سليمان جوادي يهدي قرّاءه "البليدة"

رسالة لمدينة الورود

رسالة لمدينة الورود
  • القراءات: 1945
مريم. ن مريم. ن

نشر الشاعر الكبير سليمان جوادي على صفحته على فايسبوك، قصيدة بعنوان "البليدة"؛ تحية لها في المحنة التي تمر بها، وهو الذي أحب مدينة الورود، وبادلته، بدورها، الحب، وكرمته واحتضنت شعره وقامته. وتقدم "المساء" هذه الرائعة لتبقى توثيقا لهذا التاريخ.

كُرم الشاعر سليمان جوادي في البليدة منذ سنوات، وكانت في سهرة رمضانية. وحضر جمهوره البليدي الواسع، وطالبه بقراءة شعره، فقدم قصيدة دينية رائعة، وها هو اليوم يقدم قصيدته لهذه المدينة بعنوان "البليدة":

"ما للبليدة أوصدت أبوابها

وبكت على شرخ الشباب شبابها

من ذا الذي نشر الوباء بساحها

ورمى بسهم غادر فأصابها

جَلَّ المصاب فنكست أعلامها

وعن المسرّة أعلنت إضرابها

هُجِرَتْ شوارعها ورِيعتْ سوقُها

فاستنفرت لغياثها أترابها

تلك الورود الضاحكات بدورها

ذبلت وألقت للثرى أهدابها

قد ودّعت قبل الخريف بهاءها

واستبدلت بكآبة أثوابها

ما كنت أدري أن ساحة توتها

بعد المحبة تتقي أصحابها

وتشتت العشاق دون جريرة

وتُغيظ رغم وفائهم أحبابها

أبوابها السبع التي ما أغلقت

إلا لهول ضيعت أعتابها

وتغيرت سحناؤها فكأنها

بنت أضاعت بغتة ألعابها

وتفطرت فرط الحنين لأهلها

وشكت لرب العالمين غيابها

لهفي على زين المدائن إنها

أخفت علي عجيبها وعجابها

وأنا الذي مذ زرتها وعشقتها

آنست فيها عذبها وعذابها

أسفي على سهل تكاثر خيره

ومتِيجة ما خيبت طلابها

من كل فاكهة تجود وتنتقي

للوافدين رحيقها ورضابها

ها قد غدت مهجورة متروكة

عن غير بخل أمسكت أطيابها

وأطل من قمم الشرِيعة ناسك

خبِر البليدة دورها وشعابها

ليقول يا قوم اصبروا لمصيبة

فلسوف يُجْلي ربُّكم أسبابها

ويعيد للأرض البهية سحرها

ويزيل بعد الإصطبار مصابها".

للإشارة، فإن لجوادي عدة أعمال، منها "يوميات متسكع محظوظ" و"أغاني الزمن الهادئ" و"ثلاثيات العشق الآخر" و"يأتي الربيع" و"قصائد للحزن وأخرى للحزن أيضا"، و"رصاصة لم يطلقها حمة لخضر" وغيرها.

ويُعد سليمان جوادي من جيل السبعينات، الذي ترك بصمات جلية في المدونة الشعرية الجزائرية، وقدّم مع شعراء ذلك الجيل إضافة نوعية للقصيدة الحديثة في الجزائر وفي الوطن العربي.