معرض «ميدن إفنت» للكتاب بمركز «مصطفى كاتب»

سد لفراغ الكلاسيكيات المطلوبة

سد لفراغ الكلاسيكيات المطلوبة
  • القراءات: 382
مريم. ن مريم. ن

يحتضن المركز الثقافي «مصطفى كاتب» إلى غاية 3 ديسمبر القادم، معرضا للكتب من تنظيم دار «ميدن إفنت» يضم 800 عنوان في شتى الفنون والمعارف وكذا ألف قرص مضغوط لا يقل نوعية في المحتوى سواء الثقافي أو التعليمي، ويشهد إقبالا ملحوظا ويقدم تخفيضات مهمة، وأغلب جمهوره من طلبة الجامعات خاصة الجامعة المركزية.

عند دخولها المعرض، إلتقت «المساء» بممثل دار «ميدن إفنت» السيد محمد مزيدي الذي بدا نشيطا إذ لن يكن يكف عن الحركة ذهابا وإياب، يتفقد الكتب ويصففها ويستقبل حزما أخرى من الكتب الداخلة ليجد لها مكانها المناسب، ثم يرد على هذا وذاك من دون ضجر أو ملل ويوجه إلى بعض العناوين التي قد لا ينتبه لها الزائر.

أشار محمد إلى أن الدار تقع بحي «شوفالي» بالعاصمة ويخص نشاطها كل ما يتعلق بمنتوج الكتاب في شتى المجالات منها مثلا التسيير والاقتصاد والطب والدين والطفل والثقافة العامة والإعلام والأدب والنقد والتاريخ والتكنولوجيا والمهن وغيرها كثير، لكنه أوضح أن الإقبال الكبير يخص مجال الرواية باللغتين العربية والفرنسية، خاصة فيما يتعلق بالكلاسيكيات، حيث يقبل الكثير من عشاق الأدب العالمي على الروايات الكلاسيكية الشهيرة التي لا تزال تحقق مبيعات عالية، ويرجع ذلك لرقي أساليبها وفخامة موضوعاتها وهي لا تزال تحتل مكانة مرموقة في عالم الأدب، ومن ضمن ما تم عرضه نجد مثلا كتابات جول فارن وأغاتا كريستي وبالزاك وأعمال مونتيسكيو، كما استطاعت مؤلفاتهم أن تصمد أمام الكثير من التغيرات السياسية والأخلاقية والفنّية، لأنها تحتوي على الكونيّ والإنسانيّ، حتى إن لافونتين يقول: «إنك إذا اخترت طريقاً آخر غير طريق القدماء فسوف تضلّ»، رواج تلك الكتب هو استمرار للحياة مع تعاقب الأجيال.

يرى الجمهور أن الكلاسيكيات مرادفة للحسّ السليم ويعتمد على ما هو شاملٌ وبسيط في الطبيعة الإنسانية، من هنا غابت عن الأدب الكلاسيكي الغنائيةُ المعتمدةُ على الخيال والأحلام والعواطف العابرة.

يبقى الأدب الكلاسيكي يهتم بدواخل الإنسان، وغايته تتجلَّى في البحث عن الملامح المشتركة التي يلتقي حولها البشر في كلّ العصور، من هذا المنطلق عالج الكُتَّابُ الكلاسيكيون في أدبهم الأحوال الإنسانية كالحُبّ والبغض والهوى والغيرة والعقل والواجب والعاطفة والرياء، وبالتالي اتضح في الكلاسيكية اتجاه عام يهدف إلى صياغة مثالٍ جماليٍّ وأخلاقي موحّد، ومن تم جاء هذا الاهتمام الدائم بالكلاسيكيات التي لم يصبها الفتور يوما عند القارئ الجزائري.

أكد محمد أن الدار تملك مجموعة كلاسيكيات نادرة وعريقة وتعد الوحيدة على المستوى الوطني المتوفرة على هذا النوع من الكتب، وبالتالي توفر ما يكاد يكون مفقودا في سوق الكتاب عندنا.

أشار ممثل الدار إلى أنه سبق لـ «ميدن افنت» أن أقامت الكثير من المعارض خلال 20 سنة من النشاط، علما أنها كانت تحمل فيما سبق اسم دار الكوثر للنشر والتوزيع وكان مقرها مدينة البيض، وهي لا تزال ملتزمة بهذه المعارض وكان آخرها أي في الأيام  الفارطة بولاية البيض ثم بشار ثم عين تموشنت قبل الوصول إلى العاصمة، وبعد الثالث ديسمبر سيرحل المعرض مجددا نحو البيض والنعامة ثم بشار ويستمر حتى الثلاثي الأول من سنة 2018.

بالنسبة للتخفيضات، فقد تراوحت بين 10 و30 بالمائة، علما أن الدار لا تزال ملتزمة بأسعار ما قبل سبتمبر أي قبل ارتفاع الأسعار، كما يبقى المعرض وجهة مفضلة للطلبة وهواة اللغات الأجنبية، حيث يوفر كتبا في اللغات الصينية والتركية وغيرها وبأسعار معقولة، ناهيك عن الإقبال الكبير للكتب شبه المدرسية ولكتب الأطفال ذات القيمة البيداغوجية والفنية الراقية.