مهرجان البندقية السينمائي الدورة 82

"رقية" ليانيس كوسيم في مسابقة أسبوع النقاد الدولي

"رقية" ليانيس كوسيم في مسابقة أسبوع النقاد الدولي
  • 113
دليلة مالك دليلة مالك

يستعد المخرج الجزائري يانيس كوسيم، للمشاركة بفيلمه الجديد "رقية" (2025، 89 دقيقة) في الدورة 82 من مهرجان البندقية السينمائي بإيطاليا، ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولي، المرتقب تنظيمها في الفترة الممتدة من 27 أوت إلى 6 سبتمبر 2025. 

تدور أحداث "رقية" (إنتاج مشترك جزائري، فرنسي، قطري، سعودي)، في سياق مزدوج بين الماضي والحاضر، حيث يعود البطل، أحمد، إلى قريته في عام 1993، بعد تعرضه لحادث سير أفقده الذاكرة. يجد نفسه غريبا وسط أسرته، لا يتعرف على زوجته ولا أولاده، فيما يشعر أصغر أبنائه بالرعب من وجهه المغطى بالضمادات. تتعقد الأجواء أكثر عندما تبدأ زيارات ليلية من غرباء يهمسون بتعاويذ بلغة غريبة، فيثير ذلك تساؤلات حول هويتهم ودوافعهم، وتتصاعد الشكوك، خصوصا تجاه الجار الذي يفترض أنه صديق مقرب.

أما في الزمن الحاضر، فينقل الفيلم المشاهد إلى قصة راقٍ مسن يعاني من الزهايمر، يتابعه تلميذه بقلق بالغ، إذ تظهر عليه علامات ضعف متزايد، وتفتقد يده المرتجفة إلى إصبعها السبابة ـ علامة رمزية تنذر بشيء أعمق. في ظل استمرار حالات التلبس والحديث بلغات غامضة وانتشار مظاهر العنف، يخاف أحمد من أن تعود إليه الذاكرة وتحمل معها كوابيس الماضي، بينما يخشى التلميذ من أن يؤدي تدهور حالة معلمه إلى تحرير شر قديم دفين.

فيلم "رقية" يعكس توجه كوسيم نحو سينما تنبش في الذاكرة الجماعية، وتستكشف العلاقة بين الصدمة الفردية والخطر الغيبي، بأسلوب يمزج بين النفسي، والرمزي، والميتافيزيقي. وقد أثارت موضوعاته وأجواؤه الغامضة اهتمام النقاد، ما جعله يُدرج ضمن قائمة الأفلام المنتظرة في نسخة هذا العام من مهرجان البندقية.

الجدير بالذكر، أن يانيس كوسيم، من مواليد 1977، تلقى تكوينا سينمائيا في مدرسة "لافيميس" الفرنسية. أخرج عدة أفلام قصيرة نالت إشادة واسعة، أبرزها "خويا" الذي حاز جوائز في مهرجاني لوكارنو وأميان، وتم اختياره ضمن القائمة الرسمية لمهرجان كليرمون-فيران، إلى جانب فيلم "ختي" الذي واصل من خلاله الاشتغال على مواضيع حساسة في المجتمع الجزائري.

كما ساهم كوسيم في أعمال أخرى، منها الفيلم الوثائقي "صيف في الجزائر"، الذي عُرض لأول مرة في قصر طوكيو، وشارك في كتابة سيناريو فيلم "ما زلت أختبئ لأدخن" للمخرجة ريحانة أوبرماير، وفيلم "الجزائر حبيبتي" للمخرج لطفي بوشوشي. إضافة إلى ذلك، كان من بين المؤسسين لمبادرة "بلاتو 19"، وهي مجموعة من السينمائيين الشباب الذين يدعمون السينما المستقلة في الجزائر.