الكاتب الواعد فتحي بن مومن لـ "المساء":

روايتي خيالية لامست الواقع بعمق

روايتي خيالية لامست الواقع بعمق
الكاتب الواعد فتحي بن مومن
  • القراءات: 684
 حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

يهتم الكاتب الشاب فتحي بن مومن بالكتابة الأدبية والصحفية، وفي هذا صدرت له رواية "تعاهدنا لنقتل". كما يترأس المنظمة الوطنية للدفاع عن حقوق المتخرجين، بغرض الدفاع عن هذه الفئة ضد المحسوبية والبيروقراطية في عملية التوظيف.. "المساء" اتصلت به، وأجرت معه هذا اللقاء.

هل لك أن تقدم لنا تفاصيل عن روايتك "تعاهدنا لنقتل"؟

❊❊ تقدم رواية "تعاهدنا لنقتل" سردا لأحداث وأزمنة وأماكن كثيرة من نسج خيالي، لكن طبيعة الواقع الذي نعيشه جعلتها تبدو وكأنها حقيقية. وقد اعتمدت على الإسهاب في سرد الأحداث. وما ساعدني في ذلك نظرتي الشمولية، التي لم تقتصر على خبرتي الشخصية في الحياة، وإنما اشتملت على أحداث وطبائع وعادات وأزمنة قد لا تمسني. وقد جسدتُ كل هذا في 98 صفحة. أما عن عنوان الرواية فيمثل الواقع المزري الذي يعيشه بعض الشباب الجزائريين.

ماذا عن موضوع روايتك، وظروف كتابتها؟

❊❊ مزجت في روايتي الخيال والواقع المرير الذي يعيشه أغلب الشباب العرب بصفة عامة، والجزائري بصفة خاصة. وتحكي الرواية قصة شاب جزائري يعيش في إحدى الولايات الجنوبية، يمتهن الرعي في أعماق الصحراء. وفي يوم من الأيام يقرر التخلي عن أهله وحياته البائسة في سبيل الحصول على فرصة للهجرة إلى دولة أوروبية؛ سعيا وراء حياة أفضل، ليصطدم بواقع مرير، يكشف عن عنصرية فاضحة تجاه حاملي البشرة السمراء، فيدخل في حالة اكتئاب، وصراع نفسي، يحتّم عليه إما القتال أو الاستسلام للجنون.

وبالمقابل، كتبت عملي هذا في ظروف ملائمة رغم الخوف من الفشل وإهدار الوقت. ودائما كنت أجد من يحيي في نفسي الأمل، ويمدني بيد العون والمساعدة. ومن هذا المنبر أوجّه جزيل الشكر والعرفان لكل شخص ساعدني في إتمام كتابة مولودي الأول.

هل كان نشر روايتك بالأمر اليسير؟

❊❊ دائما كنت أسمع أن الكاتب بعد الانتهاء من تأليف روايته يجبَر على التجرد من عقلية الكاتب، ويتقمص شخصية التاجر القح، الذي يحسب مصروفاته بالمليم في عالم ممتلئ بالنصابين. وبعد بحث طويل وتواصل مع دور نشر كثيرة، وجدت دار نشر تونسية، وافقت على طباعة الرواية في المرحلة الأولى بمعدل مائة نسخة. وقد تَعذر علينا الطباعة والنشر مرة أخرى بسبب فيروس كورونا. وأتمنى طبع المزيد من النسخ في القريب العاجل.

تميل إلى الكتابة الصحفية أيضا، إلامَ يعود ذلك؟

❊❊ يمثل فن الكتابة الصحفية جوهر الصحف والأساس في نجاحها ورواجها. وكل نجاح تحققه إنما هو نتيجة جودة التحرير. أما عن نفسي ورغم تخصصي الجامعي في شعبة القانون واللغة الألمانية، إلا أنني أجد نفسي دائما أميل إلى العمل الصحفي والكتابة، والاطلاع على جديد السمعي البصري في الجزائر، لذلك أتمنى يوما ما أن تُسنح لي الفرصة لدخول هذا المجال، والتخصص في مجال كتابة النص الصحفي السياسي.

حدثنا عن المنظمة التي تديرها؟

❊❊ المنظمة الوطنية للدفاع عن حقوق المتخرجين البطالين، هي منظمة وطنية قيد التأسيس. تم تنصيب المكتب الوطني المؤقت، ويضم 25 عضوا من 22 ولاية. وبخصوص إدارتها، أعمل رفقة الزملاء والزميلات كعقل وجسد واحد، لإنجاح هذه المنظمة الحقوقية، وإعلاء حق الطلبة المتخرجين الذين يكابدون مرارة المحسوبية في التوظيف. ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا، ويجعل عملنا هذا في ميزان الحسنات.

هل أثرت جائحة كورونا على نشاطك؛ سواء الكتابي منه، أو المتعلق بالشطر الجمعوي؟

❊❊ نعم؛ فـجائحة كورونا أثرت، سلبا، على الجميع. وعن مساري الكتابي، توقفت عن الكتابة لمدة طويلة، وعوّضتها بالعمل الجمعوي، خصوصا أن الكثير من الأسر محدودة الدخل، تضررت جراء الجائحة، وهذا ما شجعنا على الزيادة في العطاء، وتسخير أغلب الوقت للعمل الجمعوي؛ سواء بمساعدة الأسر المتضررة، أو من ناحية تزويد المستشفيات بالمواد شبه الطبية؛ كالأقنعة الواقية والكمامات والمواد المعقمة.

هل تؤمن بما يسمى أدب الشباب؟ وهل أنت مع غربلته على مستوى دور النشر؟

❊❊ نعم أنا أؤمن بما يسمى أدب الشباب، أو أدب الشباب البالغين، أو أدب الخيال للشباب. وهو نوع من أدب الخيال، موجه للقراء الذين لايزالون في فترة الشباب. الفئة العمرية للشباب الذين يستهدفهم هذا النوع ما بين 12 سنة حتى 18؛ لأنني أعتبر هذا النوع من الأدب طريقا يفتح أبواب التألق أمام الكتّاب من فئة الشباب. وأدعو دور النشر إلى تقبّل كل الأعمال من طرف هذه الفئة، ومساعدتهم حتى يتسنى لهم العمل والعطاء أكثر وأكثر، للإبقاء على الطموح متقدا في أذهانهم ونفوسهم.

هل أنت بصدد كتابة عمل جديد؟

❊❊ نعم، أنا في المرحلة التحضيرية لكتابة عمل جديد. وهذه المرة سيكون عن الإسلام السياسي وظاهرة الإسلاموفوبيا وتأثيراتها على العرب بصفة عامة، والمسلمين بصفة خاصة. نسأل الله التوفيق، ونتمنى إنهاء العمل بسرور الخاطر وإعجاب القراء.