طباعة هذه الصفحة

رحيل توني موريسون جوهرة الرواية السوداء

رحيل توني موريسون جوهرة الرواية السوداء
الروائية الأمريكية توني موريسون الحائزة على جائزة نوبل للآداب سنة 1993
  • القراءات: 518

برحيل الروائية الأمريكية توني موريسون الحائزة على جائزة نوبل للآداب سنة 1993، تفقد الرواية علما من أعلامها المعاصرين، وهي التي حرصت على الانتصار للقضايا الإنسانية في أعمالها، ولم تهادن في مواقفها تجاه العنصرية، وصدّرت هويّتها كامرأة من أصول إفريقية عانت الظلم والاضطهاد لكنّها لم تلجأ إلى الانتقام، بل سعت إلى فهم الآخر، والعمل على تفكيك منظومته القيمية التي تنتقص من المختلفين عنه، من خلال إظهار ثراء التنوع وجمالياته العابرة للحدود والأعراق.

وتُعد موريسون من أبرز الكاتبات بين الزنوج في أمريكا، وكانت عملت مستشارة ومحررة في إحدى دور النشر لسنوات، وذلك قبل أن تتفرغ لعملها الخاص، وتحقق النجاحات في عالم الأدب والخيال بعيدا عن عملها التحريري وإصرارها على البحث عن سبيل لتحقيق حلمها الشخصيّ، الذي كان يلحّ عليها بوجوب البحث عنه وتحقيقه.

وتناولت توني موريسون في كتابها صورة الآخر في الخيال الأدبي، جوانب من تأثير محيط الكاتب وتنشئته وتربيته على خياله، وكيف يتمظهر الآخر في كتابته، وكيف يتجسد هو بالنسبة للآخر بعد الكتابة. وتستذكر موريسون لحظة مواجهتها الأولى مع قلق الكتابة، وكيف حدث لها ذلك أثناء حفل موسيقي للويس أرمسترونغ، حين كانت في التاسعة عشرة أو العشرين من عمرها. وتصف كيف طفقت دقات قلبها تتسارع حتى صارت أقوى من الموسيقى، فارتجت ضلوعها وضغطت على رئتيها حتى انحبس عنهما الهواء، كما تقول، وأصابها التفكير في الموت، وسط التشنجات وضربات الأقدام والحشد الهائل بالذعر، ففزعت إلى الشارع مثل شخص أصابه مسّ.

جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قام بمنح موريسون وسام الميدالية الرئاسية للحرية.