دعوة إلى تثمين التراث المادي بقالمة

زخم حضاري وجب محاربة المعتدين عليه

زخم حضاري وجب محاربة المعتدين عليه
  • القراءات: 1376
وردة زرقين وردة زرقين

دعا المشاركون في اليوم الدراسي، تحت عنوان "البحث العلمي الأثري أداة تثمين وحفظ الذاكرة الوطنية"، الذي جرت فعالياته أول أمس، بالمركز الثقافي الإسلامي "مبارك بولوح" في قالمة، إلى  تثمين التراث وحفظ الذاكرة ومحاربة كل أشكال التعدي عليهما، من خلال القيام بالمزيد من الأبحاث، مؤكدين في الوقت نفسه، الزخم الأثري المادي الذي تتوفر عليه ولاية قالمة منذ فترة الحضارة النوميدية.

بالمناسبة، قالت الدكتورة عادل وافية، مديرة قسم علم الآثار التاريخي بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار، إنه تم وضع خريطة استراتيجية حربية لدراسة الاحتلال الروماني وتواجده في الجزائر، وكذا تثمين الحضارة الرومانية على حساب الحضارة المحلية النوميدية، حيث أفاد البحث أن الاستعمار الفرنسي، سعى إلى طمس هوية الشعب الجزائري ونشر أفكار خاطئة وتجسيد الحضارة الغربية.

في المقابل، تطرقت المتحدثة إلى الاكتشاف الأثري الجديد في الجهة الجنوبية الشرقية لبلدية قلعة بوصبع، حيث تم اكتشاف عدة قبور تعود إلى حقبة تاريخية قديمة، يفوق عددها 1000 قبر، وتم حفر 205 قبر، كما تبين هذه القبور، طريقة عيش السكان في تلك الحقبة، بالإضافة إلى عدة نقوش أثرية وأثاث، مضيفة أن عملية البحث في هذا الموقع لا تزال متواصلة.

من جهتها، قدمت الدكتورة صورية مديون في مداخلتها بعنوان "تسميات الأهالي لمنطقة قالمة من خلال دراسة بعض النقوش القديمة"، دراسة أسماء الأشخاص، إذ يمكن من خلالها، التعرف على أصولهم وتراثهم الأصلي، وأوضحت أنه من خلال دراسة النقوش والأسماء، يمكن التعرف على "الكُونة"، بحيث تنقسم "الكونة" المحلية إلى أربعة أقسام وهي: "كونة" من أصل جغرافي، "كونة" ليبية بونية، "كونة" في مقاطعة شمال إفريقيا، و"كونة" ليبية بونية مترجمة إلى اللاتينية.

وأضافت الدكتورة صورية مديون، أن كل "كونة" تنتهي بـ"أوزوس" هي ليبية بونية، وتدل على أفكار الخصوبة والوفرة والسعادة، مثل النباتات "فلوروس". كما أكدت وجود أسماء في قالمة حصريا، مما يبين أن أصلها بوني ليبي، مثل "ستورلينوس" الذي ينسب للإله الإفريقي "ستورن".   

أما نائب قائد فرقة حماية الممتلكات الثقافية للدرك الوطني بسوق أهراس، أبو زاهر هشام، فقد قدم توضيحا حول مهام فرقة حماية الممتلكات الثقافية، وقال إنها فرقة جهوية مختصة، يمتد اختصاصها الإقليمي إلى ست ولايات، من بينها ولاية قالمة، نشأت سنة 2020، وتقدم يد المساعدة للفرق الإقليمية، حيث تم تسجيل عدة تدخلات، من بينها حجز 2500 قطعة نقدية واكتشاف مواقع أثرية. 

يذكر أن اللقاء الدراسي، نظمته مديرية الثقافة والفنون لولاية قالمة، والمركز الوطني للبحث في علم الآثار، وعرف مشاركة دكاترة ومختصين من المركز الوطني للبحث في علم الآثار، وجامعة قالمة، وفرقة حماية الممتلكات الثقافية للدرك الوطني بسوق أهراس.