مختصون يناقشون آلية إرساء الثقافة المرورية بغليزان

دور المؤسسات الاجتماعية في تنمية الوعي المروري

دور المؤسسات الاجتماعية في تنمية الوعي المروري
  • القراءات: 756
 نور الدين واضح نور الدين واضح

احتضن مخبر الدراسات الاجتماعية والنفسية والأنثروبوليوجية بالمركز الجامعي «أحمد زبانة» بغليزان، مؤخّرا، مؤتمرا دوليا حول «دور المؤسسات الاجتماعية في تنمية الوعي المروري لدى الشباب في الوطن العربي»، من تنظيم المركز الجامعي بالتعاون مع  المديرية العامة للأمن الوطني، بحضور دكاترة من داخل الوطن وخارجه.

الملتقى افتُتح بكلمة للدكتور عبد الحميد عبد الحي، مختص في التنمية البشرية وممثل المنظمة العربية للتدريب والتنمية البشرية بمصر، حيث أشار إلى ضرورة الوعي المروري، خاصة بالنسبة للشباب ودور التنمية البشرية في ذلك.

من جهته، تطرق ممثل المديرية العامة للأمن الوطني عميد الشرطة رابح زواوي في مداخلته، لعوامل وأسباب حوادث المرور بالجزائر، والإجراءات الواجب اتخاذها للحد منها، على غرار الجانب الوقائي الأمني والردعي، مذكرا بالعنصر البشري من الدول العربية، الذي لا يحترم قانون المرور، خاصة لدى فئات الشباب. ونبّه المتحدث في هذا الإطار، إلى ضرورة التكوين الفعال ورأس المال البشري في مواجهة الظاهرة، مؤكدا أن السرعة تبقى أحد أهم أسباب حوادث المرور، إضافة إلى حالات المركبات. وأشار إلى ضرورة المراقبة التقنية، والإجراءات الخاصة بالمحيط  والبيئة، وعلى وجه الخصوص، سلامة الطريق، وهي كلها عوامل تعمل المديرية العامة للأمن الوطني، على تطويرها، حسبما أشار إليه المتحدث، خاصة في زمن العولمة بالشراكة مع الإعلام، لتفعيل كل هذه الإجراءات، ومنها زرع الثقافة المرورية بالمدارس والمتوسطات والثانويات والنزول إلى أرض الواقع من خلال المسالك المرورية. 

أما الدكتورة عقيلة دبيشي، فقد ركزت في تدخّلها على سلوك السائقين وكيفية الوقاية من الحوادث، حيث ذكرت أنه يجب أن تكون هناك ثقافة مرورية تلقَّن للأطفال منذ التحاقهم بالمدرسة، حتى يتعلموا التعايش السلمي واحترام الطريق، مما يضمن احترام الآخر وخلق الحميمية بين مستعملي الطريق، مرورا بكل المراحل الدراسية حتى الثانوية، لنجعل منه سائقا مسؤولا عند بلوغه سن الحصول على رخصة السياقة، ولا يتأتى هذا إلا بعمليات توعوية وحملات تحسيسية واسعة وتكوينية، من شأنها الرفع من مستوى السائق وتطوير معارفه في المجال، خاصة بالنسبة لحاملي رخص سياقة قديمة؛ تماشيا والتطور التكنولوجي والعلمي الذي يشهده العالم. واقترحت المختصة الخروج من النمطية  في السياقة والسلوك من خلال ترك الأنانية. 

أما الدكتور أكرم أحمد محمد من جامعة حلوان بمصر، فأكد أن 95 % من حوادث المرور يتسبب فيها العنصر البشري، ومنه يجب التركيز على عنصر التنمية البشرية، مقدما أرقاما صادمة عن حوادث المرور في العالم العربي، ومنها وفاة 1,25 مليون شخص في سن الشباب جراء حوادث المرور، مؤكدا على ضرورة التركيز على الثقافة المرورية والتنمية البشرية، ومقترحا تخصيص أسبوع، على الأقل في السنة، للتعرف على الثقافة المرورية.

أما الدكتورة ماريا أخطيرة من المغرب فركزت في تدخلها على خطر استعمال الهاتف النقال على السائقين الشباب العرب، حيث ذكرت أن استعمال الهاتف النقال يبقى أحد أسباب حوادث المرور في المغرب العربي وما تسببه من خسائر مادية بشرية جسيمة. ومن هذا المنطلق أشارت إلى وجوب التطرق للبحوث والدارسات الميدانية لسلوك مجموعة من السائقين في محيط معيّن، وتأثير الهاتف النقال على تركيزهم.

وأجمع المتدخلون على ضرورة إرساء ثقافة مرورية لدى الجميع، وسلوك حضاري للثقافة المرورية قصد تفادي حوادث المرور وما تخلفه من قتلى وجرحى جراء هذه الحوادث، التي يبقى المتسبب الرئيس فيها هو العنصر البشري. واقترح البعض ضرورة التأثير مباشرة على سلوك السائق.