بعد إصابتهم بفيروس كورونا

رحيل أسماء ثقافية وازنة في الساحة الجزائرية

رحيل أسماء ثقافية وازنة في الساحة الجزائرية
  • القراءات: 875
لطيفة داريب لطيفة داريب

شهدت الساحة الثقافية والفكرية الجزائرية، نهاية الأسبوع الماضي، رحيل أسماء وازنة بعد إصابتها بفيروس كورونا، تاركة وراءها فراغا كبيرا، وفي نفس الوقت بصمات، أدخلتها في خانة الأبدية.

اتسم بالحيوية والثقافة الواسعة إضافة إلى عشقه للفن السابع، ومساندته لفناني بلده، إنه الفنان الكبير سعيد براهيمي المدعو سعيد حلمي، الذي انتقل إلى بارئه في سن 82 بعد إصابته بفيروس كورونا.

وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بعث برسالة تعزية إلى عائلة الفنان المرحوم سعيد حلمي، تم نشرها على صفحة رئاسة الجمهورية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، جاء فيها: “تلقيت بتأثر وأسى، نبأ انتقال الفنان المرحوم سعيد حلمي إلى جوار رب العزة، متأثرا بإصابته بكوفيدـ19، تولاه المولى، عز وجل، بالرحمة والمغفرة. وفي هذه اللحظات الأليمة التي نودع فيها واحدا من المشاهير الذين ساهموا بمواهبهم وإبداعاتهم في إثراء الإنتاج التلفزيوني والسينمائي على مدى سنوات طويلة، وتركوا بصماتهم الواضحة في العديد من الأعمال الفنية الهادفة والراقية، واستحق بجدارة لدى جمهور المهتمين بالثقافة والفن في بلادنا، كل التقدير والاحترام”. وأضاف الرئيس تبون قائلا: “وأمام هذا المصاب الجلل، أتوجه إلى عائلة الفقيد وإلى الأسرة الثقافية والفنية، بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم الجميع جميل الصبر والسلوان. عظم الله أجركم. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وبدورها، نعت الدكتورة وفاء شعلال، وزيرة الثقافة والفنون، نبأ رحيل الفنان الكبير سعيد براهيمي المعروف فنيا باسم سعيد حلمي، بعد عقود من العطاء والإبداع في مجالات المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون.

واعتبرت السيدة وزيرة الثقافة والفنون، فقدان الأسماء الكبيرة على غرار سعيد حلمي، خسارة كبيرة للمشهد الفني والثقافي الجزائريين. وكتبت أيضا في صفحتها على فايسبوك: “وإذ تعزي السيدة الوزيرة الساحة الفنية وأهلها بوفاة الفنان الكبير عموما وعائلته خصوصا، فإنها تحيّي المسار الوطني لجيل حلمي. وتؤكد أن حضوره سيبقى في ذاكرة الأجيال من خلال عشرات الأعمال الفنية”.

وتوفي أيضا الباحث في علم آثار ما قبل التاريخ عبد القادر حدوش، والمعروف بأبحاثه العلمية في مجال علم الآثار وحفظ التراث، عن عمر ناهز 67 سنة.   

ووُلد الفقيد سنة 1954 بالثنية بولاية بومرداس. وتقلد عدة مناصب، منها مدير المتحف الوطني الباردو (1989 - 1994)، ومدير ديوان الحظيرة الوطنية للأهقار (تمنراست). 

وأنجز عبد القادر حدوش الذي كان باحثا في المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، عدة أعمال بحثية، ومساهمات حول المعالم الجنائزية بالأهقار. كما تحصّل الفقيد في 2010 على دكتوراه في علم آثار ما قبل التاريخ. واشتهر في هذا المجال ببحثه المتميز حول المعالم الجنائزية للأهقار، وكذا مساهماته الهامة في إعداد مخطط تسيير الأهقار. 

وعبّر المدير الوطني للحظائر الثقافية الجزائرية والتي كان الفقيد مستشارا في إعداد مخطط تسييرها في رسالة تعزية لعائلة الفقيد، عبّر عن “أسفه لرحيل هذا الباحث المرموق في مجال علم الآثار وحفظ التراث الثقافي الجزائري”.

كما نعت مديرة رياس قصر البحر السيدة فايزة رياش، رحيل أستاذها حدوش. وكتبت في صفحتها على فايسبوك: “حزينة جدا لرحيلك أستاذي، الباحث والمختص في ما قبل التاريخ الأستاذ حدوش عبد القادر في ذمة الله. كلمني يوم الخميس الماضي، وآخر كلامه كان: “يا ابنتي عودي إلى الجامعة، العمل الإداري يصيب الإنسان بأمراض. حافظي على صحتك؛ فهي الأهم في حياتك”.

كما رحل عن عالمنا الكاتب المسرحي والسيناريست طايلب حسين عن عمر ناهز 55 سنة.

وألّف الراحل، وهو من مواليد الجزائر العاصمة في 1966، العديد من نصوص الأعمال المسرحية والمسلسلات التلفزيونية. كما شغل منصب مستشار ثقافي بمديرية الثقافة لولاية تيبازة.

ومن بين هذه المسرحيات “أين تركت السيف؟!” (1997)، و"ليلة القبض على جحا” (1998)، ومونودرام “المشرد” (1999)، وكذا “بني كلبون” (2006)، و”الغوثية” (2008). كما عمل مع العديد من المسارح الجهوية.

وقد كتب الراحل العديد من نصوص السيتكومات الدرامية، أبرزها سيناريو الجزء الرابع من مسلسل “جحا” رفقة الكاتب أحمد رزاق في 2006، وسيناريو جزئه الخامس في 2010، وسيناريو السلاسل الفكاهية “روح بالعقل” (2006)، و”ريحة لبلاد” (2009)، و”ماني لويزة” (2016).

وكان الفقيد شارك في عدة مهرجانات مسرحية وطنية. كما نال شرف العضوية في عدة لجان تحكيم مهرجانات مسرحية وطنية، وقد نشط أيضا عدة ندوات حول المسرح والدراما في الإذاعة والتلفزيون.

وكتب الفنان التشكيلي عبد الرحمن بختي عن رحيل صديقه حسين. وقال إنه التقاه منتصف الشهر الماضي بمكتبة محمد فنجال بشرشال، التي احتضنت معرضا للفنون التشكيلية. أما المسرحي ابن مدينة بواسماعيل مهدي قاصدي، فكتب أن بعد وفاة حسين طايلب لا يوجد من يدافع عن فناني تيبازة ويتذكرهم بمديرية الثقافة لولاية تيبازة. كما كتب في فايسبوك: “شكرا حسين على كل شيء قدمته لي، شكرا على كل تشجيع، شكرا على كل معلومة قدمتها لي، كنت سندا لكل الجمعيات الثقافية ولكل الفنانين عبر إقليم ولاية تيبارة”.

وبالمقابل، تلقّت أسرة دار خيال للنشر والترجمة بحزن شديد، خبر رحيل الباحث والأكاديمي د. “محمد لمين مستاك”، متأثرا بإصابته بفيروس كوفيد 19.

وكتبت في منشور لها على فايسبوك: “الباحث عُرف عنه نشاطه الواسع في مجال العلوم السياسية؛ سواء من خلال منصبه كأستاذ محاضر بجامعة خميس مليانة أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

وصدر للراحل عن “خيال”، كتاب “الأزمة في الساحل الإفريقي”، والذي سبق عرضه في أكثر من مناسبة، ولاقى اهتماما لافتا.

وبهذه المناسبة الأليمة تُعزي “خيال” عائلة الفقيد والأسرة الجامعية، وكل من عرفه وشهد خصاله النبيلة التي تؤهله للخلود في ذاكرة الجميع.

ومن جهته، تقدم وزير الاتصال البروفسور عمار بلحيمر بخالص عبارات التعازي وأصدق مشاعر المواساة لعائلة الفقيدة السيدة “حسينة عزيزي” أستاذة بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1، التي وافتها المنية إثر مضاعفات فيروس كورونا، سائلا المولى تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته وغفرانه، ويلهم أهلها ومحبيها جميل الصبر والسلوان.

وجاء أيضا في منشور للمسرح الجهوي لسكيكدة، “بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تلقّى المسرح خبر وفاة الفنان شوار عباس. وعلى إثر هذا المصاب الجلل يتقدم طاقم المسرح الجهوي سكيكدة وعلى رأسهم السيد المدير عطية سفيان، بتعازيهم الخالصة لعائلة الفقيد، داعين الله عز وجل أن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة”.

ورحل الفنان عباس ابن مدينة العلمة عن عمر ناهز 57 سنة. وعُرف بأنه كان جريئا لا يخاف من قول الحق، كما كان عاشقا للفن الرابع.