جيلالي خلاص بمكتبة "العالم الثالث":

روايات مازالت معطرة بالنكهة السياسية

روايات مازالت معطرة بالنكهة السياسية
الروائي جيلالي خلاص
  • القراءات: 557
مريم. ن مريم. ن

حل الروائي جيلالي خلاص، أول أمس، ضيفا على مكتبة "العالم الثالث" بالعاصمة، لبيع كتبه بالإهداء، والالتقاء بجمهوره الوفي الذي ارتبط بإبداعه منذ فترة السبعينات. وحرص خلاص على ضرورة تثمين مثل هذه اللقاءات؛ تعزيزا للأدب والفكر في المجتمع الجزائري. قال جيلالي خلاص خلال حديثه مع "المساء"، إن هذا اليوم خُصص "لتعريف القارئ الكريم بإنتاجنا، وفي نفس الوقت مناقشة آراء بعض المثقفين والصحفيين في مسألة القراءة، لا سيما قراءة الأدب".

وعن تنظيم اللقاء في هذا الوقت بالتحديد، رد موضحا: "هذا التوقيت يخصني شخصيا، ولا علاقة له بالحضور أمام القراء؛ ذلك أن هناك ذكرى جميلة تتعلق بروايتي الأخيرة "الرجل الذي يكتب على راحته"، علما أنني كتبت هذه الرواية بكل أحزانها وأتراحها، ولم أندم على ذلك". وفي ما يتعلق بدور الزمن والسنين في حياة الكاتب الإبداعية وما تمثله من تغيير ونضج، قال خلاص: "إن الزمن يلعب دورا كبيرا في نضج الكاتب وفي أسلوبه، وفي النهاية يزيده ذلك إبداعا. لقد كانت رواياتي الأولى تحمل الكثير من الوعي، لكنني أعتقد أن رواياتي الأخيرة ازدادت نضجا وإبداعا".

وبالنسبة لحضور البعد السياسي في أعمال خلاص، أوضح محدث "المساء" أن رواياته مازالت فيها النكهة السياسية، مثل روايته الأخيرة "الرجل الذي يكتب على راحته"، التي عالجت مخلفات فترة العشرية السوداء، وما تسبب فيها الإرهاب من مآس إنسانية، منها ظاهرة الانهيار العصبي، والجنون الذي مس الكثير. هذا الأمر كان خلاص الوحيد الذي تناوله، علما أن الرواية، في حد ذاتها، تحمل جانبا تأريخيا، كما تعالج ظاهرة الانتقام، قال: "قُتل الكثير من الجزائريين والجزائريات بسبب انتقام جيرانهم أو إخوانهم لعدم الاتفاق الإيديولوجي. كانت الشرطة أو رجال الدرك يحسبون هذه الجرائم من صنع الإرهابيين، بينما الحقيقة أنهم وقعوا ضحايا انتقام معارفهم أو أقاربهم. وكانت النساء والفتيات أكبر ضحايا الانتقام، فقد قتل المسلح الفلاني الفتاة أو المرأة التي طلبها عشقا أو طلبها للزواج ورفضته، وكان هذا القاتل المبرمج يأتي بجيشه من المسلحين، فيقتلون تلك الفتاة أو المرأة"، وفي الأخير أصبح المجانين كثرا في شوارع المدن الكبرى!

وكان خلاص تعوَّد على الكتابة على راحة يده اليسرى منذ الصغر وحتى اليوم. وفي صغره استعان بيده للكتابة؛ لأن الورق كان غاليا وبعيد المنال بحكم الفقر والعوز، فلم يكن خلاص الطفل يملك نقودا لشراء كراس أو أوراق يكتب عليها ما يشاء، مؤكدا أن ذلك كان منذ سنة 1963؛ أي مباشرة بعد الاستقلال. وكذلك الحال في رواية "زمن الغبار" التي صدرت قبل الحراك، وهنا قال: "النكهة السياسية التي أقصدها دوما في أعمالي، هي الأمل في تقدم بلادي الجزائر".