الكاتبة والصحفية زهرة مبارك لـ "المساء":

روايتي الجديدة ورقية ومسموعة أيضا

روايتي الجديدة ورقية ومسموعة أيضا
الكاتبة والصحفية زهرة مبارك
  • القراءات: 737
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

أرادت الكاتبة والصحفية زهرة مبارك أن تدخل الصالون الدولي للكتاب ببادرة فريدة من نوعها، تتمثل في تحويل روايتها الأخيرة "لا ذئب ولا حذاء أحمر"، إلى كتاب مسموع، مصحوب بموسيقى تأخذ بمخيلة القارئ إلى عالم آخر، إلا أنها كشفت لـ "المساء" عن عدم إتمامها مشروعها هذا بسبب اشتغال فريق العمل المصاحب لها بمشاريع أخرى حاليا.

لأن زهرة غير أنانية ولأن فريق العمل يعمل معها بالمجان، ارتأت أن تتريث إلى غاية تحرر زملائها من مهامهم والعودة إلى إتمام مشروع الكتاب السمعي، الذي لم يبق الكثير على وضع لمساته الأخيرة.

زهرة تحدثت إلـى "المساء" عن روايتها الأخيرة، التي قالت إنها تنتمي إلى أدب الرحلات، وهو أدب نادرا ما يُكتب عنه مثل أدب الرسائل، مضيفة أنها من خلال هذا الأدب، تُعرّف العالم بالوجهة السياحية الجزائر وتراثها وغير ذلك. كما يُعد فرصة لكي تكتب عن نفسها، وتضفي بذلك روحا لا يمكن أن ينفخها أي كاتب في رواية زهرة وإن كان قلما بارعا في مجال الأدب.

أما عن اختيارها كتاب الجيب فقالت إنها بحكم تخصصها في الماركيتنيغ وعلم الاتصال علاوة على تنشيطها برامج إذاعية وعلى اليوتوب والفايسبوك كذلك، تدرك ما يحبه القارئ، إضافة إلى كوننا نعيش في عصر "الساندويتش"، لذلك اختارت أن يكون كتابها في 70 صفحة لا غير، ومن ثم سترفقه بأسطوانة على شاكلة كتاب سمعي في ساعة وستة وأربعين دقيقة.

كتاب مسموع في عصر الكيتمان

عن هذه التجربة تحدثت زهرة إلـى "المساء"، وقالت: "في العادة لا ترافق الموسيقى الكتب السمعية"، إلا أنها قررت أن تكون روايتها "لا ذئب ولا حذاء أحمر"، عكس ذلك رغم ما كلفها من جهد كبير، مضيفة أنها استعانت بالفنان والمتخصص في الموسيقى المسرحية محمد زامي، الذي وضع العديد من المقطوعات الموسيقية على الكتاب المسموع، حسب مشاهده؛ فمثلا استعان بالموسيقى الوهرانية في بعض المشاهد التي تتعلق بوهران؛ باعتبار أن الرواية تجري أحداثها في عاصمة الغرب الجزائري، كما وضع مقطوعات رومانسية مصاحبة لبعض أحداث الرواية. وأضافت زهرة أن هذا الكتاب تحول من كتاب صوتي إلى مسرح إذاعي بشهادة المختصين. كما اعتمدت على صوتها لإنجاز هذا المشروع، فأصبحت هي الكاتبة والراوية، لتشير إلى بقاء 28 دقيقة من الكتاب، ليكون جاهزا ويصاحب الكتاب الورقي المحتفظ بسعره الحالي.

وتمنت زهرة لو تموّل وزارة الثقافة مثل هذه المشاريع، ونفس الشيء بالنسبة لصاحبي استوديوهات التسجيل، مشيرة إلى أنها تنحدر من مدينة داخلية لا تتوفر على إمكانيات كبيرة، ولهذا كان تسجيل عملها هذا صعبا. ففي البداية اقترح عليها صاحب أستوديو بتيارت تسجيل أربع ساعات فقط، فرفضت لاستحالة الأمر. وفي الأخير بمساعدة الصديقين يحي معلم وفتحي كافي، تم تسجيل الكتاب ولو كان ذلك في أستوديو تحت درجة حرارة 56 في عز الصيف.

وتحدثت زهرة عن مزايا الكتاب المسموع في زمن "بلوتوت" و«كيتمان"، مضيفة أن شباب اليوم يحملون سماعات في آذانهم بصفة شبة دائمة، وبالتالي تساهم بمشروعها هذا في زيادة المقروئية، إضافة إلى توفير هذا الكتاب لفئة المكفوفين، خاصة أنه يتميز بمرافقة الموسيقى، وهو ما يدفع بسامعه إلى تخيل نفسه في عوالم يحبها، أو أن ينتقل بخياله إلى عالم الرواية نفسها.

ورغبة منها في مواصلة هذا المشوار المهم، قامت زهرة بالاتفاق مع الروائي واسيني الأعرج، لتحويل روايته "طوق الياسمين" إلى كتاب مسموع، وقد تم ذلك فعلا، إلا أنها اصطدمت بمشكلة حقوق النشر، فلم ينزل العمل إلى السوق.

رواية عاطفية بدرجة فظيعة

أما عن موضوع الرواية فيدور، حسب صاحبة العمل، حول حياة امرأة جزائرية فلسطينية، تزور وهران في رحلة عمل بما أنها مسؤولة في مهرجان وهران للفيلم العربي. كما استوحت زهرة القصة من أحداث وقعت فعلا، تناولت فيها العنف العاطفي، إلا أنها غيرت من خاتمتها؛ لأنها أرادت أن تؤدب الرجال.

وفي هذا قالت صاحبة رواية "لن نبيع العمر" إنها لا تفهم كيف يرتكب الرجل والمرأة نفس الخطيئة، إلا أن الأول يواصل حياته بشكل طبيعي، في حين تُقاد المرأة إلى السجن ونحن نعيش في القرن 21، مشيرة إلى أننا نعيش التفتح في ظاهره فقط، إلا أن في باطننا أمورا مختلفة فعلا.

أما عن عنوان عملها الجديد فقالت إن الشاعر المهاجر عمار مرياش من اختاره لها، وأرادت أن تقول من خلاله إن المرأة أحيانا لا تفوز بفارس الأحلام ولا تنال ذئبا حتى، لتعود وتؤكد زهرة كتابتها عن الواقع باعتبارها امرأة ميدان، وأنها لا تكتب الخيال إلا في نهايات رواياتها، وكأنها لا تريد أن تضيّع فرصة كتابة أقدار أو تحديد نهايات الأشخاص.

"أبوليوس".. تجربة مميزة فعلا

وتحدثت زهرة المديرة التنفيذية لدار "أجنحة" للنشر، عن تحقيق مجلة "أبوليوس" الصادرة عن موقع فايسبوك يحمل نفس الاسم والذي يديره شقي بن حاج، رواجا كبيرا في الصالون، مضيفة أن هذه المجلة تبنتها دار "أجنحة" للنشر ورقيا. وسبب نجاحها وتحقيقها مبيعات مهمة، يعود إلى الحملة الدعائية التي قام بها مسؤولوها على فايسبوك، ولضمها مقالات مهمة من النقاد، إضافة إلى دعمها من طرف الناقد الأدبي محمد الأمين بحري.

وتحسرت زهرة على عدم وجود أي مجلة ثقافية في الجزائر. وتساءلت عن الأموال التي تُهدر في المهرجانات، في حين أن الساحة الثقافية الجزائرية تفتقد إلى مجلة ثقافية واحدة، لتأتي "أبوليوس" ليس لسد الفراغ، بل ربما لتكون بادرة خير بهذا النوع من الإصدارات. كما تأسفت عن قلة أو عدم اهتمام الإعلام وبالأخص السمعي البصري، بهذا المولود الجديد.