زوجة، شاعرة ومسيّرة

دفوس كلثوم.. نموذج الحرّة والفحلة

دفوس كلثوم.. نموذج الحرّة والفحلة
  • القراءات: 1213
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

السيدة بوناح دفوس كلثوم نموذج حي للمرأة الجزائرية الأصيلة الفحلة والناجحة، جمعت بين الأمومة حيث استطاعت وبمعية زوجها الفاضل أن تنشئ أبناءها الأربعة أحسن تنشئة وبين الشاعرة المبدعة والمسيّرة التي اقتحمت عالم الأعمال بتسييرها لمؤسسة عائلية متخصّصة في توزيع المواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية. عن مسيرتها تقول السيدة كلثوم أنّه بعد أن زاولت دراستها كأستاذة للتعليم الثانوي اختصاص لغة فرنسية بإحدى ثانويات قسنطينة، وجدت نفسها تقتحم عالما مغايرا تماما لعالم التدريس والمتمثّل في توزيع المواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية بمعية أبنائها الثلاثة المنتمين إلى عالم الطب، فابنها كريم صيدلي وابنها البكر محمد كرم طبيب جرّاح، مختص في الأعصاب بمستشفى الجامعي لقسنطينة أما ابنتها فهي طبيبة مختصة في أمراض الكلى، تشتغل بمصلحة دقسي بقسنطينة، واختص ابنها الرابع في فن المالوف بمعهد الفنون والثقافة بجامعة 3 بقسنطينة.وفيما يخصّ الإبداع، أوضحت السيدة دفوس أنّها أصدرت ديوانها الشعري الأوّل باللغة الفرنسية "أبوة ملوك البربر" كوقفة تذكّر وترحم على أرواح أجدادها الذين تعرضوا للقتل رميا بالرصاص من قبل المحتل في يوم 26 جويلية بمنطقة لمحاسنية على هضبة تطل على سد ابن هارون بولاية ميلة.

وتضيف السيدة كلثوم بنوع من الاعتزاز والافتخار، بأنها وبعد أن زاولت دراستها الابتدائية بمسقط رأسها بقرية الشهيد عنوش علي، انتقلت إلى عاصمة الشرق الجزائري لتزاول دراستها بثانوية الحرية للبنات في النظام الداخلي. وبعد حصولها على البكالوريا، تنقلت إلى جامعة منتوري بقسنطينة لتختص في الأدب الفرنسي ومنه تحصّلت على شهادة الليسانس، مؤكدة أنّها استطاعت بعد إنجابها لأربعة أبناء (ثلاث ذكور وبنت) وبفضل مساعدة زوجها الجامعي أن تنشئهم تنشئة سليمة، لتتفرّغ لعملها الإبداعي، وحاليا هي بصدد إصدار مجموعتها الشعرية الثانية بعنوان "حلم كل النساء" الذي تتطرق فيه إلى كفاح المرأة اليومي في مجتمع صعب للغاية، كما سيصدر لها خلال الأيام القادمة مجموعة ثالثة عن دار للنشر بفرنسا بعنوان "أخي الصغير المسكين" الذي يعالج المواطن العربي والإنسان اللاجئ وأيضا وضعية المرأة خلال الحروب القذرة..هذه هي السيدة دفوس كلثوم، قدم هنا وأخرى هناك لا تمل ولا تكلّ، مفعمة بالنشاط، فهي تجسّد حقيقة ذلك الجيل النسائي الذي استطاع في عالم رجالي أناني أن تفرض نفسها بكل شجاعة وأن تقتحم معترك الحياة بقوة وكأن بها وبكفاحها ذاك المستمر إلى اليوم تحاول أن تجسد بنوع من الكبرياء والأنفة حقيقة المرأة الجزائرية التي وإن أرادت استطاعت وإن استطاعت فإنها ستحوّل المستحيل إلى حقيقة.