دخلت مسرحية ”ربيع النساء” عن المسرح الجهوي عز الدين مجوبي في عنابة، سهرة أوّل أمس، منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف الجاري أطوارها بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، والعمل الذي كتبه وأخرجه مولاي ملياني محمد مراد، يقترب من أحد الانشغالات التي تواجه المرأة عبر موضوع التحرّش والاعتداء عليها.

المسرحية شكلا تعتمد على مجموعة من اللوحات البصرية تغلب عليها الرمزية، حتى وقع المخرج في بعض الرتابة، أما عن الموضوع فهو يرصد المرأة الباحثة عن نصفها الثاني الرجل في إسقاط لمطالبها وهو ما قد يسقطه عنوان المسرحية المأخوذ عن الربيع العربي فكان ”ربيع النساء” عنوانا لثورة حواء ليس ضد أدم وإنما ثورة على الأوضاع والظروف. 

يمنح المخرج مولاي ملياني، فرصة للمرأة وللرجل على السواء لإعادة ترتيب علاقتهما المتوترة، مقترحا حلا في تغيير الأوضاع في المجتمعات العربية، وحتى المجتمع الجزائري الذي يراه المخرج أن أصله المرأة من خلال تغيير النظرة القاصرة عنها، وبرفض كل أشكال التسلط التي يمارسها الرجل. اعتمد المخرج على العمل الجماعي على الخشبة فكانت البطولة مشتركة بين كل من الفنانين عبد الرحمان جموعي، ونبيل رحماني، والفنانة ميشو، ورضوان بوقشبية ومحمد الشريف أوديني، واشتغل ملياني على حركة الممثلين بشكل كبير، إذ بدا عليهم بذل جهد بدني كبير عبر الكوريغرافيا المكثفة.

شكل الممثلون الجمل الدرامية لبناء هذا العرض، وأعاز العمل بسينوغرافيا متحركة تماشت مع حركة الممثلين، كما استعان بالإضاءة بشكل متدرج، أما الموسيقى فكانت بسيطة إيقاعية في بعض المشاهد تناغما مع حركة الممثلين،  إلى إقحام بعض من المقاطع الغنائية، لمتابعة حركات الممثلين الاستعراضية. «ربيع النساء” مسرحية اعتمدت على الحوارات المتصلة والمونولوجات الطويلة، التي قد تتعب المتلقي وتحيله إلى فترات من الملل، غير أن المخرج انتبه لتمرير نصه بالعامية والفصحى على السواء الأمر الذي أضفى روحا خفيفة على العرض. جدير بالذكر أن منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف الثالثة عشر عرفت تأجيل مسرحية ”المينة” للمسرح الجهوي بسكرة إلى يوم الخميس 27 ديسمبر على الواحدة زوالا، حسب ما نقله بيان عن محافظة المهرجان.

وحسب ما هو متداول في دار بشطارزي فإن المشكل في تأجيل العرض هو رفض مدير مسرح بسكرة المشاركة لأسباب تعود لمضمون المسرحية، غير أن مخرج العمل شوقي بوزيد أشار إلى أن العمل تمت الموافقة عليه من قبل لجنة القراءة وتم عرضه شرفيا في بسكرة وعرضا ثانيا في العلمة، وأكد أن العمل لا يمس بأي شكل من الأشكال لرموز الوطن عكس ما يروج إليه.