الإعلامي والمخرج عبد الباقي صلاي لـ»المساء»:

سأتخطى كل العقبات من أجل أن يرى فيلم «فرحات عباس» النور

سأتخطى كل العقبات من أجل أن يرى فيلم «فرحات عباس» النور
  • القراءات: 1010
❊ حاورته: وردة زرقين ❊ حاورته: وردة زرقين

مارس الإعلام في الجزائر، ثم انتقل إلى قطر كمعد برامج مختص في الأفلام الوثائقية. شغلت الأفلام الوثائقية والتاريخية تفكيره، واهتم بإخراج هذا النوع من الأفلام بهدف التعريف بعظمة الجزائر وأبطالها، قام مؤخرا بإخراج فيلم وثائقي «بومرداس.. حضن الحرية»، وحاليا يقوم بإخراج فيلم وثائقي آخر عن «فرحات عباس»، إنه الإعلامي والمخرج عبد الباقي صلاي الذي التقته «المساء» وكان هذا الحوار.

لمن لا يعرف المخرج عبد الباقي صلاي، كيف تقدم نفسك؟

أنا خريج معهد العلوم الاقتصادية من جامعة قسنطينة، بدأت بالعمل الصحفي في بداية التسعينيات، لكن انطلاقتي الفعلية بدأت بعد إنهاء الخدمة العسكرية عام 1997، حيث انطلقت أكتب في أغلب الصحف الجزائرية، فضلا عن الصحف الخارجية، بعد ذلك انتقلت إلى قطر للعمل في قنوات الجزيرة، فأسست مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء والزملاء موقع الجزيرة الرياضية، قبل أن أنتقل إلى قنوات أخرى، مثل الجزيرة الرياضية والجزيرة الإخبارية والجزيرة الوثائقية، لأستقر في نهاية المطاف بتلفزيون قطر كمعد برامج مختص في الأفلام الوثائقية القطرية، ثم في بداية سنة 2014، أسست شركة خاصة للإنتاج السينمائي تختص بالأساس في إنتاج الأفلام الوثائقية والدرامية. وحاليا أعمل ضمن محور الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحصلت على الإقامة فيها عام 2016.

لنبدأ من فيلمك الأخير «بومرداس.. حضن الحرية». هل استطعت أن تقدم شيئا جديدا من خلال هذا الفيلم؟

بكل تأكيد، استطعت أن أقدم الجديد من خلال هذا الفيلم الذي يعتبر موضوعه من المواضيع الجديدة، لم يسبق لأحد أن تطرق إليها، سواء من بعيد أو من قريب، فالفيلم يعالج لأول مرة موضوعا كان «مسكوتا عنه»، حيث استطعت أن أبرز دور ولاية بومرداس (روشي نوار سابقا) في التاريخ الجزائري، كمحطة مهمة في عمر الثورة الجزائرية، وكحضن فعلي للحرية والاستقلال، لأنها كانت الولاية الوحيدة التي احتضنت الهيئة التنفيذية المؤقتة برئاسة «عبد الرحمن فارس»، والفضل يعود بالأساس ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ للوالي الحالي السيد عبد الرحمن مدني فواتيح، الذي كانت فكرته كما دعمها ماديا ومعنويا، خدمة للذاكرة التاريخية.

بعد هذا الفيلم، هل هناك أفلام أخرى؟

الأفلام التي تنتظر الإنجاز لا حصر لها في أجندتي، خاصة التاريخية منها، التي أهتم بها وأود أن أعطيها حيزا مهما، كجزائري يحب بلده ويحب تاريخها، لقد دخلت الولايات المتحدة الأمريكية خصيصا لإنجاز العديد من الأفلام التي تحاكي تاريخ هذا الشعب العظيم، وتحكي قصة ثورة لا يمكن للتاريخ البشري أن يجد مثلها، لهذا فأنا بصدد التحضير لمجموعة كبيرة من الأفلام، من بينها فيلم بشراكة مع الأمريكان لإبراز الوجه الناصع للدولة الجزائرية عبر التاريخ البشري، وإبراز الدور العظيم الذي قدمه ويقدمه قادتنا تاريخيا، بداية من دور «الأمير عبد القادر» في تأسيس الدولة الجزائرية إلى غاية دور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في ترسيخ السلم والمصالحة وبناء الدولة الجديدة.

على ذكر الجانب التاريخي للدولة الجزائرية، سبق لك أن قلت بأن لديك فيلما عن «فرحات عباس»، فإلى أين وصل هذا الفيلم؟

فيلم «فرحات عباس» جاهز، فقط يحتاج إلى روتوشات خاصة ليكون في قاعات العرض، للأسف الشديد، أحيانا أعتمد على أناس ليسوا مؤهلين للمشاركة في هذا الفيلم أو حتى المساهمة فيه، فكل مرة أصطدم بالتمويل الذي لم يبق منه إلا القليل، حاولت الاعتماد على أناس دون ذكر الأسماء ليتشرفوا بالمساهمة في هذا الفيلم الكبير، لكن في كل مرة أكتشف أن وعودهم لي مجرد وعود عرقوب، لكن إن شاء الله، سأتخطى كل هذه العقبات حتى يرى الفيلم النور ويعرف الناس من هو «فرحات عباس»، وإن لم أستطع أن ألحق بعرضه في جيجل في 24 ديسمبر الحالي، تزامنا مع الذكرى الثانية والثلاثين لوفاته، فإن شاء الله سيتم عرضه في الأيام القادمة، بالتعاون مع منظمة المجاهدين سواء الوطنية أو المحلية، كما سيتم عرضه بقناة خليجية أيضا.

لماذا تخصصت في إخراج الأفلام الوثائقية والتاريخية؟

لو توخيت الحقيقة، هو ليس تخصصا بقدر ما هو رغبة في اعتبار هذا المجال مفضلا لدي، دون غيره من المجالات الأخرى. فقبل التخصص في مجال الفيلم الوثائقي، كما تفضلت، قمت بأعمال كثيرة خارج التخصص التاريخي، سواء هنا في الجزائر أو في قطر، لكن الأفلام الوثائقية والتاريخية شغلت تفكيري ووجدت نفسي أخوضها بكل مهنية وحرفية، لأن الساحة في الجزائر تحتاج فعلا إلى مثل هذه الأفلام الوثائقية، وتحتاج لأن يكون عليها المشهد الثقافي، لأننا فعلا نحتاج إلى معرفة تاريخنا ومن نحن كجزائريين.

بكل صراحة، كيف ترون العمل على الأفلام التاريخية للشخصيات التاريخية من حيث معالجتها؟

لا أخفي عنكم، لو قلت لك بأنني أحاول أن أكون دقيقا في الابتعاد عن المقولة «لا يكتب عن العظماء إلا عظيما»، فأنا لا أدعي أنني استطعت أن أوفي هؤلاء حقهم في المعالجة وإبراز الجانب الناصع في حياتهم، وما قدموه للثورة الجزائرية والوطن على وجه أخص، لكن وفقت في أنني فتحت المجال للحديث عن الثورة ليصل صداها إلى أقصى الدنيا، كما استطعت أن أقدم الشخصيات التاريخية التي تناولتها بكل موضوعية، ليعرف العالم أن الجزائر تبقى عظيمة بكل أبطالها.

وعن الدراما هل لديك ما تقدمه؟

لدي الكثير وحتى مع الأمريكان أيضا، فقط أحتاج إلى شيء من الوقت لأضع الأعمال على بساط التطبيق حتى تُخلد، فأنا أرفض «البريكولاج»، خاصة في التاريخ، لأن المسؤولية أراها عظيمة أمام الله والتاريخ والوطن.

لو ختمت معك من خلال هذا الحوار عن مسارك المهني، ماذا تقول؟

مساري المهني متعب ومرهق ولم أجد يوما للراحة، لكن رغم التعب والإرهاق، وفقت كثيرا كوني حقّقت شيئا كبيرا، إنني تدرجت في العمل الإعلامي والتلفزيوني والسينمائي، فمن الصحافة المكتوبة في الجزائر إلى الصحافة الإلكترونية والتلفزيون في الخليج، إلى السينما بالولايات المتحدة الأمريكية، لو أستطيع أن ألخص مساري المهني فأنا رجل إعلامي مارس الإعلام باحترافية لسنوات طويلة، وشرف الجزائر في كل المحطات الداخلية والخارجية.

 

حاورته: وردة زرقين