معرض الكتاب يكرم الراحل بوعلام بسايح

رجل الدولة الذي اهتم بالتاريخ واعتنى بالأدب

رجل الدولة الذي اهتم بالتاريخ واعتنى بالأدب
  • القراءات: 1196
 دليلة مالك دليلة مالك

كرمت محافظة الصالون الدولي للكتاب، الأديب ورجل الدولة بوعلام بسايح الذي وافته المنية في جويلية المنصرم، في ندوة حضرتها عائلة الفقيد وعدد من الوزراء وبعض الأسماء الثقافية الجزائرية، أول أمس، واحتضنها فندق «الهيلتون» بالجزائر العاصمة.

بعد عرض شريط يسرد جزءا من حياته، اعتلى وزير الثقافة منصة التكريم وألقى كلمة أشاد فيها بمناقب الرجل، وقال بأن بسايح قدم حياته للوطن واتسم بالهدوء، على عكس الذين يثيرون الجعجعة. كما أن من يعرفه يدرك أنه قليل الكلام، كثير السماع، وكان له دور كبير أثناء الثورة.

قال الوزير بأنه مثلما اهتم بسايح بالتاريخ اعتنى بالأدب، وكتب عن محمد بلخير وعبد الله بن كريو، وتناول القضايا الفكرية بين الأمير عبد القادر والإمام شامل الداغستاني في كتاب «من الأمير عبد القادر إلى الإمام شامل، بطل الشيشان والقوقاز».

وذكر ميهوبي الحاضرين برائعة العمل السينمائي «بوعمامة» الذي يروي قصة كفاح أحد رموز المقاومة الجزائرية ضد المحتل، مشيرا إلى أن الراحل ترك نصين سينمائيين عن الأمير عبد القادر والمقراني، هما أمانة على عاتق وزارة الثقافة لتجسيدهما في عملين سينماتوغرافيين.

أشاد ميهوبي بالمسار النضالي لفقيد الجزائر، المؤرخ والمجاهد والأديب والسياسي بوعلام بسايح، مؤكدا على وطنية الرجل، وحرصه الشديد على وحدة الجزائر شعبا وأرضا وتاريخا خلال مسيرته الفكرية الوطنية. وهو الذي عاش بمبدأ «الجزائر هي التي تجمع الجزائريين»، رافضا لأي تصنيف جغرافي أو تاريخي أو عرقي.

وبعد أن قدم الأستاذ إبراهيم رماني الذي يشغل أستاذا في الأدب ومكلفا بالبحث والدراسات بالمجلس الدستوري، مداخلة مطولة حول حياة بسايح، متوسعا في أعماله ومأثره، قام وزير الثقافة بتسليم درع الكمال الثقافي لفؤاد بسايح نجل الراحل، كما قدمت محافظة صالون الكتاب لوحة فنية لصورة المكرم لشقيقته الكاتبة ربيعة موساوي.

من جهتها، أثنت ربيعة موساوي على القائمين على حفل تكريم بوعلام بسايح، مؤكدة أن عائلة الفقيد فخورة بهذه الالتفاتة وممتنة لحرص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ومحافظة الصالون الدولي للكتاب، على تكريم روح الفقيد، وقالت بأنه يشد أزر العائلة ويعزيهم في فقيدهم، مشيدة بثقافة العرفان التي تميز مؤسسات الدولة.

استرجعت ربيعة موساوي، خلال كلمة ألقتها بالمناسبة، المسار النضالي الذي جمع المجاهد الراحل بوعلام بسايح برفيق دربه عبد العزيز بوتفليقة، وهما اللذان جمعتهما نفس القضية، فكانت الجزائر أمهما والحرية والاستقلال قضيتهما، وبقيا وفيين لعهد شهداء الوطن.

كما توقفت شقيقة الراحل عن أهم الأعمال الأدبية والتاريخية والسينمائية التي أثرت المكتبة الجزائرية وأصبحت مرجعية للهوية الوطنية ورموزها.

وختم دحو ولد قابلية رئيس الجمعية الوطنية لقدامى وزارة التسليح والاتصالات العامة «المالغ» الجلسة التكريمية بمداخلة، أدلى فيها بشهادته عن الفقيد، مبديا استحسانه للمبادرة التي قامت بها محافظة صالون الكتاب.

واسترجع الوزير الأسبق أهم المحطات التاريخية التي جمعته بمجاهد الراحل بوعلام بسايح، خلال عملهما في وزارة التسليح والاتصالات العامة بين سنتي 1958-1962، مؤكدا على الدور الريادي الذي لعبه الفقيد في تدويل القضية الوطنية والتعريف بها في المجتمع الدولي من خلال اشتغاله في خلية الاتصال، حيث عزز علاقاته بالصحافة الأجنبية للبلدان المعادية لفرنسا الاستعمارية، ليمكن الجزائر من استقطاب حلفاء جدد.

كما تحدث ولد قابلية عن الحنكة السياسة التي ميزت مسار بوعلام بسايح، سليل منطقة البيض، البيئة التي عززت روحه الوطنية ووعيه السياسي لتصنع منه رمزا من رموز النضال الوطني.