رواق "محمد تمام"

سالم أحمد أمين يبرز "جمال الجزائر"

سالم أحمد أمين يبرز "جمال الجزائر"
الفنان الشاب سالم أحمد أمين
  • القراءات: 510
لطيفة داريب لطيفة داريب

رسم الفنان الشاب سالم أحمد أمين، جمال الجزائر، حبا لبلده وافتخارا بجماله وتنوّعه الجغرافي والثقافي الجذاب، وهكذا ولأول مرة في مسيرته الإبداعية، يعرض لوحاته التي أنجزها بتقنية الرسم الزيتي أمام جمهور رواق "محمد تمام" تحت عنوان "جمال الجزائر".

أحبّ الفنان سالم أحمد أمين الفن التشكيلي منذ صغره، خاصة وأنّه من عائلة فنية تعشق الرسم، وهكذا بدأ ممارسة هذه الهواية منذ طفولته، كما تخصّص في الرسم الزيتي حينما بلغ من العمر 16سنة، ليقرّر بعد بلوغه 25 سنة، عرض لوحاته برواق "محمد تمام".

في هذا قال أمين لـ"المساء" إنّه زار أكثر من معرض ومن ثم قرّر أن يكون له أيضا نصيب من هذه الفعاليات، وأن يلتقي بجمهور الفن التشكيلي في الجزائر في انتظار تنظيم معارض أخرى. مضيفا أنه لا يتوقّف عن الرسم حتى أنّه أخبر "المساء" عن تجهيزه لمعرض ثان يضم لوحات متنوّعة الأساليب والتقنيات، لا تقتصر فقط على الأسلوب الواقعي والفن التجريدي مثلما عليه حال معرضه الأول، بل تتوزّع إلى أعمال في فن المنمنمات والفنتازيا والبورتريهات وغيرها وقد يصل عددها إلى المئة ومن بينها لوحات عملاقة، بعضها أنجزها وأخرى سيحقّقها قريبا لتعرض جميعها في معرض آخر.

أما عن معرضه الحالي، فقد تحدّث الفنان لـ"المساء" عن رغبته في إبراز جمال الجزائر برمتها، وهو ما فعله فعلا من خلال رسمه للمناظر الطبيعية والعمرانية للعديد من مناطق البلد، كما عبرّ كذلك عن حبه الكبير للفنان المستشرق اتيان ديني وهو ما دفعه إلى رسم مدفنه في لوحة "قبة بوسعادة" والعديد من مظاهر مدينة بوسعادة في لوحتيّ "بوسعادة" و"باب مفتوحة على بوسعادة"، في حين أنجز رسومه إما في عين المكان أم اعتمادا على صور أو حتى باستعمال مخيّلته.

وقدّم الفنان تفاصيل عن أعماله والبداية بلوحة رسمها عن ضريح ولي صالح ببجاية، ومن ثم لوحة لواحة ببسكرة، وأخرى لنفس المدينة عام 1934. ولوحة رابعة لأميرالية البحرية في عهد العثمانيين. بالمقابل رسم الفنان ثلاث لوحات عن الطبيعة باستعمال مخيّلته، كما  سافر عبر الرسم إلى تركيا ليرسم منظرا منها في زمن مضى.

وهكذا يحنّ أمين لوقت لم يعشه، وفي هذا قال لـ"المساء": "أحبّ كلّ ما هو عتيق، لهذا رسمت العديد من المناظر الطبيعية والعمرانية في زمن ولّى والتي اكتشفت أكثرها من خلال رسومات الفنانين المستشرقين في وقت لم يكن فيه صور، لهذا أنا معجب كثيرا بتلك الحقبة الزمنية التي عرفتها الجزائر وعاشق كبير للفنان اتيان ديني". كما رسم أمين أيضا مدينة حامة وشنوة ومناطق من تيزي وزو وأخرى عن أكفادو ببجاية من بينها لوحة رسمها مباشرة من عين المكان. كما رسم أيضا صيادين يغادرون قاربهم بعد رحلة صيد وبورتري عن والده الذي سعد به كثيرا.

أما لوحاته التي رسمها بالأسلوب التجريدي، فنجد لوحة "ماما أفريكا" التي رسم فيها الفنان شكلي ملك وملكة يتوسّطهما "جوكر"، أبرز فيها التنوّع الثقافي للقارة السمراء، بينما رسم في لوحة "فضاء" عالما تغمره الألوان المختلفة التي تظهر وكأنّها تسبح في السماء. في حين رسم لوحة عن يناير وضع فيها الألوان التي تعرف بها الثقافة الأمازيغية .ودعا الفنان العصامي كلّ الفنانين الشباب إلى الإيمان بأحلامهم والسعي لتحقيقها متجاوزين بذلك كلّ العراقيل الممكنة، وأضاف أنّه يمكن للفنان أن يُكوّن نفسه بنفسه وأن يقدّم أعمالا قيّمة.