شكل صوت العرب في أمريكا الجنوبية

رحيل المفكر الفلسطيني التشيلي أوخينيو شهوان

رحيل المفكر الفلسطيني التشيلي أوخينيو شهوان
المفكر الفلسطيني التشيلي أوخينيو شهوان
  • القراءات: 457

نعت الجالية الفلسطينية في تشيلي، أحد أبرز مفكريها وقادتها البروفيسور أوخينيو شهوان، الذي وافته المنية مؤخرا، عن عمر يناهز الـ68 عاما. وقد نذر البروفيسور الراحل أوخينيو شهوان، حياته لخدمة القضية الفلسطينية، حيث نشر الوعي الوطني في صفوف الجالية الفلسطينية في تشيلي، وشحن الطاقات التضامنية في أمريكا اللاتينية مع قضية بلاده.

تعرف القضية الفلسطينية حضورا بارزا لدى الباحثين والمفكرين في أمريكا الجنوبية، رغم بعد المسافة، فإن هذا الحضور مرده عدد من الكتّاب والباحثين ذوي الأصول الفلسطينية والعربية، الذين روجوا للفكر والثقافة العربيين، حتى أن كُتابا كبارا من طينة ماركيز وبورخيس يشهدون بتأثير أشهر كتاب عربي "ألف ليلة وليلة" الكبير عليهم. ومن بين ذوي الأصول العربية الذين روجوا للفكر والأدب العربيين، البروفيسور أوخينيو شهوان، الذي رحل مؤخرا.

ولد البروفيسور شهوان في مدينة سانتياغو من عائلة تنحدر من بلدة بيت جالا الفلسطينية، وتلقى تعليمه في الأدب واللغة والفلسفة العربية في جامعة تشيلي. ومن باب حرصه على التواصل مع الوطن العربي، طلب العلم في الجامعة الأمريكية في القاهرة وجامعة "عين شمس"، ليتخصص في مجال الفكر العربي الأندلسي وتأثيره على الثقافة الإسبانية، تحت إشراف الدكتور سليمان العطار.

عام 1978، تم تعيين شهوان أستاذا في مركز الدراسات العربية في جامعة تشيلي، حيث أعاد هيكلة العديد من برامج المركز وقام بجمع كمّ وافر من التبرعات لخدمة أهداف المركز الأكاديمية. كما شغل عددا من المناصب الهامة على مستوى جامعة تشيلي، آخرها رئاسة دائرة الاتصالات والعلاقات الأكاديمية في كلية الفلسفة والإنسانيات بين عامي 2010 و2018.

لعب البروفيسور شهوان دورا محوريا في نشر الثقافة العربية في أمريكا اللاتينية، حيث أسس عددا من البرامج الأكاديمية في الدراسات الشرق أوسطية وعلوم الآثار المصرية والفنون العربية والإسلامية والدراسات الاجتماعية والسياسية المعاصرة في العالم العربي، بالإضافة إلى تصميمه وتنفيذه برنامج بكالوريوس الدراسات الدولية في جامعة تشيلي.

كما روج الراحل في اللغة الإسبانية لكوكبة من المفكرين العرب القدامى والمعاصرين، كابن طفيل وابن رشد وإدوارد سعيد ومحمود درويش، وأثر بشكل أساسي في صياغة وعي جيل كامل من الباحثين البارزين في مجال الدراسات العربية في تشيلي ككمال قمصية ورودريغو كرمي وريكاردو مرزوقة وسباستيان ساليناس وموريسيو عمرو وماريا أولغا صمامي وموريسيو باروس وإسبرانزا ياروفي. استضاف عددا كبيرا من الباحثين في الشؤون العربية والفلسطينية كإيلان بابيه وعادل حكيم وبيدرو مارتينز ليلو ونور مصالحة ورشيد الخالدي وعبدالرزاق التكريتي وجوزيف مسعد.

نذر البروفيسور شهوان حياته لخدمة القضية الفلسطينية، حيث نشر الوعي الوطني في صفوف الجالية الفلسطينية في تشيلي وشحن الطاقات التضامنية في أمريكا اللاتينية مع القضية الفلسطينية، وكان أحد أبرز الأصوات العاملة في الأمريكتين على خدمة الثوابت الفلسطينية، لاسيما تحرير كامل التراب الوطني وتطبيق حق العودة.

حصدت كتب البروفيسور أوخينيو شهوان عدة جوائز، منها جائزة "CHAC" لعامي 2015-2016، والذي استلمها تقديرا لكتابه "البنيان الإسلامي للكوميديا الإلهية"، كما تم تكريمه رسميا من قبل جامعة تشيلي تقديرا لإنتاجه ومجهوده الأكاديمي الضخم على مدى أربعين عاما.