طباعة هذه الصفحة

عن دار المثقف

رياض وطار يوقّع ”حريم الفرطاس”

رياض وطار يوقّع ”حريم الفرطاس”
الكاتب والصحفي رياض وطار
  • القراءات: 1100
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

صدرت للكاتب والصحفي رياض وطار، مؤخرا، رواية جديدة بعنوان حريم الفرطاس عن دار المثقف، التفت من خلالها إلى فئة النساء المغتصبات من قبل الإرهابيين إبان العشرية الحمراء التي عرفتها الجزائر.

بهذه المناسبة قال الكاتب والصحفي رياض وطار لـ المساء، إن هؤلاء النسوة الضحايا وجدن أنفسهن في مواجهة واقع مرّ بعد أن تحررن من معاقل الإرهاب، فأراد أن يتناول معاناتهن من خلال كتابة رواية عنهن، وبالضبط عبر نسج قصة حب، جمعت صدفة بين ابن إمام ومومس كانت ضحية اغتصاب إرهابي جماعي.

وكشف وطارعن فحوى وتفاصيل روايته الجديدة. والبداية بزبير الطالب الجامعي الذي ينقذ الشابة كريستينا من الغرق في أحد الشواطئ، ويحاول التقرب منها، لكنها تصده بحجة أنها مخطوبة. وفي نفس اليوم يكتشف أنها بائعة هوى، فيصطدمان في ملهى ليلي، لتخبره بأنها ضحية إرهاب، تنكرت لها عائلتها والمجتمع بعد تحريرها من قبل قوات الجيش.

كما تدور الرواية في الفترة التي أعقبت قانون المصالحة الوطنية الذي زكاه الشعب. ويحاول زبير ابن إمام المسجد الذي كان منخرطا في الحزب المحظور، تخليص الشابة مما هي فيه، ليجد نفسه متعلقا عاطفيا بحورية ـ الاسم الحقيقي لكريستينا ـ التي أنسته حتى عشقه لحبيبته وزميلته في الدراسة سمية، التي تركته سابقا وتزوجت غصبا عنها من شخص تطلقت منه لاحقا في الغربة، بعد أن اكتشفت خيانته لها.

وفي سرد الأحداث التي بطلها هذا الشاب الذي كان حافظا للقرآن وجرّته رفقة السوء إلى الخمر والسهر في الملاهي الليلية، تأتي حادثة خروج ابن خالته من المعتقل، ثم موته غرقا لاحقا في أحد قوارب الموت وهو يبحث عن حياة أفضل.

ومع الوقت تنتقل حورية للعيش مع جارهم الشيخ عمي علي بعد خروجها من غيبوبة إثر إصابتها في حادث سير. ولكن تتوالى الأسرار المحيطة بحياة هذه الشابة التي أسرت لبّ البطل، ويتجلى سر آخر يتمحور حول ابنها الذي وضعته في الجبل ولم تتخل عنه مطلقا، وتسعى رفقة عمي علي جاهدة لدمجه في حياة جديدة، لكنها تفشل بعد أن يقدم هذا البرعم على الانتحار بحجة حاجته إلى حياة عادية مثل بقية الأطفال، ثم تلحق به والدته التي تنتحر خلف أسوار المشفى. وطمعا في سؤال أهلها عنها ينشر نعيا لها مع صورتها في جريدة وطنية رفقة رقم هاتفه، فيتصل به أحدهم على أنه شقيقها، ليتبين بعدها أنه إرهابي، فيتم اختطاف زبير خوفا من أن تكون لديه أي أسرار عنهم.

وبعد مرور شهر من الاختطاف تتصل الجماعة الإرهابية بأهل زبير أملا في دفع فدية، لكن لعجز العائلة تستغله الجماعة تحت طائل التهديد بتصفية عائلته، ويُجنَّد لوضع قنبلة في مبنى الحكومة، والتي تنفجر، مخلّفة وفاة الشاب الجامعي الحالم وشرطي الحراسة، ليظهر اسمه في اليوم الموالي في شريط الأخبار.

للإشارة، رياض وطار عضو سابق بالمكتب الوطني للجمعية الثقافية الجاحظية، التي أسسها وترأّسها إلى غاية وفاته الروائي الكبير الطاهر وطار، وحاليا رئيس الجمعية الثقافية نوافذ ثقافية التي كانت وراء إطلاق جائزة الطاهر وطار للرواية برعاية وزارة الثقافة. واحتلت روايته الأولى متاهات أنثوية الصادرة عن دار كنوز المصرية، المرتبة الأولى كأفضل رواية جزائرية في عام 2014، في استفتاء أجراه موقع أبوليوس الجزائري المختص في الرواية الجزائرية. كما شارك رياض في العديد من الفعاليات والندوات الثقافية داخل الجزائر، علاوة على تأسيسه أول طبعة للأيام العربية لسينما التحريك بالجزائر سنة 2012، وهي الأيام التي تُعد سابقة أولى من نوعها في العالم العربي. يشتغل في الصحافة المكتوبة بالجزائر باللغتين العربية والفرنسية منذ 1998 إلى يومنا، كما كان مراسلا ثقافيا لكبريات اليوميات والمواقع الإلكترونية العربية، على غرار الحياة اللندنية وجريدة القدس العربي والموقع الإخباري الفلسطيني دنيا الوطن والجريدة الإلكترونية ميدل إيست أونلاين، وحاليا يعمل بمتحف الإذاعة الجزائرية، ويساهم في المجال الثقافي مع إذاعة صوت العرب. وبالمقابل، صدرت له مجموعة قصصية باللغة الفرنسية هيبون، وبحوزته أيضا سيناريوهان لحصتين موجهتين للإنتاج التلفزيوني، إضافة إلى مخطوط رواية ثالثة تحمل عنوان خفافيش الظلام.