طباعة هذه الصفحة

”اعتني بنفسك” بوهران

رحلة البحث عن الحب

رحلة البحث عن الحب
فيلم ”اعتني بنفسك” للمخرج الجزائري محمد لخضر تاتي
  • القراءات: 800
ج.الجيلالي ج.الجيلالي

رغم الدعاية الكبيرة التي روجت لفيلم اعتني بنفسك للمخرج الجزائري محمد لخضر تاتي، الذي تم عرضه أوّل أمس، بقاعة سينما السعادة بمدينة وهران، إلاّ أنّ الحضور كان متواضعا جدا والسبب يبقى ـ حسب المنظمين ـ مجهولا تماما، وهو الأمر الذي أزعج المخرج الذي لم يجد ما يفسّر به هذا الغياب سوى أنّه استسلم  للأمر الواقع.

الفيلم الذي كان من المنتظر أن يتم عرضه على الساعة الخامسة بعد الزوال، تأخر عرضه بأربعين دقيقة على أمل أن يتوافد الجمهور إلى قاعة العرض المتواجدة بوسط مدينة وهران، وهي واحدة من أجمل القاعات.

انطلق العرض على الخامسة وأربعين دقيقة ليمتد طيلة ساعة و58 دقيقة، وتم فيه الانتقال بين مختلف أحياء العاصمة  وسعيدة وبسكرة وكذا بلدية أولاد جلال ببسكرة، حيث حاول المخرج تاتي، أن يغوص في تفاصيل اشتغل عليها طيلة ثلاث سنوات كاملة، تجوّل فيها بين هذه الولايات بحثا عن مكنون الحب عند الجزائريين  من مختلف الأعمار والمستويات الثقافية والمناطق الحضرية والريفية والبدوية، انطلاقا من الأطفال الذين عبّروا بكل عفوية عن الحب ومدى حضوره في حياتنا، ثم الحديث مع الشباب الذي ربط الحب بالزواج، علما أن بعض الشبان والشابات عرضوا تجاربهم العاطفية ووجهات نظرهم في الموضوع بكلّ شفافية وحرية دون خجل من أحد. المخرج محمد الطاهر تاتي، قال إنّه حاول من خلال هذا الفيلم الوثائقي العمل بكلّ حرية لا سيما وأنّه حمل همّه بيده وتجوّل حرا في الشارع بالكاميرا، والتقى بمختلف الناس من شتى الأعمار وتناول معهم الموضوع بكلّ بساطة دون أن يحاول التدخل أو التوجيه، ليصل بسهولة إلى عمق أفكارهم ومواقفهم، وكذا اكتشاف بعض التقاليد والأعراف الجزائرية، وكيف انتقل الحب عبر الأجيال ومدى الاختلاف في كيفيات البوح والتعبير سواء من جانب المرأة  أو الرجل والنهايات التي يمكن أن ينتهي إليها.

وفي هذا السياق، نقل المخرج عددا من الحالات التي تنتشر بكثرة في المدن والقرى الجزائرية لا سيما وأن منها من تنتهي بعلاقة زواج والكثير منها ينتهي بالطلاق، مثلما حدث لذلك الشيخ الذي اعترف أنّه كلّما تذكر طليقته لا يكون في مزاج جيد، أو تلك المرأة البسكرية التي تعترف أنها ارتبطت بزوجها لأنه من العائلة ولم تتعرف عليه إلا ليلة الزفاف، وغيرها من القصص الأخرى التي عرى المخرج من خلالها الواقع الحي والمر، حيث اعترف أحد الشباب أنه يعلم علم اليقين أنّ صديقته سبق وأن خانته مع غيره لكن حبه لها جعله يغفر لها زلتها.  وإلى جانب هذا فضّل المخرج تاتي إبراز الكثير من النقاشات، لا سيما تلك المتعلقة بالثقة ما بين المقبلين على ربط علاقة عاطفية (قد تنتهي بالزواج وقد لا تستمر) وتوقف عند خصوصية العلاقة عند الفتاة على اعتبار أنها ليست المحرك الأول للعلاقة فالرجل هو غالبا ما يملك قرار استمرار العلاقة من عدمه وكما قال أحد الشباب إنّه لا يقبل أن يقال عنه أنّه تزوج أو ارتبط بفتاة كان لها ماض مع غيره، وبالتالي قد يشار له بالبنان إذا ما ارتبط بها. من جانب آخر اعترف المخرج أنّه من خلال الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه بقاعة السعادة بوهران، حاول أن يقدّم نقاشا مفتوحا وحرا متعلقا بالحب الذي لا يمكن حصره في قالب معين، حيث أنّ لكلّ إنسان خصوصيته وظروفه النفسية والاجتماعية.