ من الاحتفال بينّاير. ومن واجبنا أن نحافظ عليها، وأن نطبعها بالدراسات والمناقشات العلمية التي تواكبها.

ومن جهته، أكد البروفيسور سليمان حاشي أن الاحتفال بينّاير يجمع كل أطياف المجتمع الجزائري. ورغم اختلاف الطقوس الاحتفالية إلا أن الهدف واحد، وهو الاحتفاء باستقبال سنة جديدة بآمال، وتمنيات بالازدهار، والعطاء الفلاحي. وقال إن مختلف طقوس ينّاير المتباينة وفق خصوصية كل منطقة، هو المعنى الحقيقي للاحتفال، مضيفا أن ينّاير بمثابة اقتصاد فلاحي، مرتبط بالقمح؛ كأحد أهم المحاصيل التي كانت سائدة آنذاك، ومنه جاء ارتباط الكسكسي الوثيق، بطقوس الاحتفال بهذه المناسبة.

وأشار البروفيسور حاشي إلى أن اليوم الدراسي المنظم بمشاركة الباحثين والخبراء الوطنيين، يتناول النظرة الأنتروبولوجية لينّاير عبر مختلف مناطق الجزائر؛ من خلال الطقوس والممارسات الثقافية المرتبطة بينّاير. وقال: الجزائر أصغر من قارة، وأكبر من بلد بتنوعها الثقافي والحضاري.

للإشارة، عرف اليوم الدراسي تقديم مداخلة الأستاذ عباس رضوان عن رمزية الماء والنار في احتفالية ينّاير، وأخرى للأستاذ إبراهيم الهلالي عن احتفالية إيراد ينّاير بمنطقة بني سنوس غرب الجزائر، بين الرمز والدلالة، طقوس ومعتقدات، فيما استحضر الأستاذ عبد المجيد بوصالب الطقوس والممارسات الاحتفالية لينّاير في منطقة جيجل. وتوقف الأستاذ لخضر حاج عراب عند طقوس الاحتفال بينّاير في منطقة تيارت. واستعرض الأستاذ ناصر بوردوز ينّاير بين الطابع الفلكلوري والتنمية المستدامة.