معرض تاريخي بفضاء النشاطات ”آغا”

ذكريات حرب وانتصار

ذكريات حرب وانتصار
  • القراءات: 849
مريم.ن مريم.ن

يحتضن فضاء النشاطات الثقافية آغا بالعاصمة، إلى غاية 27 مارس الجاري، معرضا للصور والوثائق التاريخية والكتب، بمناسبة ذكرى يوم النصر، حيث تمكن الجمهور من الوقوف على محاطات مهمة من التاريخ الوطني، خاصة فيما تعلق بالثورة التحريرية المجيدة.

يتصدر المعرض، العلم الوطني وبيان أول نوفمبر، وصورة عملاقة لمجاهدة من ولاية تيزي وزو أهداها أحد الفنانين للمعرض، بعدما شارك بها في معرض خاص له. كما تضمن المعرض العديد من صور الشهداء، كان منهم ديدوش مراد وفضيلة سعدان، إلى جانب صورة وبورتريه مكتوب للشهيد ابن عبد المالك رمضان، الذي استشهد يوم 4 نوفمبر 1954.

التقت المساء بمسؤولة هذا الفضاء، السيدة شكيراد راضية، التي أشارت إلى أن الفضاء ملتزم بإحياء مثل هذه المناسبات الوطنية في مواعيدها، لتمكين الجمهور، خاصة الشباب منه، من الاطلاع على هذا التراث الثوري والنضالي للشعب الجزائري، مضيفة أن موقع هذا الفضاء الاستراتيجي، أي قبالة محطة آغا للقطار، ساهم في توافد الزوار، ومنهم المسافرون، وقالت أن بعض هؤلاء الذين يسافرون لمسافات طويلة، يحضرون للمعرض ولغيره من النشاطات، بدل انتظارهم لموعد القطار، ويكتشفون ما فيه ويصبحون من رواده، نفس الحال بالنسبة للوافدين من ولايات أخرى، الذين حين نزولهم للعاصمة،  يدخل الكثير منهم لهذا الفضاء الجميل.أكدت السيدة شكيراد راضية، أن الهدف من هذه الفعالية، تخليد ذكرى 19 مارس 1962، وما كان قبلها من جولات من اتفاقيات إيفيان، مع إبراز دور الشعب الجزائري في افتكاك هذا النصر بعد تضحيات جسام.

تضمن المعرض العديد من الكتب والمجلات والقصاصات، منها كتاب لولد الحسين محمد الشريف الضابط السابق بجيش التحرير، بعنوان عناصر للذاكرة.. حتى لا ينسى أحد يسرد وقائع المعارك التي خاضها خلال ثورة نوفمبر 1954، ويرصد فيه أسماء وصور أبطال الحرب التحريرية من أعضاء المنظمة الخاصة 1947، إلى غاية الاستقلال، محاولا سد ثغرات المعرفة التاريخية، في نفس الوقت، إرواء شغف الشبان المتعطشين للاطلاع أكثر على تاريخ الثورة المظفرة،  بالاعتماد على مصنف ثري بالصور.

أضاف مصنفا للصور، مرفقة بتراجم قصيرة للأسماء الثورية، يقصد الكاتب منها تسهيل وضع الوجوه على الأسماء، وهو أسلوب اعتمده ليساهم في تحسيس الجيل الجديد الناشئ على ثقافة الصورة، حيث يرمي إلى تحريك فضولهم في التعرف على أبطال حرب التحرير.

كتاب آخر لنفس الكاتب المجاهد بعنوان في قلب المعركة، مترجم إلى اللغة الأمازيغية، يتضمن العديد من الشهادات والمذكرات التي عكف بعض المجاهدين على تسجيلها خلال السنوات الأخيرة، إذ يروي الكتاب أحداثا واقعية لمعارك خاضها كومندو سي الزبير و«كتيبة الحمدانية، وهما وحدتان من أهم وحدات النخبة بجيش التحرير في الولاية الرابعة التاريخية، وما يلاحظ أن ما كتب عن فرق الكومندو والكتائب قليل جدا، ولم يتم التطرق إليها إلا قليلا، غير أن كتاب المجاهد ولد الحسين قدم صورة واقعية عن الكومندو والكتيبة، فهو إسهام في سد فجوة واسعة من تاريخ جيش التحرير. كما ضم المعرض العديد من المجلات، منها مجلة ميموريا للدراسات التاريخية، التي تناولت 19 مارس عبر العديد من الملفات والشهادات والصور والشعارات التي كانت ترفع إبان تلك الفترة، منها تحيا الحكومة المؤقتة حكومة كل الجبهات، إضافة إلى مجلة الجيش و«مجلة 1 نوفمبر ومجلة إذاعة القرآن الكريم وغيرها.وقف بعض الزوار عند قصاصات الصحف والمجلاات والكتب القديمة، ووثائق خاصة ببعض الأحداث، منها الثورة في منطقة الرغاية.