مهرجان المسرح المحترف يستحضر ”صونيا”

رحلة التنافس على الخشبة تنطلق

رحلة التنافس على الخشبة تنطلق
مهرجان المسرح المحترف يستحضر ”صونيا”
  • القراءات: 649
❊ دليلة مالك ❊ دليلة مالك

ثمّن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي لدى افتتاحه المهرجان الوطني للمسرح المحترف، سهرة أول أمس بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، تسمية الدورة الجديدة باسم المسرحية الكبيرة سيدة الخشبة صونيا، التي طالما أبدعت على خشبة باشطارزي وفي الكثير من المسارح الوطنية وحتى في خارج الوطن، وأسهمت في رقيّ المسرح الجزائري بأدائها القوي والمتميز؛ ممثلة ومخرجة ومسيّرة وفاعلة في الحياة الثقافية.

 

قال الوزير إن تكريم صونيا هو عرفان للراحلة بجهودها في الاهتمام بقضايا الخشبة الجزائرية، وانتصارها لقضايا المجتمع التي حملتها في أعمالها. وأضاف أن هذه الطبعة تتميّز بالنصوص والأعمال التي قدمتها أسماء شابة من الجيل الجديد، الذي اعتبره الوزير أمل المسرح الجزائري، مؤكدا في السياق نفسه، أنه يشجع الأجيال الشابة خاصة الجمعيات والتعاونيات المسرحية، التي تسعى لتقديم الأفضل. وذكر ميهوبي أن أعمال الجيل الجديد من المسرحيين إضافة إلى رصيد أبي الفنون الجزائري، حيث يشكل، حسبه، واجهة المسرح العربي بامتياز؛ بتتويجه بالجوائز والألقاب كلما شارك في أي مهرجان خارج الجزائر، مما يشكل تتويجا للعمل الجاد الذي يقوم به المسرحيون الجزائريون رجالا ونساء. وتابع يقول: إنّ وزارة الثقافة لن تبخل بمدّ يد العون للمسرح الجزائري كلما كانت الإمكانات سانحة لذلك. وتأكدوا دائما أننا نشعر بالمسؤولية تجاه الفن الرابع؛ لأن المسرح ارتبط بالقضية الوطنية، فكبار المسرح الجزائري كانوا بالأمس إبان الثورة، ممثلين مدافعين عن قضيتهم، وبعد الاستقلال حملوا هموم المجتمع.

وأعلن ميهوبي أنه عرفانا بما قدّمه المسرح الجزائري والسينما الجزائرية للجزائر عبر تاريخها، وُضعت فكرة التأسيس لليوم الوطني للمسرح، والتأسيس لليوم الوطني للسينما في إطار تقديم الأفضل للثقافة والحركة المسرحية الجزائرية، وعرفانا بكل الذين أسهموا في وضع لبنات الثقافة المسرحية والسينمائية. وأشار ميهوبي إلى جائزة مصطفى كاتب الدولية للدراسات المسرحية الجزائرية، التي ستوزع خلال المهرجان، والتي أثبت من خلالها أن المسرح الجزائري فرض نفسه بتجربة قوية وعميقة في المسرح العربي والعالمي أيضا، مبرزا تجربة علولة التي تُدرَّس في العديد من معاهد المسرح العالمية في أوروبا وغيرها، وعليه قال ميهوبي: علينا ألا نستهين بالتجارب التي نقدّمها للمسرح الجزائري، وأن نعمل على المزيد من الدراسات النقدية والأكاديمية، ونشجّع المبادرات التي تقوم بها بعض الجمعيات الثقافية، من بينها جمعية نوميديا الثقافية من مدينة برج بوعريرج، واستحداثها جائزة امحمد بن قطاف للكتابة المسرحية الموجهة للكبار والأطفال، وما أحوجنا إليها! وعليه فمسؤوليتنا جميعا أن ندعم أي مشروع موجه للأطفال.

من جهته، قال محمد يحياوي محافظ المهرجان إن هذه الدورة تأتي وفاءً لمسيرة جيل مضى، واعترافا بجهود أجيال تصنع اليوم أمجاد المسرح الجزائري وتجتهد ليصل هذا الفن الراقي إلى أعلى المراتب وأفضل المستويات. وأضاف أن صونيا هي شمعة مضيئة من جيل الإبداع والتميز، وعليه رأت محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أن ترفع بكل فخر واعتزاز، هذه الطبعة إلى روح الفنانة القديرة، وتصفها بسلطانة المسرح الجزائري.

وكشف يحياوي أن محافظة المهرجان هذه السنة، حرصت على التنوع في الأعمال التي ستمر على ركح المسرح الوطني، وهي فرصة للممثلين المسرحيّين والنقاد للقاء والنقاش والحوار حول قضايا المسرح والحياة، وفرصة أيضا للجمهور للتعرّف على الجديد، ومناقشة المبدعين؛ من مخرجين وكتّاب وممثلين من خلال الجلسات النقدية التي تعقب العروض المشاركة.

وبالعودة إلى حفل الافتتاح، قدّمت الممثلة نسرين بلحاج مقطعا من مسرحية فاطمة أشهر أعمال الراحلة صونيا التي أخرجها زياني شريف عياد، بمناسبة تكريم الراحلة وإطلاق اسمها على الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح المحترف.

وعرفت هذه الطبعة تكريم كل من الفنان يوسف تعوينت ورابح علال نظير إسهاماتهما في المسرح. كما عرض المخرج علي عيساوي شريطا يلخّص أبرز المحطات المسرحية في حياة صونيا. للإشارة، أعطى مسرح بجاية إشارة انطلاق عروض المسابقة الرسمية بمسرحية حزام الغولة. وستستمر  التظاهرة بجملة من النشاطات، فإلى جانب العروض داخل وخارج المسابقة الرسمية سيشهد المهرجان تنظيم ندوات وموائد مستديرة لمناقشة العروض المشاركة، ومقاربة الحركة المسرحية، وإشكالات الخشبة في الجزائر وتونس وسوريا، وقراءات شعرية وتوقيع كتب.