ديسمبر 2015 شهد أكبر عدد من التظاهرات
رزنامة المهرجانات في الجزائر بحاجة إلى مراجعة

- 814

شهدت سنة 2015، برمجة غير متوازنة للمهرجانات والتظاهرات الثقافية الدولية والوطنية، تجلت أكثر خلال شهر ديسمبر المنصرم، حيث تزاحمت العديد من المواعيد وأهمّها السينمائية من أجل تنشيط المشهد الثقافي، بتنظيم ثلاثة مهرجانات مهمة، تتعلّق بإطلاق الدورة الأولى لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، ودورة استثنائية لأيام الفيلم العربي المتوّج بقسنطينة، ومهرجان الجزائر الدولي للسينما، إلى جانب أيام الفيلم الملتزم... حتى وإن اختلفت الأماكن التي احتضنت الأحداث، إلا أنها نُظّمت بشكل مضغوط في فترات متقاربة، الأمر الذي يجعل باقي الأيام والأشهر من السنة فارغة من أيّ نشاط، ويوحي بشلل في الحركة الثقافية الجزائرية، لذلك توجّب إعادة توزيع هذه المهرجانات توزيعا مدروسا، فاحتدام أكثر من خمس تظاهرات في شهر ديسمبر فقط يحيل إلى تساؤلات عديدة، ربما يفسّرها البعض بتبرير الميزانية السنوية، فيسارعون الزمن لتنظيم تلك التظاهرات باستعجال.
المتصفّح لموقع وزارة الثقافة والمشاهد لرزنامة المهرجانات المنشورة فيها، سيفاجأ بالتواريخ التي لا ينطبق جلّها على الواقع، والأمثلة كثيرة جدا، فيجد الراغب في المشاركة في مهرجان سينمائي أو مسرحي أو موسيقي نفسه حائرا بين ما يشاع وينشر في الإعلام، وما هو مقنّن في مراسيم، كما أنّ عددا من المهرجانات كسب احتراما واسعا وطنيا وإقليميا، لكنّه تراجع بسبب تغيير المواعيد، وهو أمر لا يخدم سمعة أية تظاهرة. كما أنّ الجانب الإعلامي لم يؤخذ بعين الاعتبار، ذلك أنه لا يمكن تغطية كلّ تلك الأنشطة الثقافية بالشكل الجيد، وهي مبرمجة دفعة واحدة، والمتعارف عليه أنّ الصحافة تعدّ شريكا حيويا في نجاح أية تظاهرة كانت، لكن يبدو أنّ القائمين على هذا المسعى غفلوا عنه. وإلى جانب الراغبين في المشاركة والحضور الإعلامي، يبقى التوافد الجماهيري الحلقة الأكبر التي يُعنى بها، وإن تمّ إحضار أهم الأسماء الفنية والنجوم، وغطت الصحافة مجريات التظاهرة، ولو لم يكن موعدها مناسبا لعامة الناس، فهو في مواجهة مع تذمّرهم، والأكثر من ذلك أنّ العديد من المهرجانات عرفت مواعيد قارة سنويا، لكنها مؤخرا عرفت تذبذبا، مما يجعل المواطن الدؤوب على متابعة فعالياته ينساه إن غيّر توقيته.