تيمقاد..

ذكريات جميلة عن ميلاد مهرجان

ذكريات جميلة عن ميلاد مهرجان
  • 1519
 ق.ث ق.ث

ما يزال يحتفظ الكثير من مثقفي باتنة بذكريات جميلة عن بداية مهرجان تيمقاد الدولي، ويذكر في هذا السياق أحمد صالحي، أحد أبناء المدينة ورئيس سابق لبلدية تيمقاد لثلاث عهدات ومنشّط لمهرجانها السنوي لعدّة سنوات في بداية الثمانينيات، كيف بدأت منذ سنة 1965 مبادرات محلية متفرّقة ضمن المسرح المدرسي لإضفاء الحركية على الموقع الأثري إلى غاية 1967، التي عرفت وبالضبط في أواخر شهر أبريل من نفس السنة تنظيم أول أيام ثقافية للمسرح بمشاركة فرق هاوية من المنطقة وأخرى محترفة من فرنسا، وكانت هذه التظاهرة -يضيف المتحدث - النواة الأولى لأول مهرجان موسيقي بالمدينة في العام الموالي والذي توسّع إلى عديد الدول التي شاركت بفرق فنية محترفة منها إسبانيا وفرنسا وإيطاليا. 

من جهته، أفاد عمامرة السعيد محمد الهادي رئيس المؤسسة الأوراسية للعلوم والفنون (فاساك) ومسؤول نشر مجلة "باتنة إنفو" التي تصدر عنها بأنّ مهرجان تيمقاد الذي أخذ تسميات عديدة من مهرجان دولي للموسيقى ثم متوسطي فمهرجان للفنون الشعبية قبل أن يستقر على شكله الحالي يرجع الفضل في إرساء قواعده إلى الأمين العام لولاية باتنة في بداية الستينيات عبد العزيز ماضوي وفريقه إلى جانب جمعية أصدقاء مهرجان تيمقاد برئاسة الراحل الطبيب بلقاسم حمديكن، وكانت تضمّ عددا من مثقفي الولاية ومنهم حيمور الهاشمي ومحمود بن حسين وصالح دحمان ومحمد هوارة وغيرهم. 

وأكّد رئيس المؤسسة الأوراسية للعلوم والفنون التي كان لها دور كبير في تدعيم المهرجان بعد عودته سنة 1997 بعد حوالي 10 سنوات من توقّفه أن المهرجان في بداياته كانت له أبعاد اقتصادية لإنعاش ودعم التنمية في منطقة الأوراس من خلال تنشيط الحركة السياحية. 

واسترجع أقدم وأشهر دليل بالمدينة الأثرية مسعود معجوج البالغ من العمر 73 حاليا ذكرياته حول المهرجان قائلا "كانت عروض في المسرح لفرق مدرسية تقام من وقت لآخر بالمسرح الأثري وسط إقبال كبير لسكان المنطقة، حيث زادت الحركة بالموقع من سنة إلى أخرى وكانت تلك أزهى أوقات تيمقاد"، أما بالنسبة للفنان التشكيلي حسين هوارة فذكريات بداية المهرجان كانت أجمل وإن كانت -كما قال- من وقت لآخر تعكرها التقلبات الجوية التي عادة ما تسجل وقتها في نهاية أبريل مما اضطر منظمي التظاهرة إلى تحويل موعدها الذي كان يصادف العطلة المدرسية الربيعية إلى فصل الصيف. 

وتبقى أحلى الصور حسب هوارة الذي يتأسف كثيرا عن الماضي الثقافي الزاهر لتيمقاد وما كانت تصاحبه من حركة ثقافية متنوعة تلك الأيام الجميلة التي صاحبت طبعات المهرجان حينما حمل تسمية "أصوات وألوان"، حيث كان الزائر إلى الموقع الأثري يستمتع بانعكاس الأضواء على المسرح والآثار الرومانية وهو يستمع إلى شروح ومحاضرات يلقيها مثقفون حول تاريخ المدينة الأثرية تيمقاد وما تحويه من كنوز. 

كما يتذكر البعض بأن هذه الطبعات وكانت قليلة كثيرا ما كان يستعان فيها بأضواء القلة من السيارات التي تركن خارج الموقع الأثري مما يضفي مسحة جمالية وسحرا على المكان. 

والأجمل اليوم أن ذكريات التظاهرة في أيامها وسنواتها الأولى كثيرا ما تجمع جمهورا من أبناء تيمقاد وأيضا عشاق المهرجان وتصبح محور سهرات طويلة يتم فيها الحديث بحميمية وحنين عن قصة ومسيرة مهرجان يستعد للاحتفال بخمسينيته في صيف 2017.