«مستغانم عاصمة المسرح»

دفعة جديدة للفن الرابع

دفعة جديدة للفن الرابع
  • القراءات: 1430
 ن.ج ن.ج

«نحتفي بالمدينة.. نحتفل بالمسرح» هو الشعار الذي ترفعه مدينة مستغانم طوال سنة كاملة، احتفاء بالفن الرابع، والبداية كانت بـ«كرنفال مستغانم» الذي بادرت به الجمعية الثقافية «الموجة» في خطوة لإحياء فكرة «مسرح الشارع»، بمشاركة حوالي 200 عارض من ممثلين مسرحيين ومواطنين يرتدون أقنعة وملابس لشخصيات مسرحية، انطلق من مقر الجمعية بمنطقة «صلامندر» إلى غاية الواجهة البحرية «أحمد بن بلة»، وضمّ  استعراضات بهلوانية وفلكلورية بحضور عديد الفرق والجمعيات والتعاونيات المسرحية من مختلف ولايات الوطن.

في نفس السياق، احتضنت دار الثقافة "ولد عبد الرحمان كاكي" معرضا حول كرونولوجيا المسرح الجزائري وذاكرة مسرح الهواة عبر 50 سنة  من الوجود، كما تمّ تقديم تركيب مسرحي بعنوان "المنبع" من إنتاج المسرح الجهوي لمستغانم، شارك فيه زهاء 70 ممثلا وراقصين من بينهم عمر قندوز ومحمد حيمور ونادية طالبي وفتيحة سلطان ومصطفى لعريبي وغيرهم، وشمل مشاهد لأعمال قامات المسرح الجزائري أمثال محي الدين  بشطارزي، ولد عبد الرحمان كاكي، مصطفى كاتب، عبد القادر علولة وعز الدين مجوبي وغيرهم. 

وبالمناسبة، تم تكريم عائلتي ولد عبد الرحمن كاكي وسي الجيلالي بن عبد الحليم و20 ممثلا مسرحيا من مختلف ولايات الوطن، من بينهم المرحوم مكي بن سعيد، محمد مفلاح، حراق بن عمار، جيلالي بوجمعة، عمر قندوز، صونيا، محمد أدار ومحمد حيمور وغيرهم. 

في هذا السياق، أكّد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أنّ دائرته الوزارية تعمل إلى جانب مختلف الفاعلين في المسرح لإعادة دفع الحركة المسرحية نحو آفاق جديدة، وأبرز في كلمته بمناسبة افتتاح التظاهرة أنّ دائرته الوزارية "تعمل إلى جانب شركائها من خبراء من المسرح وجميع الفاعلين في الحركة المسرحية على إعطاء دفعة جديدة للمسرح الجزائري الذي هو الآن يتألّق في جميع المحافل". 

وأضاف أن المسرح الجزائري بحاجة إلى "إعادة ضبط إيقاعه الداخلي في نمط تسييره وكيفية تجاوز بعض الاختلالات التي تشكّلت بفعل التراكمات"، مبرزا أن "هناك إرادة لإعادة دفع الحركة المسرحية نحو آفاق جديدة"، وأكّد قائلا "إنّنا نؤسّس ابتداء من اليوم لتقليد جديد في حياتنا الثقافية، وهو الاحتفاء بالمدن المنتجة للثقافة والإبداع". 

وذكر في هذا السياق أن "مستغانم نجحت في أن تكون مركز استقطاب حقيقي للحركة المسرحية ونجحت في أن تؤسس مدرسة تخرّج منها الكثيرون، وهي مسرح الهواة مع عمالقته الكبار، أمثال ولد عبد الرحمن كاكي وسي الجيلالي بن عبد الحليم وغيرهما ممن تركوا بصمة كبيرة في حياة المسرحيين الجزائريين". 

أشار ميهوبي إلى ضرورة استحضار ذكرى هؤلاء العمالقة بعد 50 سنة من تأسيس المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم، وأكّد أن "رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة منح رعايته لتظاهرة مستغانم عاصمة المسرح، إدراكا منه لما قدّمته مستغانم للحركة الثقافية الوطنية  وللمسرح". 

أعلن ميهوبي عن أنّه سيتم اختيار في السنة القادمة، مدينة أخرى لتكون عاصمة لشكل آخر من أشكال الثقافة كالتراث والشعر والأغنية وغيرها "لأننا نريد أن يشعر الجزائريين أنه من واجبهم أن يحتفوا بثقافتهم التي شكلت ومازالت تشكل عنوان  هويتهم"، على حد تعبيره. 

للإشارة، يتضمن برنامج تظاهرة مستغانم عاصمة المسرح العديد من لأنشطة المتنوعة، بمشاركة مختلف ولايات الوطن، منها عروض مسرحية للكبار والأطفال وندوات فكرية وملتقيات وطنية ودولية وأيام دراسية، ومعارض وورشات تكوينية تخص مواضيع ذات صلة بالفن الرابع، مع برمجة كلّ أسبوع باسم قامة من قامات المسرح الجزائري، كما سيتم أيضا تنظيم الطبعة الخمسين للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم  ومهرجان مدارس الفنون الجميلة وكذا المسرح الجامعي. 

سيتم نقل كلّ الفعاليات الكبرى للمسرح المنظمة في الولايات إلى مدينة مستغانم، بالإضافة إلى تقديم بعض المشاركات الأجنبية، فضلا عن فعاليات ثقافية وفنية، وستختتم تظاهرة مستغانم عاصمة للمسرح في 27 مارس 2018 بعرض أحد أعمال المسرحي الراحل ابن مستغانم ولد عبد الرحمان كاكي.  

يذكر أن هذا البرنامج أعدته مديرية الثقافة بالتنسيق مع المسرح الجهوي "سي الجيلالي بن عبد الحليم" لمستغانم، والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية.