الخبير ريشار لافيبيار في ندوة على هامش «سيلا21»:

دول تتخذ من الإرهاب وسيلة وخذلت الجزائر في محاربته

دول تتخذ من الإرهاب وسيلة وخذلت الجزائر في محاربته
  • القراءات: 705
لطيفة داريب لطيفة داريب

أكد الدكتور ريشار لافيبيار، الصحافي والمستشار الدولي في القضايا الإرهابية المنسوبة إلى المسلمين، أن تعرض الجزائر لخطر الإرهاب في سنوات العشرية السوداء كان مفتعلا، والهدف منه زعزعة استقرار دولة أرادت أن يكون لها وزن على الساحة الدولية، مضيفا أنها استطاعت أن تتصدى لهذه الظاهرة بدون مساعدة دولية.

أضاف الدكتور ريشار لافيبيار الذي سيصدر له قريبا كتاب جديد  بعنوان: «الإرهاب، الوجه الخفي للعولمة»، أنه عايش معاناة الجزائر على المباشر في الفترة الممتدة من عام 1988 إلى 1998، حيث غطى الكثير من أحداثها على أرضها حينما كان مراسلا لتلفزيون جنيف، مشيرا إلى أنه كان يجد صعوبات في أداء مهامه على أحسن وجه، باعتبار أن الدول الغربية كانت تريد أن تحوّر الأخبار حسب مصالحها. 

كما أكد الدكتور في ندوة نشطها بالمدرسة العليا للصحافة، في إطار النشاطات التي نظمتها المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار في «سيلا21»، أن الإرهاب ليس بأزمة مارة أو حادثا عارضا، بل إنها مرتبطة بالعديد من المجالات ومن بينها العامل الاجتماعي، مقدما مثالا بالإخوة كراشي وعبد السلام وغيرهم الذين كانوا يقطنون الضواحي الباريسية، كما كانوا يتعاطون المخدرات وما انضمامهم إلى التنظيم الإرهابي «داعش « إلا غطاء لا غير.

مضيفا أن الاقتصاد مرتبط بدوره بالإرهاب، حيث نتج عن هذا الأخير مناصب عمل، ليقدم مثلا حول الأشخاص الذين يحللون الصور الملتقطة من مئات بل آلاف  كاميرات المراقبة وغيرها من القطاعات التي انتعش اقتصادها بفعل ظاهرة «الإرهاب».

كما أشار المتحدث إلى لجوء الدول إلى تضخيم ميزانية دفاعها من أجل «مكافحة الإرهاب»، مثلما ما حدث للولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر، كحجة لطمأنة شعوبها والتأكيد على قدرتها في مواجهة الإرهاب، بيد أن هذه العملية تساهم بدورها في انتعاش اقتصادها. في المقابل، طالب رئيس المخابرات الأمريكية بضرورة القبض على بن لادن، لكن وزيرة خارجية الولايات في تلك الفترة كوندليزار رايس أجابته: «من هو بن لادن»؟ في إشارة إلى أن الهدف من ضربات الولايات المتحدة لأفغانستان ليس القبض على بن لادن بل التمهيد لضرب العراق وتغيير الخارطة الجيوسياسية للمنطقة.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تخلق بما يسمى بـ«الربيع العربي»، لكنها استغلت الفرص وكانت لها كلمتها في الإبقاء على حسنى مبارك وزين العابدين بن علي على قيد الحياة، وفي نفس الوقت القضاء على معمر القذافي.

كما أكد المتحدث العلاقة الوطيدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمين، وتجاهلها للقضية الفلسطينية ومساعدتها للأصوليين ضد القوميين والمسيحيين.

اتهم ريشار لافيبيار مباشرة المملكة العربية السعودية في تمويل الإرهاب، فكرا ومالا، معللا ذلك بدراسته المطولة لمنابع تمويل الإرهاب منذ أكثر من عشرين سنة. وأضاف أن قطر أيضا لها يد في ذلك.

من جهة أخرى، نصح طلاب من المدرسة العليا للصحافة، بدراسة اللغات والإلمام بالعلوم الإنسانية والأنثربولوجية من أجل النجاح في مهمتهم الإعلامية، مضيفا أنه لا يوجد صحافي يكتب مقالات موضوعية، لكنه مجبر على التحلي بالصدق الفكري وتنويع المصادر.