دشن معرض 482 صورة مخلدة للثورة

رابحي يدعو لتفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد

رابحي يدعو لتفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد
  • القراءات: 760
لطيفة داريب لطيفة داريب

ينظم المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام، معرضا للصور بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، بقصر الثقافة مفدي زكريا، إلى غاية الثالث نوفمبر الداخل، ويضم 482 صورة، من بينها 194 صورة خُصصت للمرأة الجزائرية التي شاركت في الثورة المظفرة إما بطريقة مباشرة كحملها السلاح وتطبيبها المرضى، أو بشكل غير مباشر، مثل توفير الأكل للثوار وإخفائه عن أعين المستعمر.

افتتح وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة ووزير الثقافة بالنيابة السيد حسن رابحي، معرض الصور الخاص بمحطات من الثورة الجزائرية، الذي نُظم بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لاندلاع الثورة المجيدة.

وفي هذا السياق، توجه بالشكر الجزيل والتقدير العالي إلى القائمين على المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام الذي يقع تحت وصاية وزارة الاتصال، منوها بهذا المعرض الذي يوثق من خلال الصور، 17 سنة من الفترة الاستعمارية التي عانى خلالها الجزائريون أشد أنواع القهر والتخلف والعذاب.

ودعا الوزير كل المواطنين إلى زيارة هذا المعرض للتعرف على معاناة شعبنا، وكذلك التضحيات الجسام التي قدمها رجاله ونساؤه وحتى أطفاله؛ من أجل نصرة هذا البلاد، وتطهير الوطن من دنس الاستعمار، وكذا ليتسلحوا بالإرادة الصادقة والعزيمة التي تمكنهم من التربص بأعداء البلاد وبكل من يهدد أمن واستقرار الجزائر، واستخلاص الدروس من تاريخ بلدنا، خاصة في الفترة المريرة أي فترة الاستعمار؛ حتى ننهض ببلدنا، ونستغل قدراته بما فيه خير لمستقبل الوطن، وهو المستقبل الذي نتمناه مليئا بالخير والهناء والسؤدد، يضيف الوزير.

وأشار الوزير إلى أهمية مثل هذا المركز الراعي للمعرض، في حفظ ذاكرة الجزائر، داعيا إلى أن نهتم بقراءة وكتابة تاريخ الجزائر حتى يعرف جيل اليوم والأجيال اللاحقة، هذا التاريخ العظيم الذي كُتب بدماء أبنائه، ويؤرخ لمجهوداتهم الجبارة التي مكنتنا من أن ننعم بالاستقلال، ووفرت لنا كل الشروط التي إذا ما استحسناها نستطيع تحقيق غد أفضل.

من جهتها، قالت السيدة حياة بن طيبة المكلفة بالإعلام بالمركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام لـ المساء، إن الصور المعروضة بهذه التظاهرة خاصة بالمركز، تم اختيارها من ضمن مليوني صورة تحوزها هذه الهيئة التي تحتفظ بأرشيف صور الجزائر بشكل عصري بحت، مضيفة أنه تم عرض أكثر من 200 صورة خاصة بالمرأة نظرا لدورها الفعال في تحقيق النصر، وللتعريف بنساء شاركن في الجهاد، منهن من قضت نحبها، ومنهن من لاتزال على قيد الحياة، إلا أنهن مجهولات من طرف العامة، فتم تقديم بورتريهات لهن وكذا ذكر أسمائهن بالكامل.

للإشارة، يعرف هذا المعرض الذي تنتهي فعالياته في الثالث من نوفمبر المقبل، عرض 482 صورة، من ضمنها 1954خاصة بالنساء وُضعت في ثلاثة أجنحة، وهي المرأة المجاهدة، عنوان الصمود والتحدي، و«المرأة الجزائرية، قصة كفاح ونضال و«المجاهدات.

وحملت هذه الصور رسائل كثيرة، أهمها مشاركة المرأة الفعالة في الكفاح ضد المستعمر الفرنسي. وفي هذا ضم الجناح المخصص للمرأة المجاهدة، 45 صورة، من بينها صورة عن امرأتين ترتديان الحايك وتخيطان العلم الجزائري، وأخرى لامرأة تنظر بشموخ وتحمل طفلها، وصورة ممرضة تحمل طفلا هي الأخرى، وابتسامة تنبئ بنصر أكيد لبلد كان يئن تحت وجع المستعمر الفرنسي.

وضم جناح المرأة الجزائرية قصة كفاح ونضال، 33 صورة، من بينها صورة مجاهدات يرتدين الزي العسكري يظهر عليهن الوقار والشجاعة أيضا؛ إذ وضعن هدف الاستقلال نصب أعينهن، ولا يهمهن إلا تحقيقه ولو كلفهن ذلك الاستشهاد. أما جناح المجاهدات فضم بدوره 116 صورة في شكل بورتريه، أغلبهن عن مجاهدات وشهيدات لا يعرفهن العامة، مثل ربيعة بن قديح وعفان فاطمة وبوصافي خيرة المدعوة مليكة ودوالي فتيحة ودلولة شنيتي وبابا حامد الزهراء وأحمد مليكة وحمودي سكينة وغيرهن. وضم المعرض صورا أخرى عن كل من الاحتفال باستقلال الجزائر 5 جويلية 1962 (44 صورة)، ومفاوضات إيفيان (27 صورة)، وجنود جيش التحرير (90 صورة)، ومجازر 8 ماي 1945 (16 صورة)، ومظاهرات في باريس احتفالا بالانتصار على ألمانيا النازية (9 صور)، والظروف الاجتماعية الصعبة للجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية (45 صورة)، ومظاهرات 17 أكتوبر 1961 (26 صورة)، ومظاهرات 11 ديسمبر 1960 (17صورة)، وإضراب الثمانية أيام من 28 جانفي إلى 4 فيفري 1957 (8 صور)، إضافة إلى ثماني صور، من بينها صورة تذكارية لممرضات الولاية الرابعة، وصورة تذكارية أخرى لقادة الثورة والطلبة بناحية بني ميسرة بالبليدة الولاية الرابعة.